“الصحة” و”التربية” تطلقان حملة المدارس للتوعية ضدّ التدخين بدعم من “الصبّاح للإنتاج”
“الصحة” و”التربية” تطلقان حملة المدارس للتوعية ضدّ التدخين بدعم من “الصبّاح للإنتاج”
أطلقت وزارة الصحة العامة ووزارة التربية والتعليم العالي “حملة المدارس للتوعية ضد التدخين” تحت شعار “إطفيها قبل ما تطفيك” بدعم من “شركة الصبّاح للإنتاج” وذلك في سياق تنفيذ الخطة الوطنية الخمسية لمكافحة السرطان التي وضعتها وزارة الصحة العامة والتي ترتكز أولوياتها على تعزيز الوقاية والوعي المجتمعي بهدف تخفيض نسبة الإصابات بالأمراض السرطانية المتزايدة في لبنان.
جاء ذلك في لقاء حاشد في الإنترناشيونال كولدج في بيروت حضرته عقيلة رئيس الحكومة السيدة مي ميقاتي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض ووزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي والوزيرة السابقة ليلى الصلح ورئيس مجلس إدارة شركة الصبّاح السيد صادق الصبّاح ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ورئيس الخطة الوطنية لمكافحة السرطان البرفسور عرفات طفيلي وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر ورئيسة جمعية ماراتون بيروت مي الخليل والفنان اللبناني جورج خباز ورئيس الإنترناشيونال كولدج جويل بينادو Joel Peinado وحشد من أساتذة وإداريي الإنترناشيونال كولدج وتلامذة المدرسة ومعنيين.
الصباح
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني فنشيد الإنترناشيونال كولدج ثم فيديو للإعلان الدعائي الذي أعدّته وأنتجته شركة الصبّاح للتحذير من مخاطر التدخين والذي سيتم بثه في سياق حملة التوعية عبر وسائل الإعلام، فكلمة الإفتتاح لرئيس مجلس إدارة شركة الصباح السيد صادق الصباح الذي لفت إلى شركة الصباح شاركت في حملات كثيرة سابقة إلا أن هذه الحملة فريدة من نوعها لأنها تتوجه إلى الأحفاد الصغار. وتوجه لحفيده الموجود بين التلامذة قائلا: “أوصيك أنت وأصحابك أن لا تجرّبوا أن تكتشفوا الدخان لأنه يضرّ بصحتكم ويمنعكم من ممارسة الرياضة بنشاط، وإذا خسرتم صحتكم فلن تتمكنوا من تحقيق أحلامكم”. وتمنى لو أن أحدًا نبهه على مخاطر التدخين الذي لا يمكن الإقلاع عنه بسهولة رغم أنه يتسبب بمشاكل صحية كثيرة.
وشدد الصباح على أن شركته تتبنّى هذا المشروع بشكل جدي جدا بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية وكل المعنيين، لإحداث فرق كبير لمصلحة الأحفاد.
الإنترناشيونال كولدج
ترحيب من رئيس المدرسة بينادو الذي أبدى اعتزازه لاختيار الإنترناشيونال كولدج لحدث مهم يتعلق بمستقبل صحة التلامذة شاكرًا لوزارتي الصحة والتربية وشركة صباح هذا الإختيار.
ثم تحدثت نائبة الرئيس للشؤون الكاديمية نوال حداد عن روح الـ الإنترناشيونال كولدج التي يتركز اهتمامها على تنشئة قياديي المستقبل. وكذلك كلمة لمديرة المدرسة الإبتدائية – راس بيروت كاتي خياط أكدت فيها أن اللقاء خطوة مهمة في الإلتزام بتعزيز صحة الشباب في لبنان ورفاهيتهم وتوجهت للتلامذة داعية إياهم إلى رفض التدخين وأي محاولة قد يتعرضون لها لتجربة السيكارة مشددة على ضرورة أن يضعوا نصب أعينهم مضار التدخين على صحتهم.
خباز
بعد ذلك تلا الفنان اللبناني جورج خباز قصيدة من إنتاجه باللغة المحكية حفز فيها على محاربة التدخين بسبب مضاره الكثيرة وجاء فيها:
“الخبرية منّا سر.. السيكارة متل الخطية.. بتسلي لكن بتضر..
ارفضها وقلهن ما بدي.. وخلي قرارك بين إيديك..
وبقرارك كون جدي وأوعى تعمل هيك وهيك..
السيكارة متل الهزة.. بتكسّر ديك وإجريك.. بتقبل ورقة هالقدي تخليها تسيطر عليك؟
الروايا بتهدّن وريحتها بتعمل كشرة.. وشرايينك بتسدّن وبتنزعلك البشرة..
وبتأذي النيرة والزلعوم والنفس بيصير يضيق..
بتفوت عالجسم سموم وبعدها بينشف الريق..
السكري بيعمل مخزون، عضلاتك بينضروا
ودخنتها بتؤذي العيون واسنانك بيصفروا
وبتقطلعلك الحديث تتحطم اوتار الصوت وبتعمل مرض خبيث ويمكن تسبب الموت.
وبيضرب راسك نسيان وعذاكرتك بتعكر
وفجأة بتحولك كسلان وعختيرتك بتبكر..
بتطلع الدرج تعبان؟ شرايينك عم تسكّر
كنت دخن يا إخوان ومفكر حالي مفكّر
كنت حاسبها رفيقة وبنفّخها وقت الهم،
بتساعدني بالضيقة، منيحة وبتروق الدم
لكن هي مع الوقت عم تقتلني على السكت
كنت دخن ووقفت وللأبد رح إطفيها
صلولي مع الوقت ما إرجع إعلق فيها”.
الخليل
أما السيدة مي الخليل فتحدثت عن شاب تحول من مدخن إلى بطل في الماراتون بعدما تخلى عن عادات غير صحية وخسر خمسة عشر كيلوغرامًا من الوزن الزائد. وقالت إن الأمر يتعلق باتخاذ الخيارات الإيجابية لبناء حياة رائعة ومستقبل مشرق.
ابو بكر
بدوره، لفت ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر إلى أن المنظمة تدرج محاربة التدخين من ضمن أولوياتها لأن الدخان يقتل ثمانية مليون شخص حول العالم سنويًا. وأكد الدكتور أبو بكر التزام المنظمة دعم وزارة الصحة العامة والشركاء لمواجهة هذه الآفة لافتًا إلى أهمية توعية التلامذة من عمر صغير على مضار التدخين مشددًا على دور وسائل الإعلام في هذا المجال ومنوها بالدور الذي تقوم به شركة الصباح في هذا المجال.
طفيلي
ثم كانت كلمة رئيس الخطة الوطنية لمكافحة السرطان البرفسور عرفات طفيلي الذي شدد على أهمية الوقاية من السرطان لافتًا إلى أن الدخان من أكثر المسببات لهذا المرض. وتابع أن اختيار التلامذة للتوجه إليهم في حملة التوعية هذه جاء من ضمن الحرص على تحصينهم من التدخين عندما يكبرون. وقال إن الأهم أنه ستكون هناك مشاركة فاعلة من التلامذة الذين سيطلب إليهم إعداد فيديو من ثلاثين ثانية حول كيفية محاربة التدخين وذلك من ضمن مسابقة ستعلن نتائجها في نهاية أيار المقبل.
وشدد طفيلي على ضرورة أن تقوم الدولة بواجبها لناحية تطبيق القانون 174 الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة، ووضع قيود على القدرة على التدخين إذ من غير الجائز أن يبقى سعره متدنيًا كما هو الحال راهنًا.
خوري
أما رئيس الجامعة الأميركية الدكتور فضلو خوري فتوقف أمام الحملات الدعائية التي كانت تحفز على التدخين في فترات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، لافتًا إلى أن الوضع تغير الآن نحو التحفيز على الوقاية من مخاطر التدخين وما يتسبب به من أمراض خطيرة. وقال إن الأرقام تشكل ناقوس خطر إذ إن سبعين في المئة من اللبنانيين يدخنون. ودعا الدكتور خوري التلامذة إلى أن يضغطوا على أهلهم ليتوقفوا عن التدخين مؤكدًا أن محاربة هذه الآفة هي السبيل للحد من ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة الأمراض التي تتسبب بها.
