مقالات

أورتاغوس تتمهّل… والإعمار على خطاها يسير

أورتاغوس تتمهّل… والإعمار على خطاها يسير

كتب ألان سركيس في نداء الوطن:

سرقت قمة الرياض وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج الأضواء من ملفات المنطقة. وراقبت الدولة اللبنانية مجريات القمم الأميركية – الخليجية، دون قدرتها على التأثير. وبعد هذا المشهد باتت الدولة مطالبة بإعادة البلد إلى الخريطة الإقليمية والعالمية.

منذ لحظة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في 9 كانون الثاني الماضي، وضع نصب عينيه تحسين علاقات لبنان الخارجية، وصبّ اهتماماته على الخليج العربي بشكل عام، وقام بسلسلة زيارات إلى ملوك وأمراء الخليج.

تعرف بعبدا أن إعادة وصل ما انقطع من علاقات لبنانية- عربية تحتاج إلى جهود كبرى، ولا يكفي انتخاب رئيس جديد أو تأليف حكومة جديدة، الأساس يبقى في كيفية العمل والتوجهات الجديدة.

يضع رئيس الجمهورية استراتيجية واضحة لإعادة دور لبنان العربي والعالمي، لكن هذا الأمر لا يتمّ في يوم واحد، بل يحتاج إلى إنتاجية وتحقيق ما هو مطلوب من لبنان سواء بالشقّ الإصلاحي أو السيادي.

وتتراكم المشكلات من العهد السابق ومن الفراغات المتتالية، وإذا كانت المشكلة الاقتصادية والمالية أرهقت كاهل المواطنين والدولة، إلا أن أزمة السلاح غير الشرعي تبقى البند الأول الذي ترتبط به كل الحلول.

ويسعى لبنان إلى الوفاء بالتزاماته وتطبيق القرار 1701 وبسط سلطته على كل الأراضي واستعادة التلال التي ما تزال محتلة وحل المشكلات الحدودية مع إسرائيل. وينتظر الجميع عودة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

ولا يوجد على جدول لقاءات الرسميين في لبنان حتى الساعة أي موعد لزيارة أورتاغوس، وتشير المعلومات إلى تمهلها في الزيارة لأسباب عدّة أبرزها، انتظار انتهاء ترامب من زيارته الخليجية ومعرفة نتائج القمة وما سيرشح عنها. أما السبب الثاني فيتمثّل في إعطاء مزيد من الوقت للدولة اللبنانية لفعل شيء بعد زيارتها الأخيرة.

وستتركّز زيارة أورتاغوس الجديدة على عمل لجنة مراقبة الهدنة بعد استبدال رئيسها، وسيتمّ البحث في تطبيق الـ 1701 وكل ما يحيط بهذه المسألة، ويضاف إليها تناول موضوع الهدنة ومسألة حصر السلاح بيد الدولة. ويحضر أيضاً في الزيارة المرتقبة موضوع التواجد الإسرائيلي في التلال الحدودية وترسيم الحدود البرية وإنهاء هذا الملف.

وتتخذ الولايات المتحدة الأميركية موقفاً حازماً من إعادة تسليح «حزب الله» وبناء قدراته العسكرية والمالية، وباتت الدولة اللبنانية مطلعة على الشروط الأميركية والخطوط الحمراء وماذا يجب فعله لتجنّب أي حرب جديدة، فموقف واشنطن لا يحمل أي التباس، وعلى الدولة اللبنانية تحديد خياراتها.

ومثلما تتمهّل أورتاغوس في زيارتها إلى بيروت، لمس المسؤولون اللبنانيون تمهّلاً من الدول الكبرى وعلى رأسها الدول العربية في ضخّ أموال لإعادة الإعمار. ويشعر رئيس الجمهورية من خلال جولاته الخارجية بعدم وجود حماسة للإعمار في هذا الظرف بالذات.

وتؤكّد معلومات «نداء الوطن» أن الدول العربية والمانحة أبلغت لبنان بعدم الدخول في مشروع إعادة الإعمار قبل اتضاح الرؤية في لبنان والمنطفة. ويرتبط الإعمار حسب قاموسها بقدرة الدولة على القيام بإصلاحات ضرورية وتسليم سلاح «حزب الله» كاملاً وعدم إعادة بناء قدراته العسكرية والمالية. فلا تريد هذه الدول الدخول في مثل هذا المشروع والوضع لم يسلك طريق السلام.

وإذا كانت الدول العربية حسمت موقفها في عدم دفع أموال للإعمار قبل تسليم كل السلاح غير الشرعي، يبدو أن هذا الموقف ينسحب على أوروبا والدول المانحة. ولم تصدر فرنسا حتى الساعة أي إشارة تدلّ على تحديدها موعداً لجمع الأموال لإعادة الإعمار. فعند توقف الحرب والسير بالهدنة أعلنت باريس عن رغبتها بتنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان. وزار عون فرنسا ووعده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهذا الأمر، لكن كل الوعود تنتظر عمل الدولة اللبنانية الجدّي والإشارات من واشنطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce