مقالات

النّاسخ والمنسوخ في تصريحات خلف الحبتور

النّاسخ والمنسوخ في تصريحات خلف الحبتور

عندما فتح المسلمون مصر، أتى أهلها عمرو بن العاص فقالوا: “أيّها الأمير، لِنيلِنا هذا سُنّة لا يجري إلّا بها”. قال: “وما ذاك؟”. قالوا: “إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثمّ ألقيناها في هذا النيل”.

فقال لهم عمرو: “إنّ هذا ممّا لا يكون في الإسلام، إنّ الإسلام يهدم ما قبله”.

فكتب أمير مصر عمرو إلى الخليفة عمر بن الخطاب بذلك: “إنّك قد أصبت بالذي فعلت، وإنّي قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي، فألقها في النيل”.

فلمّا قدّم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها “من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر: “أمّا بعد، فإن كنت إنّما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجرِ فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنّما تجري بأمر الله الواحد القهّار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك”.

فألقى عمرو البطاقة في النيل، فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستّة عشر ذراعاً في ليلة واحدة.

 

يشعرنا الشيخ خلف الحبتور رجل الأعمال والمال الإماراتيّ أنّ استثماراته في لبنان، كبيرة كانت أم صغيرة، مثلها كمثل تلك الفتاة العذراء التي يلقيها أهل مصر في نهر النيل كلّ عام كي يفيض عليهم.

يمارس الشيخ الحبتور معنا، نحن معشر اللبنانيّين، منهج الناسخ والمنسوخ في تصريحاته المتعلّقة بلبنان. ما إن يطمئننا في تغريدة حتّى يحبطنا في تغريدة أخرى. كثيرة هي المشاريع التي يطلقها عبر الإعلام وأثيره، ثمّ يعود معلناً تعليقها ودائماً عبر الأثير الإعلامي. يتدخّل في الحكومات وتشكيلاتها وفي ما يجب عليها أن تكون. يُقوِّم الاقتصاد اللبناني وثغراته، حتى بات في بعض تغريداته رجل أمن وخبيراً بالحروب والمعارك وقذائف الهاون.

زياد عيناتي اساس ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce