إرتفاع جنوني في أسعار الفستق عالمياً.. والسبب “شوكولاتة دبي”!
إرتفاع جنوني في أسعار الفستق عالمياً.. والسبب “شوكولاتة دبي”!
يشهد سوق الفستق العالمي ارتفاعاً حاداً في الأسعار بالتزامن مع نقص كبير في المعروض من هذا النوع من المكسرات. ويعزو خبراء هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الطلب الهائل الناتج عن الانتشار العالمي لـ “شوكولاتة دبي” الشهيرة، مما أدى إلى أزمة في إمدادات الفستق، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”.
ونقلت الصحيفة عن جايلز هاكينغ، وهو تاجر في شركة المكسرات “سي جي هاكينغ”، قوله إن “أسعار حبوب الفستق ارتفعت من 7.65 دولارات للرطل قبل عام إلى حوالي 10.30 دولارات للرطل حالياً”، مؤكداً أن “سوق الفستق شبه منعدم حالياً”.
وأوضح هاكينغ أن جودة المحصول الأميركي كانت أعلى من المعتاد هذا العام، مما قلل من كمية حبات الفستق الرخيصة الخالية من القشرة، والتي تستخدم عادة كمكون في صناعة الشوكولاتة وغيرها من الأطعمة. وأضاف: “لم يكن المعروض كافياً، لذا عندما يأتي صانعو (شوكولاتة دبي)، ويشترون جميع الكميات التي تصل إليهم، فإن ذلك يترك بقية العالم يعاني نقصاً”.
وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أن مخزونات الفستق كانت تتضاءل بالفعل بعد موسم حصاد مخيب للآمال في الولايات المتحدة العام الماضي، والتي تعتبر المصدر الرئيسي للفستق عالمياً.
وفي سياق متصل، كشف مكتب الجمارك الإيراني أن إيران، ثاني أكبر منتج للفستق في العالم، صدرت إلى دولة الإمارات كميات من الفستق تزيد بنسبة 40% في الأشهر الستة حتى مارس 2025، مقارنة بصادراتها خلال الاثني عشر شهراً السابقة.
من جانبه، أوضح لبهروز آغا، عضو مجلس إدارة جمعية الفستق الإيرانية، أن النقص الحالي في الفستق يمثل تحولاً كبيراً عن الوضع في عام 2023، عندما تجاوز العرض العالمي للفستق الطلب، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. وأضاف أنه نتيجة لذلك الفائض، أصبحت منتجات ثانوية متنوعة مثل زبدة الفستق وزيت الفستق ومعجونه متاحة، ويمكن استخدامها في مجموعة واسعة من الأطعمة المصنوعة من الفستق. وتابع: “كان ذلك في الوقت نفسه تقريباً الذي انطلقت فيه (شوكولاتة دبي)، وانتشرت تدريجياً على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم”.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المزارعين في كاليفورنيا بدأوا في التحول من زراعة اللوز إلى الفستق الحلبي في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض أسعار اللوز، لكن هذه الأشجار لن تبدأ في الإنتاج حتى موسم الحصاد في أيلول المقبل. وفي غضون ذلك، يقول مصنعو الشوكولاتة إنهم يواجهون صعوبة في إنتاج كميات كافية من ألواح الشوكولاتة المحشوة بالكريمة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن محبي الشوكولاتة كانوا يعانون بالفعل من أزمة في إمدادات الكاكاو، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى ثلاثة أضعاف تقريباً في عام 2024 بسبب الأحوال الجوية والأمراض التي أضرت بالمحاصيل. وقد بدأ المنتجون في بيع ألواح أصغر حجماً وبتراكيب جديدة تقلل من استخدام الكاكاو.
من جهتها، أعربت شركة “فيكس”، التي يُنظر إليها على أنها مصدر الإلهام لـ “حراك شوكولاتة دبي”، عن قلقها من احتمال استغلال الآخرين لعلامتها التجارية لتضليل المستهلكين، حيث أن الشركة لا تبيع ألواحها خارج دولة الإمارات وتطرحها للبيع لمدة ساعتين فقط يومياً.