رأى رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، انه “لا بد من مواجهة التطورات الأخيرة التي تتهدد لبنان بموقف موحد من قيادات الطائفة يعلو فوق الانقسامات والخلافات،وعدم الابتعاد عن الهدف الأساس ألا وهو السعي إلى إنقاذ لبنان من سقوط أعظم اذا لم نوطد العزم صفا واحدا وكلمة واحدة للجم التدهور، والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها والتعاهد على الخروج من الازمة ورسم خارطة طريق لاستعادة لبنان إلى جادة الحياة وتحريره من كل المعوقات التي تكبل انطلاقته، وتثبيت سيادته الوطنية في كل المجالات” .
كلام كرم جاء خلال افتتاحه الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للرابطة المارونية في مقر الأخيرة في المدور بيروت، بحضور أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة ، ورئيسها السابق النائب السابق نعمة الله ابي نصر، وعدد كبير من المنتسبين اليها .
ومما جاء في كلمة كرم: ” إن الرابطة المارونية تصر على أن يجتمع الافرقاء المسيحيون، ولاسيما الموارنة تحت مظلة مشتركات تؤمن لهم الحضور الفاعل الذي افتقدوه في المشهد الوطني العام والاقلاع عن سياسة التجاذب المضنية، فيما البلاد على شفير الانهيار. لأن ذلك يتسبب باتساع الشعور باليأس والاحباط، واستمرار نزيف الهجرة التي تقذف بشبابنا إلى بلاد الشتات، التي جعلت لبنان بلدا محروما من طاقاته الفتية، ومجتمعا شائخا ومترهلا. وإن هذا الواقع المأسوي يدفعنا إلى مضاعفة العمل من أجل الخروج منه. ولا يبدو الأمر متاحا إلا بمبادرة جادة وهادفة تضطلع بها الكنيسة والنخب السياسية والفكرية والثقافية لرسم معالم حل شامل وجذري تنتشلنا من الوهدة التي وجدنا فيها ، وتدرأ عنا ما ينتظرنا من سؤ مصير”.
وبعدما حض كرم جميع المعنيين على تحمل مسؤوليتهم الوطنية وتقديم المصلحة العامة الجامعة على المصالح الضيقة التي تفتك بالكيان في بلد ” تعارفنا انه وطن رسالة انسانية ،ومساحة حضارية ،يضم جميع ابنائه اليه بالمواطنة الصحيحة”، دعا إلى “رفع الصوت عاليا لمطالبة جميع المعنيين ،ومن في يدهم القرار ، بالإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وحل أزمة قيادة الجيش وملء الشواغر في المواقع الرئيسة بالدولة، وضم الصوت إلى صوت بكركي وسيدها بوجوب إحترام الدستور والاحتكام إلى منطوقه وإنجاز كل الاستحقاقات التي تكفل إعادة إحياء كل المؤسسات، والحؤول دون تفكك الدولة وانهيارها”.
وتابع كرم: “الشركاء في الوطن إلى مد يد التعاون لأن ” لبنان لنا جميعا. وأن سقوط الهيكل- لا قدر الله- سيكون عظيما وفوق رؤوس الجميع” .
وعرض للاتصالات الخارجية والداخلية التي قام بها رفضا لمحاولات دمج النازحين السوريين في المجتمع اللبناني ورفض اعادتهم إلى بلادهم ، واصفا هذا المنحى ب” المخطط الخبيث المعادل بدلالاته المريبة التوطين المرفوض في الشكل والمضمون،وهو بات من اللاءات الدستورية الثلاث”.
ودعا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم دون خوف او يأس، وقال: ” لاكون مباشرا وصريحا ،علينا أن نلوم انفسنا قبل إلقاء اللوم على آلاخرين ،لأن خلافاتنا وتشرذمنا هما السبب الأول في ما آل إليه الوضع المسيحي في لبنان. وقبل أن نطلب مساعدة آلاخرين، علينا مساعدة انفسنا لتخطي المأزق الخطير”.
الأمين العام
بعد ذلك، عرض الأمين العام للرابطة القاضي رفول البستاني التقرير الاداري الذي تحدث فيه تفصيلا عما انجزته الرابطة واللجان المنبثقة منها خلال العام 2023 على المستويات الوطنية، الاجتماعية ،الثقافية، والمناطقية، والمواقف التي اصدرتها في بيانات .
وجاء في التقرير: ” إن الرابطة المارونية المؤلفة من نخبة ابناء الطائفة الذين يدركون عظم المسؤولية الملقاة على هذا الكيان الوطني قررت ألا تقف مكتوفة اليدين ،وأن تعمل على إرسال روح الثبات والتجذر بين اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا،والموارنة على وجه التحديد ،من أجل استيعاب سلبيات المرحلة والحد من الأضرار التي تسببت بها الازمة التي تناسلت أزمات، فما نكاد نعالج واحدة منها حتى تبرز أخرى أشد هولا واستعصاء”.
التقرير المالي
ثم عرضت أمينة الصندوق في الرابطة المهندسة جهينة منير هيكل التقرير المالي عن العام 2023، ومشروع موازنة العام 2024. وتمت المصادقة على التقرير باجماع الحاضرين.
وقبل النقاش عرض عضو اللجنة التنفيذية في الرابطة المحامي لحود مجيد لحود خطة تطوير التواصل بين أعضاء الرابطة المارونية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
النقاش
وجرت مناقشات ومداخلات من قبل عدد من المشاركين في الجمعية العمومية تناولت العديد من الموضوعات الواردة في كلمة رئيس الرابطة وتقرير امينها العام.