“توغلات خطيرة”… الشرع: الوجود الإسرائيلي تهديد دائم
“توغلات خطيرة”… الشرع: الوجود الإسرائيلي تهديد دائم
أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تواجه تحديات أمنية كبيرة على حدودها الجنوبية، مشدداً على أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية يشكل تهديداً دائماً للسلام والأمن الإقليمي.
وفي بيان صادر عن الرئاسة السورية اليوم الجمعة، أوضح الشرع أن التطورات الأخيرة في الجنوب السوري تتطلب موقفاً حازماً للحفاظ على استقرار البلاد. كما أعلنت الرئاسة أن الرئيس السوري عقد قمة موسعة مع نظرائه من فرنسا ولبنان وقبرص، إضافة إلى رئيس وزراء اليونان، لمناقشة الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وفي تطور أمني خطير، أفادت سلطات محافظة درعا بمقتل خمسة أشخاص على الأقلّ جراء قصف إسرائيلي استهدف بلدة في جنوب سوريا، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بتوغلات عسكرية في المنطقة، ما تسبب بحركة نزوح واسعة للأهالي.
منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي، عزّز الجيش الإسرائيلي انتشاره في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان المحتل، حيث أقام أكثر من 10 مواقع عسكرية جديدة. وسرعان ما امتدت تلك التوغلات إلى مناطق أخرى بمحيط المنطقة العازلة، وصولاً إلى السيطرة على الجانب الشرقي من جبل الشيخ.
وقد نشرت الرئاسة السورية، تفاصيل القمة التي استضافتها فرنسا عبر الزوم، والتي جمعت زعماء سوريا ولبنان وقبرص واليونان.
وتم عقد القمة بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس السوري أحمد الشرع، والرئيس اللبناني جوزيف عون، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
في البداية، ناقش الزعماء قضايا أمن الحدود والمخاطر المشتركة، مع التركيز على التهديدات الناجمة عن الميليشيات المسلحة والنزاعات الحدودية. وأكد الرئيس السوري على التحديات الأمنية الكبيرة على حدود بلاده الجنوبية، مشيرًا إلى أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية يمثل تهديدًا مستمرًا للسلام والأمن الإقليمي. في المقابل، شدد الرئيس اللبناني على ضرورة التنسيق الأمني بين سوريا ولبنان لمواجهة المخاطر المشتركة.
من بين القضايا المحورية التي طُرحت في القمة، كانت مسألة رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. حيث دعا الرئيس السوري إلى ضرورة رفع هذه العقوبات التي تضر بالاقتصاد السوري والشعب السوري. من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية رفع العقوبات لتحقيق تقدم سياسي داخل سوريا، مشددًا على استعداده لدراسة آليات لتخفيف بعض القيود الاقتصادية. كما أكد الرئيس اللبناني أهمية رفع العقوبات لدعم استقرار لبنان والمنطقة.
تم التباحث حول تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول المشاركة، خاصة في مجالات الطاقة والنقل، حيث أكد رئيس وزراء اليونان على ضرورة تعزيز التعاون في البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية. كما أبدت قبرص استعدادها للمساهمة في مشروعات الطاقة في سوريا.
من خلال القمة، تم التأكيد على دعم الدول المشاركة للإصلاحات السياسية والاقتصادية في سوريا، حيث أكد الرئيس السوري على أن بلاده قد بدأت خطوات عملية نحو الإصلاحات على مختلف الأصعدة. كما شدد الزعماء على أهمية تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق تقدم سياسي في سوريا.
تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب، مع التزام الدول المشاركة بتعزيز التنسيق الاستخباراتي وتقديم الدعم العسكري واللوجستي لدول المنطقة المتأثرة بالإرهاب. كما تم التركيز على أهمية استعادة الاستقرار في المناطق المتأثرة، خصوصًا في سوريا وعلى حدودها.
في الختام، أكدت القمة على ضرورة إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، ودعمت الجهود السورية في الحفاظ على سيادة أراضيها.