فرنجية “مطمئن” لمواقف بري!
| مرسال الترس |
يعيش كثير من الأفرقاء على الساحة اللبنانية، ولا سيما المعارضة، حالة انفصام بين ما يرغبون في تحقيقه، وما يستطيعون فعله. ولهذا، يخرج بعضهم أحياناً كثيرة عن طوره في التعليق على الأحداث السياسية، وتحديداً في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. حيث ينسبون مواقف لهذه الجهة الفاعلة، أو تلك، بأنها على وشك أن تبدل رأيها في اتجاه معين. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد قرأت وسائل إعلام تتحدث بلغة تلك المعارضة بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي شجّع التحرك الرئاسي لـ “كتلة الاعتدال”، بصدد التراجع عن موقفه المعلن بدعم تأييد ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والاتجاه نحو “صيغة” المرشح الثالث المجهول الإسم الذي تُصّر تلك المعارضة على تبنيه.
في حين لم تصدر أية إشارة عن الرئيس بري بأنه ينوي تبديل موقفه، على الرغم من كل التعليقات المباشرة التي تصدر عنه مباشرة أو عبر أعضاء تكتل “التنمية والتحرير”.
على خط موازٍ، نقل زوار عن رئيس “تيار المردة” أنه مرتاح ومطمئن إلى أقصى الحدود لموقف الرئيس بري، الذي يتقن الموازنة بين موقعيه كرئيس لـ “حركة أمل” التي تتمثل بهذا الكم من النواب وبين كونه رئيساً للسلطة التشريعية.
وإذا التبس الأمر على بعض النواب والأفرقاء اللبنانيين، فذلك عائد لكونهم “يسكرون” في بهرجة الإعلام الذي يحيطون أنفسهم به، أو أنهم يحلمون بأن هذا الأمر أو ذاك سيتم وفق ما يرغبون أو يشتهون. لا بل إنهم يسعون إلى دمج مواقف بعض المرجعيات الروحية بما يطمحون إليه، من منطلق أن مواقف تلك المرجعيات “حمّالة أوجه”، كونها تنطلق من خلفية وطنية جامعة تشدد على إخراج لبنان من الأزمات التي يتخبط فيها نتيجة أداء معين لم يحسن أصحابه قراءة الأحداث كما يجب.
أما فرنجية، المتصالح مع نفسه مسيحياً بشكل عام، ومارونياً على وجه التحديد، يحسن جيداً قراءة تلك المعزوفات التي تعبّر عن مكنونات أصحابها الذين تعوّدوا بناء مواقفهم على التمنيات أكثر منها على الوقائع، لا بل هم يعتقدون أنهم يستطيعون تبديل الاتجاهات، عبر بعض الأصوات، وفق ما يشتهون.
تثبت الوقائع أن بنشعي تغص دائماً بالوفود الديبلوماسية التي تعبر بموضوعية عن آراء من تمثّل، ومجرد ظهور ذلك على الشاشات فإنه ينعكس ارتفاعاً في ضغط المنافسين.