تحضّروا…
حزب الله نحو رؤية سياسية جديدة!

يتحضّر حزب الله لعقد ورش عمل تتصل بالوصول ‏إلى خلاصات جديدة حول الأزمة اللبنانية وكيفية التعاطي معها. ففي موازاة ‏انغماسه بالمواجهات المفتوحة في الجنوب، هناك فريق مشكّل من قبل الحزب ‏يضم مسؤولين في المركز الاستشاري، ونواباً ووزراء يعملون على إعادة وضع ‏تصورات سياسية جديدة‎.
وعلى وقع الانهيار المالي والاقتصادي يعتبر حزب الله أنه يمر في المرحلة الأكثر دقة، وتأزم سياسي يصل إلى الانقسام العمودي. فهو يريد مواكبة طوفان ‏الأقصى ودعم فلسطين وحركة حماس، ولكن في الوقت نفسه يريد أن لا تتوسع ‏الحرب في لبنان، ولا يكون لها انعكاسات سلبية على الساحة الداخلية. ولذلك ‏يعتبر الحزب أنه يخوض معركة ويأخذ نتائجها وتداعياتها بصدره، ويحاول ‏تجنيب الدولة اللبنانية ثمنها، من خلال منع الإسرائيليين من توسيع عملياتهم ‏لتوجيه ضربات إلى المرافق العامة أو البنى التحتية، ما سيؤدي إلى دمار كبير. ‏وهو ما يريد الحزب أن يتجنبه. ولذلك يصر على حصر المواجهات العسكرية ‏ضمن منطقة معينة ومحصورة في الجنوب، على الرغم من أن القتال على ‏مسافة 15 كلم، تؤدي إلى كشف تحركات المقاتلين هناك. وهذا ما يرفع عدد ‏الإصابات، إلى الحد أن نصرالله وصف المقاتلين بأنهم مشاريع استشهاديين‎.‎
الحزب بانتظار نتائج المعركة في الجنوب، ولكنه في المقابل، يكثف من ‏اهتماماته الداخلية، خصوصاً أن “اللجنة الداخلية” التي تم تشكيلها لإعادة تقييم ‏المسار السياسي ككل، وإعداد دراسات مستقبلية، تواصل عملها على أكثر من ‏صعيد، وسط استمرار عملية تجميع معطيات حول العلاقات مع القوى اللبنانية ‏ككل، وكيفية إعادة تطويرها وتحسينها، بالإضافة إلى تركيز الاهتمام على ‏المستوى الإقليمي، من خلال السعي لإعادة ترتيب العلاقات مع الدول العربية، ‏ومع قوى غربية. اذ تفيد معلومات بوجود قنوات اتصال أصبحت مفتوحة مع ‏جهات عديدة عربية وغربية. يسعى الحزب إلى مقاربة النقاط الإيجابية، والتي ‏يمكن الإلتقاء عليها مع هذه الجهات، للبناء عليها، تحضيراً لمرحلة سياسية جديدة ‏في المستقبل‎. ‎

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version