أخبار محلية

الراعي عاد الى بيروت.. ماذا سيقول في عظته الأحد؟

عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الثلاثاء الماضي الى بيروت بعد مشاركته مع بطاركة الشرق في الجمعية العامة الـ16 لسينودس الأساقفة “من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة” الذي عُقد في الفاتيكان من 4 إلى 29 تشرين الأول الماضي.

والتقى الراعي مع البطاركة خلال مشاركتهم في السينودس البابا فرنسيس وبحثوا معه في قضایا كنسیة وفي شؤون بلدان الشرق الاوسط. كما التقوا أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأيضاً عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غودجيروتي وتطرق البحث في المواضیع المتعلقة بالكنائس الشرقیة والتحدیات التي تواجھھا.

وعقد بطاركة الشرق الكاثولیك اجتماعا في المعھد الحبري الماروني في روما بمشاركة الكردینال ماریو غریك امین عام السینودس الذي اشار الى اهمية رسالة الكنائس الشرقية خاصة لجهة تعاونها في بلدان الشرق الاوسط وتعزيزها للحوار مع المسلمين. كما نوّه بنموذج العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين الذين يبنون اوطانهم معًا ويحافظون عليها. وكان توافق خلال اللقاء على الدور الاساسي للمسيحيين في اوطانهم وهم يتميزون بولائهم لها ويعملون على سلامها وانمائها واستقرارها. وما يعنيهم في الاولويات هو احلال السلام في الشرق الاوسط ونمو بلدانه على جميع المستويات من اجل ترقي شعوبها.

والتقى الراعي، في اطار اللقاءات التي عقدھا الى جانب مشاركته في اعمال السینودس، عددا من سفراء الدول لدى الكرسي الرسولي ولدى الدولة الایطالیة وبحث معھم في اوضاع لبنان والتحدیات التي یواجھھا حالیًا. كذلك التقى قائد القوات الدولیة السابق في لبنان ستيفانو الجنرال ديل كول اضافة الى لقائه الجنرال ابانيارا القائد السابق للوحدة الايطالية العاملة في لبنان يرافقه الاب كلاوديو مانكوزي المرشد الروحي في الجيش الايطالي والذي عمل سابقا في لبنان كمرشد للوحدة الايطالية وهو يقوم حاليا بتنظيم برامج مساعدات للبنان وخاصة في الجنوب.

وكانت للراعي مواقف أطلقها خلال عظاته، حيث ناشد “السادة النوّاب القيام سريعًا بواجبهم وانتخاب رئيس جديد، لأنَّ الشغورَ الرئاسيَّ ليس وكأنّه قدرٌ في لبنان، بل هو مؤامرةٌ عليه بما يشكّلُ في هذا الشرقِ من خصوصيّةٍ حضاريّةٍ يَسعى البعضُ إلى نقضِها”.

كما دان “بشدّة حرب الإبادة والتدمير الدائرة بين إسرائيل والشعب الفلسطيني في غزّه. كما نشجب تهجير هذا الشعب من أرضه، وتصفية قضيّته التي عمرها خمسًا وسبعين سنة”.

وطلب “من المسؤولين حماية لبنان في هذا الظرف الدقيق، وتحييده عن الدخول في حرب مع إسرائيل، مع التزامه وتضامنه السلمي مع الشعب الفلسطيني وقضيّته”، مشيرا الى ان “الحلّ الوحيد المنشود هو إنشاء الدولتين، مع حفظ “نظام خاصّ” بمدينة القدس لكونها مدينة مقدّسة للأديان الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام”.

كما أطلق البطاركة نداء من روما بعد حرب غزة، توجهوا فيه الى اللبنانيين والاسرة الدولية للعمل على إنقاذ لبنان، وأكدوا “أن معضلة لبنان مرتبطة بالصراعات المستمرّة في الشّرق الأوسط، وفي المنطقة وفي العالم؛ فتدخلات الدول الإقليمية والدولية في شؤون لبنان، باتّخاذ فصائل لبنانية لمناصرتها، قد اسهمت في تشرذم الوضع وأخلّت بصيغة العيش المشترك”، وناشدوا البابا فرنسيس “أن يعمل ما بوسعه للتفاوض مع الدول الصديقة للبنان والدول الكبرى من أجل خلاص لبنان كي يستعيد رسالته ويلعب دوره في المجتمع الدولي”.

كما طلبوا أيضًا “من الأمم المتّحدة، ومن الدول الصديقة للبنان، مساعدتنا على الحدّ من التدخلات الأجنبية والاعتراف بحياد لبنان الإيجابي وتطبيق قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701، وتسوية الصراع الإسرائيلي والفلسطيني”.

وقبل الفاتيكان كانت للراعي زيارة رعوية الى استراليا استمرت من 15 وحتى 24 ايلول الماضي، شملت سيدني وملبورن، والتقى خلالها مسؤولين استراليين وسلّمهم “قضية لبنان الذي هو مساحة حرية وحوار الحضارات في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، ونريد منكم دعم لبنان في المحافل الدولية”.

ومع عودة الراعي، تتجه الانظار الى عظة الأحد حيث من المتوقع ان يكون للبطريرك موقف متقدّم من التطورات الحاصلة على كل المستويات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce