التطورات الميدانية في الجنوب واتساع رقعة المواجهات العسكرية، وإخلاء المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية، تؤكد أن الوضع الأمني على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات وأي خطأ في تقدير الأمور والخروج عن قواعد الاشتباك قد يجرّ لبنان الى عواقب كارثية في حال حدوثه.
على صعيد الداخل اللبناني، وبعد التحذيرات المتكررة من قبل عدّة دول غربية والطلب الى رعاياها مغادرة لبنان، تشهد الساحة المحلية والسراي الحكومي بالتحديد حركة اتصالات ناشطة من قبل العديد من الموفدين الذين يزورون لبنان. فبعد تلقيه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير خارجية ألمانيا وكان قد التقى في اليومين الماضيين وزيري خارجية فرنسا وتركيا للتداول في آخر المستجدات الميدانية، والتحذير من جرّ لبنان الى حرب ستكون نتائجها كارثية. مع ما يقوم به من اتصالات مع كل القوى الدولية المؤثرة لتجنب الحرب. وكان وفداً من الكونغرس الأميركي قد التقى قائد الجيش العماد جوزف عون للغرض عينه.
في هذا السياق، وصفت مصادر سياسية زيارات الموفدين والحراك الدبلوماسي باتجاه لبنان عبر “الأنباء” الالكترونية” بأنه يندرج تحت عنوانين، الأول معرفة ما إذا كان سيحدث حرب على الحدود الجنوبية، والثاني التحذير من التصعيد الميداني وضرورة إبقاء الوضع في الجنوب على ما هو عليه وعدم الخروج عن قواعد الاشتباك.
المصادر توقعت في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن تكون الحرب على غزة طويلة وأن يستمر الوضع في جنوب لبنان على ما هو عليه حتى نهاية الحرب على غزة والتوصل الى وقف لاطلاق النار.
في المواقف، أشار النائب عبد العزيز الصمد، في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية، الى ان حزب الله لن يدخل بحرب واسعة مع اسرائيل لأن دخوله الحرب سيؤدي الى توريط المنطقة كلها. وهذا الأمر غير مطروح في الوقت الحاضر. واعتبر أن دعوة الرعايا الأجانب لمغادرة لبنان هي خطوة احترازية لعدم تعرضهم للخطر في حال انزلقت الأمور نحو الأسوأ.
وقال الصمد: “كيف يمكن لحزب الله الدخول في حرب شاملة في ظل هذا الدعم الأميركي والأوروبي غير المسبوق لاسرائيل؟”، معتبراً أن إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية يأتي تحسّباً لعمليات مشابهة لما جرى للمستعمرات القريبة من غزة”.
بدوره، أكد النائب السابق عاصم عراجي، في حديث للأنباء الالكترونية، أن حزب الله لن يذهب الى حرب مع إسرائيل في ظل هذا الوضع الاقتصادي والمعيشي السيء، لأن بيئة حزب الله ترفض بنسبة كبيرة الحرب، متوقعاً استمرار المناوشات ضمن قواعد الاشتباك.
ورأى عراجي أن الوضع في لبنان اليوم بخلاف ما كان عليه سنة ٢٠٠٦، مضيفا “في ظل هذا الدعم الأميركي غير المحدود لاسرائيل والسماح لها بتدمير غزة وإعطائها الحق في الدفاع عن نفسها أمر خطير جداً. ويؤكد أن المجتمع الغربي في حالة عداء مع شعوب المنطقة”، مستغرباً الموقف الفرنسي المؤيد لاسرائيل بعد ان كانت فرنسا رمز الاعتدال في العالم.
وسط هذا الصخب والحرب غير معروفة المدى، يبقى السؤال الأهم أي مصير لبنان؟ وما مصير كل الاستحقاقات المعطلة بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية؟