صيف 2024… لا حجوزات و”لا من يحزنون”!
تقرير ماريلين عتيّق:
أعطى تتويج كفردبيان “عاصمة السياحة العربية الشتوية” لهذا العام، من قبل منظمة السياحة العربية، جرعة دعم معنوي للبنان المثقل بأزماته المتعددة، وذلك مع اقتراب موسم الصيف. ولكن مع تدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب خصوصًا، واحتمال توسّع رقعة الحرب لتصل بيروت وباقي المناطق، بعد أن طال القصف الإسرائيلي عمق الضاحية الجنوبية ولاحقًا محيط مدينة بعلبك، أصبح نجاح صيف 2024 رهنًا بتحقيق المعجزات الأمنية والسياسية. فكيف هي الأمور على أرض الواقع؟
في هذا الإطار، أكد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود، أن “كل القطاعات السياحية في لبنان تأثرت بشكل سلبي بسبب الحرب الدائرة على الحدود مع إسرائيل، ولكن بنسب متفاوتة”.
وكشف عبود في حديث لموقع IMLebanon، عن أن “قطاع السفر تراجع بحدود الـ85% على صعيد الحجوزات في الفترة ما بعد 7 تشرين الأول”، لافتًا إلى أن “الوضع تحسّن قليلًا، فاليوم سوق قطع التذاكر يشهد تراجعًا بحدود الـ10% ليس أكثر مقارنة بالسنة الماضية، أما السياحة الصادرة فقد تراجعت بحدود الـ35%”.
وأفاد بأن “السياحة الواردة هي الأكثر تضرّرًا، فالسياحة الأوروبية قد تراجعت بنسبة 90% والسياحة العربية بنسبة %35”.
وشدد على أنه “طالما أن مطار رفيق الحريري الدولي لم يغلق أبوابه، فإن الحركة السياحية خلال صيف 2024 ستكون ناشطة، لأن اللبنانيين يحبون السفر خاصة إلى وجهات قريبة وغير مكلفة مثل تركيا واليونان”.
وأشار عبود إلى أن “السياحة العربية الواردة لا تزال جيدة وتحديدًا من مصر والأردن والعراق، وفي حال حصلت تطورات سياسية إيجابية فقد يعود السوق الخليجي إلى لبنان”.
وأضاف: “أما السياحة الأوروبية، فأعتقد أنها لن تعود إلى نشاطها السابق، لأن الأوروبيين يخططون قبل سنة لسفرتهم، وبرامجهم هذه السنة خارج لبنان، ولكي نستعيد هذه السياحة نحن بحاجة على الأقل لستة أو سبعة أشهر”.
وأعلن عبود أنه “مع بداية الحرب، علّقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان موقّتًا، ولكن اليوم كل الشركات العاملة في المطار وعددها 55 قد عاودت نشاطها”.
أما الأمين العام لإتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، فكان أكثر تشاؤمًا، إذ أوضح أن “الفنادق في موت سريري، فنسبة الإشغال السنة الماضية كانت تتراوح ما بين 50 و60% في بيروت وخارج العاصمة، أما اليوم فالحجوزات لا تتجاوز الـ5 والـ%10”.
وتابع بيروتي في حديث لـIMLebanon : “لا حجوزات لموسم الصيف في الفنادق حتى الآن، ونحن ننتظر الانفراجات”، كاشفًا عن أن “القطاع السياحي خسر خلال الخمسة أشهر الفائتة ملياري دولار، بحسب تقديراتنا”.
ولفت إلى أن “السياحة حاليًّا هي داخلية قائمة على حركة اللبنانيين، بالإضافة إلى بعض الزيارات العائلية الخجولة من البلدان العربية القريبة”.
وعن تصنيف منطقة كفردبيان عاصمة السياحة العربية الشتوية، رأى بيروتي أن “هذا الأمر مهم جدًّا وبمثابة حملة دعائية للبنان وسياحته، ولكن من دون الاستقرار الأمني لا شيء سيتغيّر”.
إلى ذلك، اعتبر رئيس إتحاد “النقابات السياحية” ورئيس “المجلس الوطني للسياحة” بيار الأشقر أنه “إذا استمرت الحرب في الجنوب وغزة واتجهت الأمور إلى مزيد من الانهيار، فلن يكون الموسم السياحي خلال صيف 2024 مثمرًا. أما إذا انتهت هذه الظروف الصعبة، فسيكون الموسم جيّدًا كما السنة الماضية”، مؤكدا “أننا سنقوم بكل ما يلزم لضمان نجاحه.”
وقال الأشقر لموقع IMLebanon : “هذه ليست المرة الأولى التي يمر فيها لبنان بأزمات وبأوضاع أمنية منحدرة، على سبيل المثال إنفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي دمّر مناطق عدة مثل الجميّزة والأشرفية والمدوّر، لكن القطاع الخاص لم يستسلم وأعاد بناءها، فهذا القطاع لديه إرادة صلبة وهو مؤمن بلبنان”.
وختم حديثه مشيرًا إلى أن “كفردبيان هي منطقة التزلّج الأكبر في الشرق الأوسط، ولا أحد قادر على خلق منطقة شبيهة بها، ولكن تسميتها عاصمة المصايف العربية الشتوية لا يغيّر شيئًا بالنسبة للواقع، إنما يعطي دفعًا معنويًّا للبلد وللبنانيين”.
إذًا وبغض النظر عن بعض التفاؤل، لا مؤشرات إيجابية توحي بأن موسم الصيف سيكون واعدًا، فالقطاع السياحي برمّته يعاني بسبب فريق قرر إقحام شعب لديه من المصائب ما يكفيه في حرب تؤخّر كل يوم فرصة إعادة إعمار “سويسرا الشرق”.
باختصار، لا حجوزات و”لا من يحزنون”، فهل يكون لبنان خارج الخريطة السياحية هذا العام!؟