عهد جوزاف عون يطلق “فجر الحدود” شرقاً وجنوباً
نداء الوطن: عهد جوزاف عون يطلق “فجر الحدود” شرقاً وجنوباً
كتبت صحيفة “نداء الوطن”: سجّلت تحركات الجيش اللبناني في اليومين الماضيين عنوان المرحلة التي انطلقت في لبنان مع اكتمال تكوين السلطة التنفيذية. وأتت التدابير التي نفذها الجيش على الحدود الشرقية بعد التدهور الذي شهدته على جانبي الحدود اللبنانية والسورية لتؤكد أن لدى الجيش الإمكانات لكي يمسك بزمام الأمور هناك بعد عقود من الفلتان، ويندرج كل ذلك في إطار تطبيق القرار 1701 ومندرجاته التي تشمل كل الأراضي اللبنانية.
وترافقت التدابير على الحدود الشرقية مع تواصل انتشار الجيش على الحدود الجنوبية لملاقاة فترة انتهاء الهدنة الممددة لغاية 18 شباط الجاري تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
وانطلقت هذه التدابير بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية جوزاف عون بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأعادت هذه الخطوات إلى الذاكرة عملية “فجر الجرود” التي أطلقها قائد الجيش العماد جوزاف عون صباح التاسع عشر من آب 2017. وحدّدت المهمة بمهاجمة إرهابيي “داعش” في جرود رأس بعلبك – القاع، وتدميرهم لاستعادة الأرض والانتشار على الحدود. وها هو العماد عون وبعدما أصبح رئيساً للجمهورية يطلق ما معناه عملية “فجر الحدود” التي انطلقت شرقاً وجنوباً لتؤكد أن في لبنان جيشاً يمثل السياج الحامي للوطن.
وفي السياق، كان بارزاً ما أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” بأن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت إسرائيل، بضرورة انسحاب الجيش الإسرئيلي من جنوب لبنان بحلول 18 شباط، من دون تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مرّة ثانية.
واستبقت التطورات الميدانية شرقاً وجنوباً، انطلاق عمل الحكومة الجديدة التي أبصرت النور السبت الماضي. وتعقد الحكومة الـ 78 منذ الاستقلال والـ 21 بعد الطائف أولى جلساتها اليوم في قصر بعبدا. وتشرع بعد التقاط الصورة التقليدية، في تكوين اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري الذي ستمثل الحكومة على أساسه أمام البرلمان لنيل الثقة.
وعلمت “نداء الوطن” أن هناك إصراراً من رئيس الجمهورية على أن يكون البيان الوزاري من روحية خطاب القسم الذي تطرق إلى كل المشاكل والهواجس وركز على عملية بناء الدولة، في حين أنه واضح ولا يحتمل التباساً في ما خص حصرية السلاح بيد الدولة وتطبيق القرارات الدولية. وانطلاقاً من هنا، تأمل بعبدا من اللجنة الوزارية التي ستصيغ البيان عدم التأخير والاستجابة لآمال اللبنانيبن مثلما شكل خطاب القسم نافذة أمل للشعب وكذلك بيان التشكيل الذي تلاه الرئيس سلام. وسيطل رئيس الحكومة عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، عبر تلفزيون لبنان، وذلك في حوار مباشر يجريه معه عدد من الصحافيين.
والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع أمس في معراب، وزراء حزب “القوات” في الحكومة الجديدة.
ووصف جعجع “الحكومة الحالية بـ “حكومة الأمل”، على الرغم من تسميتها من قبل الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام “حكومة الإنقاذ والإصلاح”، في الوقت الذي نحن نراها أكثر من ذلك، فهي “حكومة الأمل” بعدما طال انتظار الشعب اللبناني لحكومة فعلية في لبنان”.
كيف بدت أوضاع الحدود الشرقية أمس؟
بعد أيام من الاشتباكات العنيفة، شارفت أزمة الحدود السورية – اللبنانية على الانتهاء بحسم عسكري واضح، أدى إلى فرض سيطرة كاملة على المناطق التي كانت مسرحاً للفوضى والتهريب. وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره بشكل غير مسبوق، قاطعاً كل الطرق والمعابر غير الشرعية التي طالما استُخدمت لتمرير السلاح والبضائع، وأحبط أي محاولات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. بالتوازي، وبتوجيه مباشر من الرئيس السوري أحمد الشرع، واصلت القيادة السورية عملياتها حتى تحقيق أهدافها كاملة، مستعيدة مواقع استراتيجية كانت خارج سيطرتها، وطهّرت المنطقة من المسلحين، فارضة واقعاً جديداً لا مكان فيه للفوضى أو السلاح الخارج عن سلطة الدولة.
ومع انهيار المسلحين تحت الضغط العسكري، تراجعت العشائر التي كانت في قلب المواجهة، وأدركت أن رهانها على فرض أمر واقع عبر التهريب والسلاح قد سقط. لم يبقَ أمامها سوى العودة إلى الدولة، والمطالبة مجدداً بحمايتها بعدما عجزت عن حماية نفسها. في المقابل، اكتمل تضييق الخناق على “حزب الله”، مع إغلاق الطرق والمعابر التي طالما استخدمها في تحركاته ونشاطاته، ليجد نفسه أمام واقع جديد يحدّ من هامش حركته بشكل غير مسبوق.
ما حدث لم يكن مجرد إنهاء لجولة من الاشتباكات، بل شكل فرصة تاريخية لبسط سلطة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بشكل كامل على الحدود، وإنهاء سنوات من الفوضى والتجاوزات. اليوم، لا مكان للميليشيات، ولا استثناءات لأحد. القرار بات بيد الدولة وحدها، والجيش اللبناني أثبت أنه قادر على فرض هيبته حيثما قرر، في لحظة مفصلية قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة الحدودية لسنوات مقبلة.
وفي دمشق، تحدثت وكالة “سانا” عن “ضبط إدارة أمن الحدود السورية معامل كبتاغون كانت تديرها عصابات التهريب المسلحة بتواطؤ وتنسيق مع نظام الأسد و”حزب الله” في ريف حمص الغربي”.
وصرّح المقدم السوري مؤيد السلامة قائد المنطقة الغربية لـ “سانا” أنه جرت خلال الأسبوع الفائت اشتباكات مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية، أثناء حملة تمشيطٍ أطلقناها لضبط حدود البلاد الغربية من عمليات التهريب.
ولفت المقدم مؤيد السلامة إلى “أن معظم عصابات التهريب على الحدود اللبنانية تتبع لميليشيا “حزب الله” الذي بات يشكل تهديداً بتواجده على الحدود السورية من خلال رعايته مهربي المواد المخدرة والسلاح”.