“لا تحلّ محلّ الدولة”… الكنيسة في لبنان تواجه “صراعاً صعباً”
“لا تحلّ محلّ الدولة”… الكنيسة في لبنان تواجه “صراعاً صعباً”
تواصل الصحافة الإيطالية، وخاصة الكاثوليكية، تسليط الضوء على زيارة الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة التنمية البشرية المتكاملة، إلى لبنان، موفداً من قبل قداسة البابا فرنسيس، الذي أراد من خلال هذه الزيارة التعبير عن محبته ودعمه للبنان في ظل معاناته الحالية، كما ورد في عنوان صحيفة مجلس مطارنة روما “افينيري” التي تناولت الحدث.
وأبرزت الصحف الإيطالية مشاركة الكاردينال تشيرني في الجلسة الختامية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بالإضافة إلى لقائه مع المنظمات الخيرية المحلية التي تساهم في تخفيف معاناة الشعب اللبناني.
وذكر موقع “فاتيكان نيوز” أنه من خلال الحوارات والشهادات التي تم تبادلها خلال الزيارة، برزت العديد من التحديات والمشاكل التي يعاني منها لبنان، حيث تم التطرق إلى قضايا مهمة مثل العجز في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، نقص المساعدات الخارجية، والضغوط التي تمارسها بعض الجهات المعارضة للمبادئ الكاثوليكية.
وقال تشيرني: “الكنيسة في لبنان تجد نفسها في مواجهة صراع صعب بين دعوتها لاستقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم، وبين العبء الثقيل الذي يتحمله لبنان نتيجة الأوضاع الاقتصادية والأمنية الراهنة”.
وأضاف: “من بين التحديات أيضًا تداعيات الحرب في الجنوب، التي أسفرت عن فراغ القرى من سكانها وخلقت جروحًا جديدة، بالإضافة إلى كارثة انفجار مرفأ بيروت التي عمّقت المعاناة وزادت من عدم الاستقرار في البلد”.
وتابع تشيرني، “في ظل هذه الظروف الصعبة، تواجه الكنيسة تحديًا كبيرًا في مساعدة الفقراء واللاجئين وضحايا النزاعات، خصوصًا في ظل شح التمويل الخارجي”.
وأشار إلى أن “الكنيسة اللبنانية تقوم بجهود استثنائية لمساعدة المحتاجين رغم غياب الدعم الحكومي”، معترفًا بإن “الكنيسة لا يمكنها أن تحلّ محلّ الدولة في معالجة هذه القضايا”.
ولفت تشيرني إلى أن “الحل يكمن في تعزيز الدعم للكنيسة السورية من أجل استقرار المنطقة وتنمية سوريا، مما قد يشجع اللاجئين على العودة إلى وطنهم”.
كما دعا إلى تشكيل مجموعة عمل متخصصة لدراسة القضايا المتعلقة باللاجئين، مؤكدًا استعداد الدائرة الفاتيكانية لدعم هذه الجهود من خلال توفير الخبرات اللازمة.