مقالات

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى… حتى يُراق على جوانبه الدم..

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى… حتى يُراق على جوانبه الدم..

هذا البيت من الشعر ينطبق بشكل كبير على ما قام به «نظام الملالي» في إيران، من رد فعل على ما فعلته إسرائيل بتدمير مبنى القنصلية الايرانية في دمشق، وقتل 7 من أكبر مسؤولي الحرس الثوري ومنهم العميد محمد رضا زاده المسؤول عن «فيلق القدس»، ويُقال إنّه شارك في التخطيط لعملية «طوفان الأقصى».
كذلك هناك معلومات تفيد بأنّ الرئيس الاميركي كان يمنع بنيامين نتانياهو من الدخول الى مدينة رفح، لذلك كان لا بدّ من أن ينصب نتانياهو فخاً للإيرانيين وذلك بالاعتداء على القنصلية الايرانية، وبذلك تكون إيران محرجة بالرد على إسرائيل، وهذا ما حصل…
لقد شهدت إيران سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية ضدّها، ويمكن تلخيص هذه الحوادث بما يلي:
العملية الأولى: قتل ما لا يقل عن 103 أشخاص في انفجار قنبلتين بالقرب من قبر الجنرال الايراني الراحل قاسم سليماني في الذكرى الرابعة لاغتياله على يد الولايات المتحدة. وقالت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية (إيريب) إنّ 171 شخصاً آخرين أصيبوا أيضاً عندما استهدف الانفجاران موكباً بالقرب من مسجد «صاحب الزمان» في مدينة كرمان الجنوبية.
العملية الثانية: في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2011 وقع انفجار في مخزن الأسلحة تابع للحرس الثوري الايراني في ضواحي طهران أسفر عن مقتل 36 شخصاً بينهم الجنرال حسن مقدم، المسؤول عن برامج التسلح في الحرس الثوري. وقد نفذت إسرائيل التفجير بموافقة أميركية، وقيل إنّ الانفجار استهدف البرنامج النووي الايراني.
العملية الثالثة: في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2013، تبنت جماعة سنّية معارضة تسمّى جيش العدل المسؤولية عن قتل 14 عنصراً من حرس الحدود الايراني.
العملية الرابعة: في نيسان (ابريل) عام 2015 قتلت مجموعة مسلحة مجهولة ثمانية أفراد من قوّات الجيش الايراني على الحدود مع باكستان.
العملية الخامسة: في حزيران (يونيو) عام 2017، قتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وأصيب 42 آخرون في هجومين على مجلس الشورى (البرلمان) وضريح آية الله الخميني في طهران.
العملية السادسة: في ايلول (سبتمبر) 2018 لقي نحو 30 شخصاً مصرعهم وأصيب العشرات في اعتداء استهدف عرضاً عسكرياً في منطقة الأهواز.
العملية السابعة: في شباط (فبراير) عام 2019 استهدف تفجير عناصر الحرس الثوري الايراني في محافظة شيستان وبلوشستان بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الاربعين للثورة الاسلامية، واتهمت إسرائيل وأميركا بالتفجير.
العملية الثامنة: في نيسان (ابريل) عام 2021 وقع انفجار في منشأة نطنز النووية تسبب بتعطلها موقتاً. واتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن تدبير الهجوم.
العملية التاسعة: في تشرين الأول (اكتوبر) عام 2022 وقع هجوم استهدف ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز.
العملية العاشرة: في آب (أغسطس) عام 2023 استهدف المزار الديني في مدينة شيراز.
العملية الحادية عشرة: في كانون الأول (ديسمبر) عام 2023 قتل 11 من أفراد الشرطة والجيش في هجوم على مركز للشرطة في مدينة راسك جنوب شرقي إيران.
العملية الثانية عشرة: اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ الضربة التي قتلت مسؤولاً في استخبارات الحرس الثوري ونائبه وعنصرين آخرين عام 2015.
نشير كذلك الى أحداث واعتداءات إسرائيلية أكثر أهمية نذكر منها:
العملية الثالثة عشر: في 24 كانون الثاني (يناير) عام 2020 اغتيل القائد الايراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي.
العملية الرابعة عشر: وجهت إسرائيل في 1 نيسان (ابريل) عام 2024 ضربة موجعة جديدة لإيران حين قصفت القنصلية الايرانية في دمشق وقتلت القائد العسكري محمد رضا زاهدي ومساعديه.
كما نشير أيضاً الى أنه تم اغتيال أربعة من العلماء النوويين الايرانيين هم: مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى احمدي روشن في طهران ما بين 2010 و2012. واتهمت طهران كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة بالاغتيال.
إلى ذلك، استهدفت إسرائيل العلماء واللاعبين الرئيسيين في برامج الاسلحة النووية والصواريخ الايرانية، وكان أشهر هذه العمليات اغتيال محسن فخري زاده أكبر عالم نووي إيراني عام 2020.
خلاصة القول: إنّ ما يثير الاستغراب بالفعل هو ان إيران لم تلجأ الى الرد على هذه الاعتداءات وذلك لسنوات كما بيّنا. فلماذا عمد «نظام الملالي» إلى الرد في هذا الوقت المحرج بالذات بينما أيدي إسرائيل ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء.

– عوني الكعكي –

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce