مقالات

ادّخار الذهب في الضاحية: أفضل من الكاش !!

ادّخار الذهب في الضاحية: أفضل من الكاش !!

تواصل أسعار الذهب الارتفاع ربطاً بالتطورات الدولية المتعلقة بشكل أساسي بحرب الرسوم التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوجه الصين وسائر دول العالم. منذ مطلع 2025، ارتفع سعر أونصة الذهب من 2054 دولاراً في كانون الثاني 2024 إلى 2835 دولاراً في كانون الأول 2024، ثم سجّل سعرها أمس 3240 دولاراً، وفق بيانات «investing.com».

تطوّر الأسعار خلق في لبنان حركة بيع وشراء وسط التوقّعات بأن الذهب سيواصل الارتفاع. في الضاحية الجنوبية كان الأمر واضحاً للعيان، إذ غصّت محالّ الذهب في بئر العبد والشياح وحارة حريك بالزبائن. في بداية السنة لم يُقدم حاملو المعدن الثمين على بيع موجوداتهم واستغلال الارتفاع العالمي في الأسعار، بل عمد الزبائن إلى التهافت على المصاغ، وليرات الذهب والقطع الأكبر مثل «الأونصة».

يعود الإقبال على شراء الذهب، رغم ارتفاع أسعاره، إلى «انخفاض ثقة الناس بالعملة الورقية»، بحسب إبراهيم غملوش صاحب أحد محالّ المجوهرات في بئر العبد. ففي الضاحية الجنوبية، وبسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، تحوّل المعدن الأصفر إلى «عملة تخزين وادّخار»، تقول سيدة في أحد محال بيع الذهب.

بالنسبة إليها «تفقد العملات الورقية على اختلافها، قيمتها، بينما يستمر الذهب بالصعود». وللحفاظ على قيمة المدّخرات، وفقاً لتعبيرها، تلجأ إلى شراء الذهب.

ولتحقيق هذا الهدف، لا تلجأ إلى شراء «ذهب الزينة» أو القطع الذهبية المصوغة، بل تشتري «الليرات الذهبية» لأنّها تحافظ على قيمتها أكثر عند بيعها، ولا تخسر سوى هامش ربح البائع. قبل بضعة أسابيع، كان «عدد طالبي شراء الذهب أكبر 9 مرّات من عدد البائعين» وفق غملوش.

ويشير إلى أنّ «الهجمة على شراء الذهب ترافقت مع بداية قيام الرئيس الأميركي برفع التعرفات الجمركية»، فرغم عدم دراية الناس بتأثير هذه السياسات على حياتهم اليومية، إلا أنّهم فضّلوا تحويل الدولارات إلى ذهب.

وفي ظاهرة لافتة للنظر، أكّد عدد من الراغبين ببيع ذهبهم في الضاحية الجنوبية، أنّهم يريدون تسييل ممتلكاتهم إلى دولارات لأسباب تجارية بحتة، ولا علاقة لذلك بترميم البيوت والمحالّ بعد العدوان الصهيوني.

وتراوِح الأسباب بين رغبة أحد الشبان بشراء دراجة نارية جديدة لاستخدامها في خدمة النقل، أو «الديليفري»، ورغبة إحدى الشابات بتوسعة محل الثياب الذي تملكه، ما دفعها لبيع عدد من الليرات الذهبية.

في سياق مرتبط بالأوضاع الاقتصادية في لبنان، فسّر صاحب أحد محالّ بيع المجوهرات في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لجوء الناس إلى شراء الذهب بـ«غياب البدائل، فمن الصعب شراء العقارات كالأراضي والشقق بسبب إفلاس المصارف وانسحابها من ساحة التسليفات».

وعلى مستوى كميات الذهب التي يطلبها الزبائن، يؤكّد وجود تفاوت طبقي، إنّما هناك إجماع على طلب الذهب، إذ يطلب عدد قليل من الأشخاص شراء عدّة أونصات شهرياً، ويراوِح عددها من 10 إلى 15. فيما يشتري جزء آخر من الناس ربع أو نصف ليرة شهرياً. وفي مقارنة لأوضاع الناس الآن بعد الأزمة الاقتصادية، يشير إلى غياب الطبقة التي كانت تشتري ليرتين ذهبيتين كلّ شهر.

الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce