بوريل يجول لتجنب جر لبنان الى الحرب وايجاد حل بـ”الدبلوماسية”
بري وميقاتي: تطبيق الـ1701 يبدأ في غزة.. بكركي ومعراب تردان على نصرالله
الحزب ينتقم للعاروري بـ62 صاروخا.. واسرائيل تغير وتقصف جنوبا
– اعادت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس، لناحية تفرده بالقرارات السيادية الكبرى، وحلوله مكان الدولة ورئيسها ايضا، في فتحه باب التفاوض مع العدو الاسرائيلي وتحديد توقيته، للتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود… اعادت تسليط الضوء على المكامن الكبرى للشرخ المحلي ومسبباته الاساسية. فأتت الردود عليه، بالمباشر وغير المباشر، من بكركي ومعراب.
القرار يعود للحكومة: في السياق، اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته في قداس الغطاس الى “اننا لا نريد أن يتحمّل لبنان وشعبه وزر أوطان وشعوب أُخرى، يجب أن نتمسّك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللبنانيّين بالحكمة وضبط النفس الدخول في حرب إسرائيل على غزّة. فها أهل بلدات الجنوب يعانون من وزر هذه الحرب قتلًا، وتدمير منازل وإتلاف بساتين وتهجيرًا. نحن لا نكفّ عن المطالبة بكلّ إمكانيّتنا ولدى جميع الدول والمراجع الرسميّة بحقّ الشعب الفلسطينيّ بأن يرجع إلى أرضه، ويعيش في دولة خاصّة به. ومعلوم أنّ هذه الوسيلة أجدى من الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشتت على الطرقات والجوع والقهر والحرمان. إنّنا نطالب مع كلّ ذوي الإرادات الحسنة إيقاف النار والحرب، والبدء بإيجاد الحلول بالمفاوضات الديبلوماسيّة. ونطالب بعدم توريط البلدات الحدوديّة ولبنان وشعبه في امتداد هذه الحرب. ونذكّر بأنّ قرار الحرب والسلم يعود حصرًا إلى الحكومة بثلثي أعضائها وفقًا للدستور (المادّة 65) نظرًا لخطورة كلّ حرب في عواقبها الوخيمة”. اما رئاسيا، فقال “لو وُجدت حقًّا لدى السياسيّين ورؤساء الكتل النيابيّة والنوّاب عندنا في لبنان، ولو كان ولاؤهم لهذا الوطن دون سواه، لكانوا عاشوا هذه الوحدة من أجل لبنان، ولكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة بموعده الدستوريّ، ولحرصوا على انتظام المجلس النيابيّ والحكومة، ولكشفوا عن نواياهم السليمة، إذا كانت كذلك”.
جعجع يرد: بدوره، وتعليقا على مواقف نصرالله امس، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه “من الطبيعي أن يؤثر ما يحصل في غزة على لبنان، إلا أن نوعية التأثير ، إن كان مباشراً أو غير مباشر، يعود إلى تصرفات حزب الله في البلد ، بمعنى لو أنه في بداية حرب غزة ومع بدء الأحداث ، انتشر الجيش اللبناني فعلياً في الجنوب ، لا كما يتحدث البعض عن انتشاره، اذ أنه موجود فيها وليس منتشراً والإمرة ليست له، لما كانت الأحداث كما نشهدها حالياً . وأشار جعجع في مقابلة مع “هنا لبنان”، إلى أن “أحداث غزة لها تأثير على لبنان والسبب يعود الى ما تفعله الحكومة اللبنانية غير الموجودة ، وللأسف تقر بعدم تواجدها ، واليوم لفتني تعليق وزير الخارجية المضحك والمبكي في الوقت عينه إذ قال “إذا بدو يصير تصعيد بالجنوب مش الحكومة بدها تعملوا حزب الله بدو يعملو”. وبالتالي التأثير يعود الى ما تفعله الحكومة الغائبة والتي لا تقوم بشيء وإلى ما يفعله حزب الله في الجنوب. ورداً على سؤال أجاب رئيس القوات “إسرائيل تجاهر أمام العالم بأجمعه أنه إذا استمر الوضع على حدودها الشمالية، أي حدودنا الجنوبية، على ما هو عليه ستهاجم لبنان “وهي مش مستحية”، وبالتالي مقولة “لو ما هاجم حزب الله كانت اسرائيل ستفاجئنا” مقولة غير صحيحة، وهذا الكلام يندرج في سياق الاستهلاك المحلي وليس في مكانه كما لا ينطبق على الواقع”. في سياق الملف الرئاسي لفت جعجع إلى أنه ” من المستحيل أن يتركونا ننتخب رئيساً للجمهوريّة يمكن أن يساهم بإيجاد حل لتطبيق الـ1701 وللحدود البرية مع اسرائيل ، ويعطّل محور الممانعة الشهير الانتخابات الرئاسية. أما إذا كان رئيس جمهورية لا يساهم بإيجاد حلول “شو بدنا فيه”. لا نريد رئيساً لا ممانعاً ولا صورياً، فالرئيس الممانع ، أو القريب من الممانع، أو من لون الممانع لمسنا نتائجه، كذلك لا نريد رئيس الجمهورية بلا لون ولا طعم ولا رائحة، إذ أنه لا يقدّم ولا يؤخر ويكون تقريباً كالحكومة الحالية .” وكشف عن أن “كل الجهود الدولية في ملف رئاسة الجمهورية مجمدة بانتظار حرب غزة”.
بوريل لتجنب التصعيد: غير ان الجهود الدولية لمنع اي تصعيد على الارض بين اسرائيل ولبنان، مستمرة بقوة. في السياق، وبينما يستعد وزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن لزيارة المنطقة وتزورها ايضا وزيرة خارجية المانيا في جولة تشمل لبنان الثلثاء ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا الذي سيكون في بيروت مطلع الاسبوع… جال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم على المسؤولين اللبنانيين، وقال من قصر بسترس “يمكن تجنّب الحرب ويجب أن نتجنّبها”، لافتا إلى أنه يمكن للدبلوماسية أن تسود من أجل العثور على حلّ”. وشدد على ان “من الضروري تجنّب التصعيد في الشرق الأوسط وتجنّب جرّ لبنان إلى الحرب، فهذا آخر ما يحتاجه”. أضاف “لبنان في خطّ المواجهة في الصراع الحالي ولبنان الذي يتمتع باستقرار قادر على الحفاظ على مصالحه واستقلاله والمساهمة بالتالي في الاستقرار الإقليمي”، مشيرا الى ان “يجب تنفيذ القرار 1701”. وكان بوريل قال “الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي ودفع الجهود الدبلوماسية لخلق الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة”.
الـ1701 بعد غزة! بوريل استهل جولته بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دارته في بيروت. الاخير، الذي شدد على “وجوب حل ملف النازحين السوريين عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة”، قال “نحن طلاب سلام لا دعاة حرب ونتطلع الى تحقيق الاستقرار ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل”. وشدد على “التزام لبنان تطبيق القرار الدولي الرقم1701، وعلى أن التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب أولا وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها”. بعدها، توجه بوريل الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، معربا عن “قلقه الكبير من إستمرار الحرب على قطاع غزة ، وحرصه على عدم توسعها بإتجاه لبنان ، ومعرباً عن تخوفه من التصعيد الإسرائيلي مشدداً على وجوب أن تكون الأولوية هي لوقف الحرب على قطاع غزة لان ذلك هوالمدخل لعودة الهدوء الى لبنان وحينها يسهل البحث بتطبيق كامل لمدرجات القرار 1701. بدوره جدد رئيس المجلسالتأكيد لبوريل على إلتزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لا سيما القرار 1701 ، مؤكداً ان المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وإنسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل .وعلى المستوى السياسي الداخلي شدد الرئيس بري على أهمية إنجاز الإستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل ، كاشفاً انه على إستعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسيه لإنجاز هذا الإستحقاق.. وبعدها انتقل الى الخارجية حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب.. وكان القائد العام لليونيفيل الفريق أرولدو لازارو التقى اليوم بوريل. وناقشا الوضع الحالي على طول الخط الأزرق وأهمية منع المزيد من التصعيد. وقالت اليونيفيل إن السعي إلى حل دبلوماسي ليس ممكنا فحسب، بل ضروري أيضا…
رد اولي: على الارض، وغداة تأكيد نصرالله ان عملية تصفية صالح العاروري في قلب الضاحية لن تمر بدون رد، أعلن الإعلام الحربي في “حزب الله” صباح اليوم، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا عند الساعة 08:10 من صباح يوم السبت وفي إطار الرد الأوّلي على جريمة اغتيال القائد الكبير الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ 62 صاروخًا من أنواع متعدّدة وأوقعت فيها إصابات مباشرة ومؤكّدة”. وأوضح الحزب، أن “قاعدة ميرون للمراقبة الجوية تقع على قمّة جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلة وهي أعلى قمّة جبل في فلسطين المحتلة، وتُعتبر قاعدة ميرون مركزًا للإدارة والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال الكيان الغاصب ولا بديلًا رئيسيًا عنها، وهي واحدة من قاعدتين أساسيتين في كامل الكيان الغاصب وهما: ميرون شمالًا، والثانية “متسبيه رامون” جنوبًا”…
غارات اسرائيلية: في المقابل، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي اليوم عدوانا جويا على أطراف عيتا الشعب، حيث أغارت طائراته على 3 دفعات على البلدة، بالتزامن مع غارة لمسيرة. كما تعرضت اطراف بلدة يارون لغارة تلتها غارة على اطراف بيت ليف. واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف الخيام وكفركلا. وتعرضت منطقة الحوش ومحيط برج الملوك ومركبا ورب ثلاثين لقصف مدفعي عنيف. وطال القصف المدفعي المباشر اطراف بلدات مروحين والضهيرة وعيتا الشعب، اضافة الى تحليق منخفض للطيران الاستطلاعي والحربي ومنطاد تجسسي معاد، فوق بلدة رميش بالقطاع الاوسط. وقصفت المدفعية الاسرائيلية الأطراف الغربية لبلدة ميس الجبل ووادي السلوقي وبلدة حولا”. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة من مسيّرة للجيش على حي الجامع في بلدة يارون، وهو مكان تكرر استهدافه في الايام السابقة من دون وقوع إصابات، بالإضافة إلى قصف فوسفوري إسرائيلي على الخيام”. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا نفذنا سلسلة غارات على لبنان استهدفت خلايا مسلحة ومواقع إطلاق صواريخ وبنية تحتية تابعة لحزب الله”…
الجماعة الاسلامية: كما اعلن الحزب استهداف موقع المطلة بالاسلحة المناسبة وإصابته واستهداف “تجمع لمشاة جنود العدو في محيط ثكنة هونين”. ونعى “الحزب” مصطفى حسن سعد من مدينة بنت جبيل وسكان بلدة برج الشمالي في جنوب… ولفت اليوم اعلان قوات الفجر – الجماعة الاسلامية قصفها، مساء الجمعة، “كريات شمونة”.