اقليمي

“أنتِ الأجمل محتشمة”… عبارة تثير الغضب في إسرائيل (صورة)

“أنتِ الأجمل محتشمة”… عبارة تثير الغضب في إسرائيل

أثارت لافتات تم تعليقها مؤخرًا في مدينة حولون جنوب تل أبيب موجة من الجدل والغضب، بعد أن دعت النساء إلى ارتداء ملابس محتشمة، متضمنةً عبارة: “أنتِ الأجمل حين تكونين محتشمة. اعلمي! هكذا يقدّرك الناس أكثر”.

اللافتات، التي ظهرت في أماكن عامة، تُظهر امرأة التُقطت صورتها من الخلف، في إشارة رمزية إلى ما يُفترض أنه المظهر المثالي للمرأة المحتشمة وفقًا لفكر القائمين على الحملة.

القناة 12 العبرية أفادت بأن هذه اللافتات أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبرت من قبل كثيرين محاولة لفرض معايير محافظة على النساء، على حساب حريتهن في التعبير والاختيار.

وعبّر عدد من سكان المدينة عن غضبهم من مضمون الرسالة التي وصفوها بأنها تكرّس النظرة الجندرية الإقصائية، وتنقل مفاهيم السيطرة والتشييء باسم الأخلاق.

ومن بين الأصوات التي احتجت على الحملة، برزت سفير يولي ينكو، زوجة حارس مرمى فريق “ريشون لتسيون” أريك ينكو، والتي نشرت صورة اللافتة عبر خاصية “الستوري” على حسابها في إنستغرام أمام نحو 70 ألف متابع، وعلّقت بالقول: “ما الذي يحصل في مدينة حولون؟ لم أفهم، إنه أمر محرج… هذه حقًا فضيحة!”. وتُعرف يولي بمواقفها الصريحة وتعبيرها الجريء عن آرائها السياسية والاجتماعية، ولم تتردد في مهاجمة الحملة معتبرةً إياها تراجعًا في الحريات واعتداءً على المرأة.

وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن الحملة تقف خلفها الربّانية سيريني، وجرى تنفيذها ببركة اتحاد الحاخامات في حولون، ضمن ما وُصف بأنه “مبادرة توجيهية أخلاقية”.

لكن ردود الفعل جاءت معاكسة تمامًا لما كان متوقعًا، إذ سارعت مجموعات علمانية في “فايسبوك”، أبرزها “المنتدى العلماني”، إلى التنديد بما وصفوه بالخطاب القمعي الذي يسعى إلى إسكات النساء والتقليل من شأنهن.

وقال أحد سكان المدينة في تصريح للقناة 12: “إنها ليست رسالة قيمية، وليست رسالة تعليمية، بل هي رسالة سيطرة وإقصاء وتشييء مغلفة بغطاء الأخلاق”، مضيفًا: “في عصر تكافح فيه النساء كل يوم من أجل حقهن في الحرية والمساواة والحضور والأمان، بدلاً من النضال ضد استبعاد المرأة، فإنهم يوفرون منصة لمثل هذه العلامات في جميع أنحاء المدينة”.

المنشور أثار موجة من التفاعل على الإنترنت، حيث شارك المئات صور اللافتات وأرفقوها بتعليقات تنتقد بشدة محاولة فرض الوصاية الدينية على المجتمع المدني. وبحسب مراقبين، فإن هذه الحملة أعادت طرح النقاش حول حدود التدين في الفضاء العام داخل المدن الإسرائيلية ذات الطابع العلماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce