“المارونية: دعوة إلى الحرية والكرامة في لبنان”
“المارونية: دعوة إلى الحرية والكرامة في لبنان”
كتب العميد منير عقيقي على فيسبوك:
عشية عيد مار مارون، اتمنى للجميع وكل من يحمل هذا الاسم، عيدا مباركا.
في ما يلي مقالتي في هذه المناسبة بعنوان:
“المارونية: فعل رجاء”
انها ليست دعوة الى اعتناق الدين المسيحي، والمارونية جزء منه، فكل الاديان السماوية هي من عمل الله، خالق الانسان والارض والسماوات. أوجدها لخير البشرية ليعيشوا بأمن وسلام ومحبة واحترام.
المارونية، هي دعوة الى فهم عميق لقيمة الانسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله. هذا المثال المتجذر في المارونية التي أطلقها وحمل معانيها الراهب الناسك مارون الذي أبصر النور في العام 350م، واسمه يعني “السيّد”. هو راهب آراميّ العرق وسرياني اللغة، ترعرع في شمال سوريا قرب جبال طوروس أو ما كان يسمّى في تلك الحقبة بمنطقة قورش قرب أنطاكية.
هذه الدعوة موجهة أولاً الى ابناء مارون ليعودوا الى ما وجّههم به. ولكن، كيف يعودون وهم خرجوا ويخرجون كل يوم من تاريخهم الذي أصبح في نظر الكثيرين منهم من الماضي البعيد وحوّلوه الى “فولكلور”، بعض الاحيان يتغنون به، وبعض الاحيان يبكون على اطلاله.
لن اتحدث عن الفلسفة العميقة للموارنة الذين كانوا رواد التيارات التأسيسية الثيولوجية والانتروبولوجية في هذا المشرق، طبعاً هذا شأن خاص بالعقيدة المسيحية. بل سأتحدث عن “قيمة الانسان” في الرسالة المارونية منذ اكثر من 1600 سنة، ولو حاول كثيرون من اتباع مارون تشويهها أو الانقلاب عليها.
ما هو مفهوم المارونية:
المارونية هي ان يعيش الانسان الحرّيّة والكرامة، ذكراً كان ام أنثى، وتأمين التعليم الالزامي لهما.
المارونية هي احترام الانسان، وتطوير المجتمع، وتأكيد المساواة بين الناس.
المارونية هي احترام التعددية في المجتمع والعيش بسلام مع الآخرين، وأكبر دليل على ذلك انتشار الموارنة في كل لبنان من اقصى شماله الى جنوبه ومن الشرق الى الغرب.
المارونية هي الابداع والنهضة الفكرية والثورة العلمية والحضارية والثقافية.
المارونية، (المسيحية المشرقية)، هي المحافظة على اللغة العربية، إذ يكفي زيارة دير مار انطونيوس – قزحيا، ودير الخنشارة للروم الكاثوليك.
المارونية هي الوحدة والعيش بأمان وسلام مع جميع الطوائف في لبنان. يكفي القاء نظرة على القرى والبلدات والمدن في كل الجغرافيا اللبنانية، حتى بعد الحرب الأليمة عام 1975 التي استهدفت وجودهم في لبنان.
المارونية هي احترام المرأة بقدر احترام الرجل، فهما الأب والأم، الأخ والأخت، الزوج والزوجة، الشريك والشريكة.
اتباع مارون هم الجماعة الاولى الذين افترشوا جبال لبنان وبقاعه وساحله.
اتباع مارون هم البطريركية الانطاكية وسائر المشرق الواحدة، والكنيسة الواحدة والوطن الواحد.
دعوتي للموارنة بمناسبة عيد مار مارون، السير في هدي افكاره وافكار من حملوا تعاليمه.
اما للشركاء في الوطن والمحيط فأقول: هذه هي المارونية الحقة، وُجِدت في هذا المشرق كي تبقى في محيطها وتعيش مع شركائها في الانسانية. أنعم الله عليها بهذا الوطن – لبنان، توزع ابناؤها في ارجائه، وعاشوا فيه مع شركائهم، وانتشروا في ارجاء الكرة الارضية، ناضلوا ولا يزالون ليبقوا ويستمروا.
المارونية هي العودة الى فهم تاريخ نضالهم من اجل تثبيت الايمان والعيش في كنف الحرية ومعانيها.
المارونية هي ان يتعرف الشركاء في الوطن على حقيقة المارونية الانسانية التي هي فعل رجاء، ومبادلتهم معانيها العميقة المتجذرة في تاريخهم وحاضرهم للمحافظة سوياً على رسالة لبنان وكيانه.