الحلبي
ثم كانت كلمة الوزير الحلبي وجاء فيها: “يستحق أولادنا في المدارس الرسمية والخاصة، أن نجتمع في هذا الصرح التربوي المميز ، لنطلق من أجلهم حملة المدارس للتوعية ضد التدخين. ويسعدني ان نتشارك مع وزارة الصحة العامة والجامعة الأميركية في بيروت ومنظمة الصحة العالمية بشخص والبرنامج الوطني ضد السرطان وجمعية بيروت ماراثون والفنان الموهوب والمحبوب الأستاذ جورج خباز ومديري المدارس الرسمية والخاصة، لنؤكد للرأي العام انخراطنا جميعا كمسؤولين ومؤسسات وجهات داعمة ومساندة، في توعية الجيل الجديد وخصوصا الأولاد في عمر المدرسة، على خطورة التدخين، سيما واننا في عصر التواصل الإجتماعي والوصول إلى المعلومات، والتنبيه إلى مخاطر التدخين على الأولاد الذين سيحملون أوزاره ويدفعون ثمنه غاليا جدا من صحتهم ومستقبلهم”.
وتابع الحلبي داعيا جميع المربين ليكونوا قدوة في هذا المجال وليعي كل منهم مسؤولياته، في التنبيه والتوعية على مخاطر التدخين على الصحة العامة، وبالتالي إرساء سلوكيات صحية واجتماعية أكثر وعيا وإدراكا للمخاطر المترتبة على سلوك درب التدخين، وبالتالي المحافظة على الصحة الجيدة. إن المسؤولية عن مجتمع بكامله منتسب إلى المدارس هي مسؤولية وطنية عظمى ، ونحن في وزارة التربية والتعليم العالي نركز في مناهجنا وأنشطتنا الصفيىة واللاصفية على شرح المخاطر المترتبة على التدخين المباشر والعارض، وعلى التوعية بالتعاون مع الشركاء وغالبيتهم موجودة هنا ، لكي نوحد الجهود ضد انتشار هذه الآفة الخطيرة، بما يسهم في جعل الحياة أفضل وأجمل وأطول في غياب التدخين وما يتسبب به من امراض.
الأبيض
وفي كلمته أبدى الوزير الأبيض سعادته لهذا الحدث التوعوي، خصوصًا أن أمراض السرطان تتزايد في لبنان، إضافة إلى أمراض القلب والشرايين المتصلة باستهلاك الدخان وممارسة العادات غير الصحية. وقال إن الأيام الأخيرة حفلت بالتقارير عن إرتباط تزايد أمراض السرطان بالتلوث الناجم عن المولدات الكهربائية، ولكن ذلك لا يشكل كل الحقيقة لأن التدخين مسبب أساسي لمرض السرطان. وقال إن الأرقام مخيفة. فسبعون في المئة من الشعب اللبناني مدخنون ولبنان يتحول إلى أول أو ثاني بلد في العالم في استهلاك الدخان وقد يصبح قريبًا البلد الأول في العالم بسبب هذه النسبة المرتفعة.
ونبه وزير الصحة العامة إلى أن الدخان يؤدي إلى الإدمان السريع على النيكوتين في مدة لا تتعدى أسبوعين أو ثلاثة، ويصبح من الصعب الإقلاع عنه. لذا من المهم جدا محاربة التدخين بالوقاية.
وقال الوزير الدكتور الأبيض إن وزارة الصحة العامة جعلت الوقاية جزءًا أساسيًا في الاستراتيجية الوطنية للصحة وفي الخطة الوطنية لمحاربة السرطان. وأشار إلى أن هذا النشاط المشترك مع وزارة التربية الوطنية سيعم كل المدارس الخاصة والرسمية شاكرًا لشركة صبّاح دعمها وتعاونها.
وقال متوجهًا إلى التلامذة الحاضرين: “تعلمنا في المدرسة أننا أسياد أنفسنا. كل واحد منكم يتعلم في هذه المدرسة أن يقرر ماذا يفعل في حياته وكيف ستكون حياته. لذا، عندما يكون هناك أمر يؤذي حياتكم فعليكم أن تقولوا لا! لا للتدخين”.