انطلق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاثنين في جولة على القيادات السياسية المحلية، فرضتها التحديات الخطيرة التي يواجهها لبنان من بوابة الجنوب والتي قد تتوسع لتتحول حربا تستهدف البلاد كلّها. هو زار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وايضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط قبل ان يتصل بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله زار ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنواب السنة.. مختتما زياراته بلقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الاربعاء في بنشعي.
باسيل تحدث كثيرا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ورفع شعارات جميلة براقة، حيث قال مثلا “نجد ان الظرف اليوم يحتم علينا العمل اكثر على تفاهم وطني يحفظ الوحدة الوطنية ويؤدي الى اعادة تكوين السلطة بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة”. وقال من كليمنصو “اعتقد اننا نستطيع ان نكون سويا لنتساعد ونكون صوت العقل والحريصين على البلد وعلى بعضنا البعض لأننا اليوم بمواجهة حرب اكبر من لبنان علينا ان نحمي البلد منها”.
لكن هذه المواقف كلّها، بما فيها ما اعلنه في مؤتمره الصحافي عصر أمس والنقاط الخمس التي اعتبر ان من شأنها ان توصل الى تفاهم وطني، هل سيُترجمها باسيل على ارض الواقع وقد اعلن الاستعداد لكسر اي حاجز والقيام بأي تحرّك او اتصال او جهد من شأنه ان يجمع اللبنانيين ويوحدهم في مواجهة الحرب؟ هل سيسهّل مثلا انتخاب رئيس للجمهورية ويقبل بأي مرشح تسووي توافقي ايا يكن اسمه، وهو الذي قال انه ابدى للجميع الاستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في اسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب؟ هل سيسهّل ملء الشواغر في المجلس العسكري او تعيين قائد جديد للجيش ونحن على مشارف انتهاء ولاية القائد جوزيف عون فيما منصب رئيس الاركان شاغر، وقد أصرّ في مؤتمره الصحفي على الحلول القانونية ؟ وبعد، هل سيشارك وزراؤه في جلسات مجلس الوزراء خاصة وان البلاد في حالة حرب، يُفترض خلاله ان تجتمع حكومة تصريف الاعمال دوريا لتسيير امور البلاد والعباد؟ وقد قال المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة فارس الجميل الثلثاء: حري بالتيار الوطني الحر ان يتوقف عن اطلاق المواقف المتناقضة ويعود الى الاصول ويشارك قولا وفعلا في الحكومة لا مشاركا غب الطلب لان العمل على المنابر لا يوصل الى نتيجة.
حتى الساعة، لا يبدو ان باسيل في وارد تحويل جولته الجيدة في الشكل والمواقف، الى أفعال تكون بحجم المرحلة وتحدياتها، خاصة على الصعيد الرئاسي وعلى الصعيد “العسكري” بدليل الخلاف الذي تجدد بين ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم المحسوب على التيار، الاربعاء في اللقاء الوزاري التشاوري (حول صلاحية ملء الشواغر في المجلس العسكري) اي غداة لقاء ميقاتي – باسيل .
الى ذلك، فإن أولى الخطوات المطلوبة لتحصين لبنان وتعزيز مناعته في وجه الرياح التي تعصف بجواره والتي وصلت الى حدوده الجنوبية، تتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية. فهل يرضى باسيل مثلا بأن ينتقل الى ضفة اي من المرشحين المطروحة اسماؤهم اليوم لترجيح كفّته والخروج من الفراغ القاتل؟ ام انه لا يزال يبحث عن اسم يرضى عنه هو شخصيا؟ هذا هو السؤال الاكبر، وما قاله من بنشعي، حيث التقى مع فرنجية على رفض التمديد لقائد الجيش، يدل على ان الرجلين لا يزالان يتصرفان سياسيا بعيدا من المصلحة العامة، وانطلاقا من حسابات فردية وشخصية، تختم المصادر