تقارير إسرائيل: الوقت يؤاتيهم لإضعاف الحزب

رأى الكاتب الإسرائيلي، مايك هراري، أن الظروف التي نشأت بعد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، تشكل فرصة استراتيجية لتحقيق الاستقرار في الساحة اللبنانية. وهو ما يشكل مصلحة لإسرائيل، لأنه ربما يضعف تنظيم حزب الله. وقال هراري في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية تحت عنوان “فرصة استراتيجية: لدينا إمكانية حقيقية لإضعاف حزب الله”، إن القتال بين إسرائيل والحزب، يدور في الوقت نفسه مع الحرب في غزة، ويصرح المتحدثون باسم حزب الله أنهم لن يوافقوا على أي وقف للقتال أو على أي ترتيبات واتفاقات حول الحدود البرية، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن النشاط الدبلوماسي المكثف في لبنان مستمر، بما في ذلك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس، مستطرداً: “لكن حزب الله عاد وأكد على الترتيب المنشود للأمور من وجهة نظره، فوقف إطلاق النار في الجنوب سيسمح بالاسترخاء وربما بإبرام الاتفاقيات المتعلقة بالحدود البرية. وفي الأيام الأخيرة، أكد الحزب بقوة أكبر دعمه لسليمان فرنجية كرئيس، في نوع من الرسالة المؤكدة إلى العديد من الوسطاء، مفادها أنه لا ينبغي توقع حدوث انفراج قبل وقف إطلاق النار في غزة”.
وأشار إلى أن المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية المباشرة تُعد تطوراً استراتيجياً من الدرجة الأولى، وله عواقب على المنطقة برمتها، وحتى خارجها، وتابع: “السؤال الذي يطرح نفسه نتيجة لذلك في السياق اللبناني ينقسم إلى قسمين، هل يعزز احتمال توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟ أم أن الأمور لن تتغير وتفضل الأطراف مواصلة حرب الاستنزاف؟”.

ورأى الكاتب أن الكرة الآن أصبحت في الملعب الإسرائيلي، ومن الواضح أن الجانب اللبناني يفضل الاستمرار في المخطط الحالي لمواصلة استقطاب قوات الجيش الإسرائيلي نحو الحدود الشمالية في محاولة لمساعدة حركة “حماس”، وذلك بسبب المعارضة الداخلية في لبنان تجاه تصاعد القتال، وهذا ما عبرت عنه سلسلة طويلة من كبار اللبنانيين، من بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يرى نفسه مرشحاً جديراً للرئاسة على الرغم من دعم حزب الله لفرنجية، حسب الصحيفة.

وقال الكاتب، إن هناك معضلة إسرائيلية في ما يتعلق بالتوترات مع لبنان منذ بداية الحرب، وسأل: “هل فتح جبهة أخرى سيخدم المصلحة الإسرائيلية أم سيكون عبئاً عليها؟ هل لا تزال المقاومة الأميركية للتصعيد في هذه الساحة قائمة؟ هل سيغير الهجوم الإيراني منظومة الاعتبارات الإسرائيلية؟ وإذا كان الأمر كذلك، ففي أي اتجاه؟ ولعل هذه فرصة عسكرية وربما سياسية أيضاً للاهتمام بحزب الله بشكل نهائي؟”.

ويرى هراري أنه في ظل الظروف الحالية، هناك فرصة استراتيجية لاستقرار الساحة اللبنانية لصالح إسرائيل، حتى تتم تسوية الخلافات المتعلقة بالحدود البرية، والعودة إلى تطبيق القرار 1701 ولو بشكل جزئي، وهو الأمر الذي يخدم تل أبيب لأنه سيعزز السيادة اللبنانية ويسقط ورقة مهمة من “ترسانة أوراق” حزب الله لمواصلة النضال ضد إسرائيل. وشدد على أنه لا بنبغي الفهم أن الأمور ستنتهي بحدوث ذلك، ولكن هذا الأمر سيكون بمثابة خطوة على المسار السياسي، وإنجاز كبير قد يعزز “الدولة اللبنانية”.

 

Share.
Exit mobile version