بورصة الحرب على لبنان بين صعود وهبوط…ومفاوضات غزة تتعثر
غالانت: نقترب من الحسم العسكري وغانتس: اسرائيل لا تسعى اليه
القوات ترد على بري والبيسري: مشكلة الولادات تعترض ملف النزوح
بين مدّ وجذر يتراوح مصير مفاوضات الهدنة في غزة، ايام قبل حلول شهر رمضان المأمول ان يتم تثبيت الهدنة عشيته، اذ تعثرت المحادثات التي استضافتها القاهرة بعدما بلغت تقدما ملحوظا في الساعات الاخيرة ما استوجب تمديدها يوما اضافيا. وكحال مفاوضات هدنة غزة هي احوال جبهة لبنان الجنوبية وقد “بشّر” الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في زيارته لبيروت امس ان الهدنة ان حصلت لن تنسحب على لبنان ، ولو ان ثمة مساع لذلك.
وفي ظل ترقب نتائج مساعي هوكشتاين لمنع تدحرج الحرب منالجبهة الجنوبية الى الداخل اللبناني، وفي وقت تردد ان الرئيس نبيه بري ابلغ اليه في لقائه أمس انه يوفر ضمانة عدم فتح جبهة الجنوب إن تمكن هو من توفير ضمانة تنفيذ اسرائيل القرار 1701 ،تراوحت بورصة توقعات الحرب على لبنان بين ارتفاع وانخفاض ،اذ إعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “عدوان حزب الله يقرّبنا من نقطة الحسم بشأن عملنا العسكري”.. كما أكد غالانت لهوكشتاين، وفق معلومات صحافية “التزام تل أبيب بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق لتجنب التصعيد على الحدود مع لبنان”.
لا نسعى للحرب: ليس بعيدا، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان عضو مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس الموجود في واشنطن، أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي أن إسرائيل لا تسعى للحرب مع لبنان”. واضافت “غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لإسرائيل بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد”. وختمت “غانتس أبلغ مستشار الأمن القومي الأميركي بإصرار إسرائيل على استكمال العملية العسكرية في غزة”.
قصف: على الارض، أطلق الجيش الاسرائيلي فجرا، من مواقعه المحاذية لبلدة الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، رشقات نارية من الأسلحة الثقيلة باتجاه أطراف البلدة وعلى الأحراج في جبل اللبونة. وتعرضت أطراف الوزاني لقصف اسرائيلي. وسمع قرابة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم دوي انفجار قوي تردد صداه في منطقة بنت جبيل، وتبين انه ناجم عن صاروخ اعتراضي اسرائيلي انفجر في اجواء بلدة رميش.
حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله انه “استهدف بالصواريخ قوة للعدو الإسرائيلي في موقع بركة ريشا ودمر تجهيزاتها واندلعت النيران فيها”. واعلن استهداف “دبابة ميركافا في مستعمرة نطوعا أثناء اعتدائها على القرى والمدنيين بصاروخ موجه وايقاع طاقمها بين قتيل وجريح”. واعلن حزب الله انه و”رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخاصة الاعتداء على مدينة بنت جبيل، استهدفنا مستعمرة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة”… وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: عقب تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع تم قطع حركة المرور إلى المنارة ومسكاف عام ومرغليوت. كما تحدثت تايمز أوف اسرائيل عن إصابة منزل في كريات شمونة بصاروخ أطلق من لبنان من دون وقوع إصابات.
مخازن السلاح: من جانبه، أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّ المقاومة مصمّمة على مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية وستمنعه من أن يُنفّذ مشروعه العدوانيّ، وشدّد، خلال حفلٍة تأبينية أقيمت في بلدة كفرملكي الجنوبية، على أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها. وقال “العدوّ يتسلّل من بين النقاط ليبرّر لنفسه أنّه مُنضبط بقواعد الرّدع لكن حصل تفلّت هنا وهناك وحتى الآن ينضبط قهرًا وهو يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورط في إرتكابها”. وأكد رعد عملهم وفق حساباتٍ دقيقة، “لأنّ المصلحة الكبرى هي التي نَنشُدها من خلال أدائنا ونهجنا في المقاومة حتى الآن”. ولفت إلى أنّهم لم يستعملوا أسلحتهم كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم يفتحوا مخازنها بعد.
ميقاتي: اما لبنان الرسمي، فقال باسمه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم، “إن عملنا معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا الحالية والمستقبلية، ولنجعل من منطقتنا مكاناً للسلام والازدهار، يتطلب اولا وبكل وضوح وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وغزة، والانطلاق نحو الخيار السلمي والزام اسرائيل بتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرار1701، وكل القرارات المتعلقة بلبنان والانسحاب من كل الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة. اضاف في المنتدى العربي للتنمية المستدامة بيت الأمم المتحدة –الاسكوا: هذا الواقع يشكل ضغطا كبيرا على لبنان ويقتضي رفع الصوت لمطالبة المجتمع الدولي بوقف ما يحصل وردع العدو الاسرائيلي والعمل على توفير الحلول السلمية لمشكلات المنطقة وأولها وأبرزها القضية الفلسطينية التي لم تنطفئ شعلتها رغم كل ما تفعله اسرائيل لطمسها قتلا وتدميرا وابادة”.
القوات ترد: رئاسيا، وفي وقت اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه يستغرب ما حكي عن تداعي النواب الى تشاور حول الرئاسة، ردت عليه القوات اللبنانية اليوم. وصدر عن الدائرة الإعلامية في الحزب بيان جاء فيه: بعد أن قطعت “الاعتدال الوطني” أشواطًا لتحضير لقاء تشاوري طبيعي وبديهي بين الكتل النيابية تحضيرًا لانتخاب رئيس للجمهورية، انبرى الرئيس بري إلى وضع الشروط من هنا والعراقيل من هناك، فأين المشكلة إذا تداعت الكتل النيابية للقاء نيابي مصغّر في المجلس النيابي؟ وأليست العادة والعرف والتقليد والمنطق بإجراء هذا النوع من التشاور تهيئةً للانتخابات الرئاسية؟ إن الخفّة، يا دولة الرئيس، هي في تعطيل الانتخابات الرئاسية وإلهاء الناس كل يوم في “خبرية” جديدة بعيدة عن الواقع والدستور، وليست الخفة إطلاقًا في سعي الكتل النيابية إلى التفاهم على عقد جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية كما كان يجب ان يحصل منذ اليوم الأول للاستحقاق الرئاسي وضمن المهلة الدستورية. وإذا كنت، يا دولة الرئيس بري، متمسكًا بمرشحك فهذا حقك، ولكن ليس من حقك إطلاقًا الاستمرار بتعطيل الانتخابات الرئاسية لأنك لم تستطع أن تؤمِّن له الأكثرية النيابية التي تخوِّله الفوز. والعجيب والغريب فعلا، يا دولة الرئيس، إبقاء لبنان من دون رئيس جمهورية ومن دون انتظام دستوري في واحدة من أدقّ المراحل التي يمر فيها البلد، وذلك فقط تحقيقًا لمعادلة “إما مرشحنا وإما الشغور وعلى لبنان الطوفان”. والعجيب والغريب فعلا، يا دولة الرئيس، الإصرار على أساليب منافية للدستور، لأن الانتخابات الرئاسية يجب ان تكون لها الأولوية في جلسة مفتوحة ودورات متتالية يومية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي يجب ان تشكل الهم الأول والأساسي وليس بحجج مكشوفة استمرار الشغور آملا في تراجع المعارضة مع الوقت، الأمر الذي لن يحصل، أو سعيا لصفقة خارجية لن تمر في مجلس النواب. والعجيب والغريب فعلا، يا دولة الرئيس، الإصرار على التعطيل في لحظة حرب وانهيار وعدم استقرار، والأسوأ تبرير التعطيل بخفّة واستخفاف قلّ نظيرهما.
لا لتهجير اللبنانيين: على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، خلال إطلاق خارطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، أننا “لن نقبل بتهجير اللبنانيين وعدم ايجادهم فرص عمل، ونحن مسؤولون عن الحفاظ على صورة لبنان وحقوقه”. كما دعا إلى “تطبيق القوانين اللبنانية فيما خص السكن وشرعية العمل في المؤسسات”، لافتا إلى انهم “مستعدون للتفاوض مع المجتمعين الدولي والعربي وصولاً إلى خطة عودة واضحة للاجئين السوريين خلال فترة زمنية معينة”. وأضاف “بيروت التي تجمع العالم لا تُتهم بالعنصرية ونحن نرفض هذا الاتهام”، مؤكداً وقوفه “إلى جانب كل البلديات لتحصيل حقوقها، ولم نتأخر عن تأمين هذا الموضوع، وننفي كل ما تم تداوله أمس عن إلغاء اللجان المتعلقة بالبلديات.”
البيسري: من جانبه، أعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، أن “قافلة من النازحين ستنطلق إلى سوريا وعلينا التعامل مع الملف بجدية وبما يخدم المصلحة اللبنانية”، مؤكدا “أننا منفتحون على مختلف المبادرات التي تخدم الخطط التنفيذية في المستقبل”. وأكد البيسري خلال إطلاق خارطة طريق لتنظيم وضع النازحين السوريين القانوني وآلية عودتهم، “أننا لن نوفّر أيّ جهد لتنفيذ القوانين حفاظاً على سيادة الدولة، ونجدّد استئناف إطلاق العودة الطوعية، ولبنان بلد عبور وليس بلد لجوء، ونشدد على مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر كل المعابر الحدودية”. وأوضح أن ““خارطة الطريق تُحاكي جذور الأزمة وعدم الإعادة القسرية، وضبط ومعالجة أوضاع النزوح السوري الى حين عودتهم الطوعية الى بلدهم”. وأشار إلى “أننا نسعى لحماية اليد العاملة اللبنانية ومنع التملك بطريقة غير شرعية”، مشددا على أن “مشكلة الولادات تعترض ملف النزوح”.