الحريري يُعيد تثبيت مكانته… رسالة اليوم “غير عادية”
الحريري يُعيد تثبيت مكانته… رسالة اليوم “غير عادية”
لم تكن ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري هذا العام كما في الأعوام الماضية، بل حملت في طياتها رسالة واضحة ومؤثرة، عبّرت عنها الحشود الكبيرة التي توافدت إلى ساحة الشهداء في بيروت، هذه الحشود ليست مجرد تجمع شعبي عابر، بل كانت تجسيدًا حقيقيًا للوفاء والتمسك بالمبادئ التي أسسها الرئيس الشهيد، ولتأكيد دعمهم الواسع لنجله للرئيس سعد الحريري.
في هذا الإطار، يؤكّد الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة، في حديث لـ”ليبانون ديبايت” أن “الذكرى العشرين لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري جاءت هذا العام مختلفة ، ولعدة أسباب، لبنان يمر بمسار من التغييرات الجوهرية والعميقة على الصعيد الجيوسياسي، فقد شهدنا حربًا استمرت عامًا كاملًا بين إسرائيل وحزب الله، التي خرج منها الحزب مهزومًا، كما أن المعادلات السياسية في لبنان شهدت تحولًا كبيرًا، حيث تراجعت قبضة حزب الله على السلطة وأصبح تأثيره على القرار السيادي اللبناني أقل وضوحًا، علاوة على ذلك، سقط النظام السوري وتراجع النفوذ الإيراني في العديد من الساحات التي كان يعمل فيها”.
ويشير حمادة إلى أنه “على الصعيد الداخلي، لبنان شهد تغييرات ملموسة أيضًا، أبرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أكثر من 26 شهرًا من التعطيل السياسي، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية غير تقليدية على الساحة السياسية اللبنانية، وفي سياق متصل، أعلن الرئيس سعد الحريري عن عودته إلى الحياة السياسية بطريقة مختلفة، حيث أكد أنه أعاد تنشيط محركاته السياسية و أن هناك عمل على المستوى الشعبي، وهو ما تجسد في الحشود الكبيرة التي توافدت إلى ساحة الشهداء اليوم”.
ويشدّد على أن “هذه الحشود لم تكن مجرد تجمع عابر، بل كانت رسالة قوية تؤكد أن الرئيس سعد الحريري يبقى الزعيم الأوحد للطائفة السنية في لبنان، وقائدًا سياسيًا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة، رغم غيابه عن الساحة السياسية لعدة سنوات، فقد كانت المشاركة الشعبية في إحياء ذكرى استشهاد والده تأكيدًا على هذا التفويض الشعبي، وهذا يثبت أن الحريري لا يزال يشكل قوة سياسية مركزية في لبنان”.
ويرى حمادة أن “العبرة الحقيقية ستكون في الانتخابات المقبلة، وفي المراحل القادمة من تحركاته السياسية، كما أن لبنان أمام استحقاقات كبيرة ومعقدة على كافة الأصعدة، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، لذلك، يبقى السؤال حول ما سيحمله المستقبل من تطورات في هذه المجالات، خاصة في ظل الوضع الإقليمي والدولي المتغير”.