أخبار الصحف

لماذا أهملت أميركا وإسرائيل اتفاق آلية وقف إطلاق النار؟

لماذا أهملت أميركا وإسرائيل اتفاق آلية وقف إطلاق النار؟

أصبح شعار بعض قوى الداخل اللبناني ودول الخارج حول «بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها»، مستهلكاً وممجوجاً ومن باب تسجيل المواقف و«التمريك الشعبوي» على حزب الله والمقاومة، والذي لا طائل له سوى عند بعض الذين يريدون بقاء أجواء التوتر والسجال الداخلي قائمة حول الموضوع برغبة أميركية ظاهرة، برغم مساعي العهد الجديد للتهدئة والحوار وتحقيق الوحدة الداخلية لمواجهة تطورات الوضعين، اللبناني الملتهب عند الحدود والإقليمي المفتوح على احتمالات كثيرة بين الانفراج والانفجار.

ولعل بعض الداخل اللبناني مستاء من مواقف وتوجهات رئيس الجمهورية جوزاف عون في مقاربته الهادئة والمنطقية والموضوعية لموضوع السلاح، وللتواصل القائم بينه وبين حزب الله، والذي تبدي مصادر مطّلعة عن كثب على أجوائه ارتياحه لمواقف الرئيس عون، لأن الحزب يعتبر ان الرئيس يدرك أهمية وضرورة معالجة ملف السلاح بالحوار ويأخذ وقته لترتيب مسار المعالجة، كما ان الرئيس يدرك حسب مواكبته ومعلوماته الميدانية ان حزب الله ملتزم اتفاق وقف إطلاق النار جنوب نهر الليطاني ويتجاوب مع كل متطلباته، وان الاعتداءات والخروقات تأتي من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وهو أبلغ كل الأطراف المعنية ومنها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بهذه المعلومات، وان معالجة هذه الاعتداءات بيد الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي، لا بيد لبنان وحزب الله.

وحسب المصادر المطّلعة على معلومات الحزب، فإن الرئيس عون يسعى الى وقف الاعتداءات والانسحاب الإسرائيلي من النقاط التي يحتلها وإطلاق سراح الأسرى، ليكون ذلك مدخلاً لفتح مسار التفاوض والحوار حول الأمور الباقية ومنها مصير السلاح والاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان. وتقول المصادر: ان حزب الله يؤيّد مقاربة الرئيس عون ومتفق معه على عناوينها وتفاصيلها عبر القنوات المفتوحة بينهما. كما ان التواصل قائم مع رئيس الحكومة نواف سلام عبر قنوات عدة بينها الوزيران اللذان يمثلان الحزب في الحكومة، «برغم إطلاق سلام سابقا هو وبعض الوزراء مواقف لم يكن من لزوم لها، كمن يرمي أوراقاً رابحة من دون مكاسب فعلية».

وبرغم أجواء التفاهم القائمة مع الحكم، فإن الحزب يرى انه على الحكومة أن تمارس تشدّداً بوجه الاحتلال الإسرائيلي وأن تُطوّر موقفها ولا تتكل فقط على الوعود الأميركية، وانه كلما ارتفعت حدّة الموقف اللبناني كلما ترك تأثيراً أكبر، حتى لو عمد لبنان الى مقاطعة آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أو لوّح بمقاطعتها والتي لم يلتزم بها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعدما تبيّن ان الآلية المعتمدة غير مجدية وغير فعّالة نتيجة أداء اللجنة الخماسية المشرفة على التنفيذ، بحيث يرى الحزب انها آلية إسرائيلية – أميركية.

وتوضح المصادر ذاتها، ردّا على القول ان ثنائي أمل وحزب الله وافقا على الآلية بالقول: ان الحزب تحفّظ ورفض نحو 14 نقطة وردت في ورقة الاتفاق ولم يؤخذ بهذه الورقة حرفياً. لكن يبدو ان الأميركي والإسرائيلي أهملا لهذا السبب الالتزام بالآلية واعتمدا الاتفاق الجانبي بينهما، والذي يعطي الاحتلال حرية الحركة في لبنان كله وليس في الجنوب فقط بالغارات والاغتيالات والتعدّيات واستهداف الجيش اللبناني أيضا. لذلك كانت ورقة الاتفاق شيئاً والمسار التنفيذي لوقف إطلاق النار والقرار 1701 شيء آخر.

وتأخذ المصادر المطّلعة على أجواء حزب الله، على بعض الأطراف الداخلية ولا سيما القوات اللبنانية انها تسرّعت في التعاطي مع الموضوع بعد المواقف التي عبّرت عنها أورتاغوس حول حزب الله وسلاحه، وقالت: ان الحزب يعتبر ان «القوات فوّتت مع انطلاقة العهد الجديد فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية والتفاهم الداخلي، وركبت هي وغيرها الموجة الأميركية بلا داعٍ، خاصة ان هذه الموجة لن تصل الى مكان». وأشارت الى ان الحزب «أعرب أكثر من مرة عن رغبته بالحوار الداخلي مع كل الأطراف حول كل القضايا الوطنية الكبرى الخلافية أو غير المتفق عليها وصولا الى تفاهمات تحفظ الوحدة الداخلية».

المصدر: اللواء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce