اخبار فلسطين

غزة في الحرب.. الحصول على “كوب ماء” قصة عذاب

تحت عنوان: “غزة في الحرب.. الحصول على “كوب ماء” قصة عذاب”، جاء في موقع “الجزيرة”:
 ما إن تبزغ أشعة الشمس صباح كل يوم، حتى يحمل مصطفى أبو شقفة “غالونا” فارغا (عبوة بلاستيكية) ويتجه نحو محطة للتحلية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ويبدأ جولة جديدة من الكفاح للحصول على القليل من المياه الصالح للشرب له ولأسرته.
وأمام محطة تحلية المياه التابعة لسلطة مياه بلديات الساحل، يصطف الأهالي لساعات طويلة في طوابير تختلط بسيارات وبعربات تجرّها الدواب.

هذا الروتين اليومي يعكس قصة معاناة سكان غزة وصمودهم منذ 20 يوما بعد إعلان إسرائيل الحرب على القطاع، وقطع كافة إمدادات الكهرباء والمياه وإغلاق كافة المعابر، وشنها غارات وحشية أسفرت عن استشهاد نحو 7 آلاف شخص، وجرح أكثر من 18 ألفا.

أزمة خانقة
ويعاني القطاع حاليا من أزمة مياه خانقة جراء انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على تشغيل مولّدات الكهرباء بسبب نفاد الوقود.

وتعمل محطات تحلية المياه بشكل جزئي بسبب أزمة الكهرباء، فيما لا يتمكن السكان من تشغيل الآبار الجوفية للسبب ذاته. ويزيد من خطورة الأزمة عدم عمل سيارات نقل المياه بسبب نفاد الوقود.

ويضطر الكثير من النازحين إلى شرب مياه مالحة وملوثة ما يهددهم بالإصابة بالأمراض والأوبئة. ويقول الشاب أبو شقفة إنه نزح مع أسرته من مدينة غزة إلى دير البلح (وسط)، هربا من الغارات الشديدة ومن تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف للجزيرة نت، أنه كان يعتقد أن الظروف الأمنية والمعيشية ستكون أفضل حالا، حسبما يدعي جيش الاحتلال، لكنه فوجئ أن الأحوال لا تقل سوءا، حيث لا يتوفر الطعام، ولا الشراب، ولا الأمن كذلك.

وكانت وزارة الداخلية في غزة قد حذرت، في بيان يوم 19 تشرين الأول الجاري، من أن “المواطنين في غزة يشربون مياها ملوثة غير صالحة للشرب، ما ينذر بواقع صحي خطير وتفاقم للأزمة الصحية في القطاع”.

موارد غير كافية
وبحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فإن الكثير من سكان غزة يجلبون المياه المالحة بواسطة الأواني من شاطئ البحر للاستحمام وتنظيف المنازل.

ويشكو بائعو المياه المُحلاة من قسوة ظروف عملهم في هذه الأيام، نظرا لصعوبة الحصول عليها ولعدم امتلاكهم الوقود اللازم لتشغيل سياراتهم. ودفع هذا الوضع العديد من مالكي العربات التي تجرها الدواب إلى العمل كبائعي مياه، كونهم لا يحتاجون للوقود في عملهم.

ويقول البائع خالد بركة، بينما كان ينتظر دوره لتعبئة المياه أمام محطة التحلية “الماء هنا لا يكفي خاصة بعد تعطل العديد من محطات التحلية في المناطق الأخرى، ما يدفع سيارات التعبئة من مناطق أخرى للقدوم إلى هنا”.

وأضاف للجزيرة نت، أن مئات الآلاف من النازحين من شمال غزة، زادوا من حدة الأزمة لأن الموارد المتاحة في المحافظة الوسطى لا تكفي الجميع.

ويقول إنه يخشى المرور بسيارته من المدارس التي تؤوي النازحين، حتى لا يتشاجر معهم على كمية المياه القليلة التي يحملها. ويؤكد أن منزله يعاني أيضا من قلة المياه مثل بقية السكان.

ويعاني قطاع غزة منذ سنوات طويلة من أزمة مياه خانقة، حيث تقول مؤسسات كثيرة إن السكان -قبل الحرب- كانوا لا يحصلون إلا على نحو 35% من احتياجاتهم الحقيقية للمياه.

وبحسب تقارير رسمية، فإن الخزّان الجوفي يعتبر المصدر شبه الوحيد الذي تعتمد عليه غالبية سكان القطاع في الحصول على قرابة 94% من احتياجهم الكلي من المياه. (الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce