إحذروا التوتر طويل الأمد وعلاقته بالسرطان وانتشاره وبأمراض القلب والسكتة الدماغية… إليكم ما كشفه العلماء!

إحذروا التوتر طويل الأمد وعلاقته بالسرطان وانتشاره وبأمراض القلب والسكتة الدماغية… إليكم ما كشفه العلماء!

من الطبيعي والحتمي أن تتعرض لنوبات من التوتر – إذا تأخرت عن موعد، أو خلال إجرائك مقابلة لوظيفة جديدة، أو إذا كنت قلقًا بشأن صديق.

لكن التوتر طويل الأمد الذي يبدو أنه تيار خفي طويل الأمد في حياتك يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك.

وربطت الأبحاث بين التوتر المزمن وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ووجدت دراسة نشرت عام 2017 في مجلة The Lancet روابط بين التوتر ونوبات أمراض القلب والأوعية الدموية.

واكتشفت دراسة أخرى نُشرت في عام 2022 أن حدثًا كبيرًا مرهقًا في الحياة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى بنسبة 17 في المائة.

لا يووجد أي دليل على أن التوتر يمكن أن يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بالسرطان، وفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

وأوضحت الدراسة: “لكن قد يكون من الصعب على بعض الأشخاص الحفاظ على صحتهم خلال الأوقات العصيبة، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان”.

والآن، أظهر بحث جديد أن التوتر يمكن أن يزيد من احتمالية انتشار السرطان إذا كنت تعاني بالفعل من المرض – وكشف عن الآليات الكامنة وراءه، وفق ما نقل موقع ذا صن.

وقال شيويه يان هي، باحث ما بعد الدكتوراه السابق في مختبر كولد سبرينغ هاربور (CSHL): “الإجهاد شيء لا يمكننا تجنبه حقًا لدى مرضى السرطان… يمكنك أن تتخيل أنه إذا تم تشخيصك، لا يمكنك التوقف عن التفكير في المرض أو التأمين أو الأسرة… لذا من المهم جدًا أن نفهم كيف يؤثر التوتر علينا.”

واكتشف باحثو CSHL أن التوتر يتسبب في تكوين خلايا دم بيضاء معينة تسمى العدلات لهياكل لزجة تشبه الشبكة.

وقالوا إن هذه الخلايا تجعل أنسجة السرطان أكثر عرضة للانتشار – أي انتشار الخلايا السرطانية من المكان الذي تشكلت فيه لأول مرة إلى جزء آخر من الجسم.

وأضاف الباحثون أن هذا الاكتشاف الجديد يمكن أن يساعد في إيجاد استراتيجيات علاجية جديدة توقف انتشار السرطان في مساراته.

واستخدم فريق CSHL الفئران في دراستهم، لمحاكاة آثار الإجهاد المزمن لمعرفة كيفية تأثيره على سرطان القوارض.

وقاموا أولاً بإزالة الأورام التي كانت تنمو في ثديي الفئران وتنشر الخلايا السرطانية إلى رئتيها، وبعد ذلك، قاموا بتعريض الفئران للتوتر.

ولاحظ الباحثون “زيادة مخيفة في الآفات النقيلية في هذه الحيوانات”.

وقال البروفيسور المساعد ميكالا إغيببلاد: “لقد كان الأمر بمثابة زيادة في ورم خبيث بمقدار أربعة أضعاف”.

ووجد الفريق أن هرمونات التوتر التي تسمى الغلايكورتيكويدات تعمل على العدلات.

وشكلت هذه العدلات “المجهدة” هياكل تشبه شبكة العنكبوت تسمى NETs والتي تتشكل عندما تطرد خلايا الدم البيضاء الحمض النووي.

وفي الوضع الطبيعي، يمكن للعدلات الدفاع عن الجسم ضد الكائنات الحية الدقيقة الغازية.

ولكن في الفئران المصابة بالسرطان، خلقت الشبكات بيئة صديقة للنقائل.

وأجرى الدكتور ثلاثة اختبارات للتأكد من أن الإجهاد يؤدي إلى تكوين الشبكة، مما قد يؤدي إلى زيادة ورم خبيث.

أولاً، قام بإزالة العدلات من الفئران باستخدام الأجسام المضادة.

بعد ذلك، قام بحقن عقار مدمر للشبكة في الحيوانات.

وأخيرًا، استخدم الفئران التي لم تتمكن عدلاتها من الاستجابة للغلوكوكورتيكويدات.

وقد لوحظت نتائج مماثلة في كل الاختبارات الثلاثة.

وقال الدكتور هيه: “لم تعد الفئران المجهدة تعاني من المزيد من النقائل”.

ووجد الفريق أيضًا أن الإجهاد المزمن تسبب في تكوين شبكة لتعديل أنسجة الرئة حتى في الفئران غير المصابة بالسرطان.

وأوضح الدكتور إيغيبالد: “إنه يجهز أنسجتك تقريبًا للإصابة بالسرطان”.

وقالت البروفيسورة في CSHL ليندا فان إيلست إن النتائج لها تأثير واضح: “يجب أن يكون الحد من التوتر أحد مكونات علاج السرطان والوقاية منه”.

وقال فريق البحث إن الأدوية المستقبلية التي تمنع تكوين هذه الشبكة يمكن أن تفيد المرضى الذين لم ينتشر السرطان لديهم بعد، مما يساعد على إبطاء أو وقف انتشار المرض.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version