لبنان

لبنان ضرورة للسعودية في ظل المستجدات… و4 سيناريوهات للحكومة!

لبنان ضرورة للسعودية في ظل المستجدات… و4 سيناريوهات للحكومة!

على وقع ما يجري في الجنوب من محاولة الأهالي تحرير أرضهم من خلال العودة إلى قراهم التي يحتلها العدو غير آبهين بالتحذيرات والرصاص الإسرائيلي، يستمر العمل في الداخل على إنجاز التشكيلة الحكومية بمواكبة عربية ودولية، فهل يفرض على رئيس الحكومة مع التعثر الأخير في مسيرة التشكيل تشكيل حكومة أمر واقع كما نصحه وزير الخارجية السعودي؟ وما السيناريو المنتظر؟

يعتبر الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أنه إذا كان هدف زيارة السعودي أو الكويتي مزيداً من التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية وفرض حكومة أمر واقع، فإن ذلك ليس في مصلحة لبنان الذي يمكن القول إنه بات تحت وصايات دولية وعربية ستنتج في حال استمرت على هذا النحو ووجدت من يلاقيها أو يخضع لضغوطاتها مزيداً من التوتر في السياسة أو عدم الاستقرار.

ويؤكد أن لبنان اليوم محكوم بالتوازنات التي تؤمن الاستقرار، وأي خلل في هذه التوازنات يؤدي إلى توترات نحن اليوم بغنى عنها وعهد الرئيس جوزيف عون الذي يتطلع إلى انطلاقة طبيعية هو بغنى عنها.

لذلك يعتقد ريفي أن الزيارة السعودية والزيارة الكويتية هي من باب الانفتاح والدعم للبنان، خصوصاً أن لبنان لبى الرغبة الدولية السعودية بانتخاب الرئيس الذي يرغبون بأن يكون في قصر بعبدا، ومن ثم لبى هذه الرغبة بتسمية الرئيس نواف سلام. ويذكر بأن المستجدات والمتغيرات في سوريا والنفوذ المستجد للتركي والقطري يجعل من لبنان ضرورة للسعودية وبعض الدول الخليجية. هذا يعني أن لبنان اليوم أصبح ضرورة للسعودية لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ.

وفي هذا الإطار، يرى ريفي ،انه إذا أرادت السعودية أن تبتعد عن لبنان، فهي تدرك تماماً أن هناك من يسد هذا الفراغ سواء إقليمياً أو عربياً، لذلك السعودية تحاول اليوم العودة إلى لبنان مع الكويت وبعض دول الخليج لدعم انطلاقة العهد الجديد، ولكن الخليج يريد من لبنان المزيد من الإصلاحات ويريد تشكيل حكومة تساهم في انطلاقة طبيعية وجيدة للعهد، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا بتوافقات لبنانية وليس من خلال فرض حكومة أمر واقع قد لا تنال الثقة في مجلس النواب وربما تنال ثقة ضعيفة، مما يؤدي إلى عرقلة مسيرتها.

ويعتبرأن الزيارة هي لتثبيت الحضور في لبنان ودعم تشكيل الحكومة ودعم العهد وانتظار تشكيل وتنفيذ حكومة الإصلاحات المطلوبة. من هذا المنطلق يجب أن يكون الهدف، أما إذا كانت الزيارة هي لتأليب رأي الرئيس نواف سلام على سائر الأفرقاء أو على الثنائي بشكل خاص، فأظن أن هذه التدخلات لن تكون في مصلحة لبنان وستعكر السلم الأهلي وتؤثر على لبنان وعلى رئيس الحكومة المكلف وعلى انطلاقة العهد.

وعن التعثر بالتشكيل جراء مطالب الأفرقاء، يلفت ريفي إلى المثل القائل “روما من فوق غير روما من تحت”، ليوضح أن الرئيس سلام عندما تم تكليفه كان مدهوشاً بخطاب القسم وقد تحدث بلغة التزم فيها بهذا الخطاب بأن لا محاصصة ولا مصالح ولا فساد ولا عودة لما كانت عليه الأمور في السابق، لكنه مع الاستشارات النيابية وجد بأن التيارات السياسية تعلن غير ما تضمر، وبالتالي أعلنت الزهد السياسي وبعد ذلك وجد نواف سلام نفسه غارقاً بمطالب سياسية ونيابية وتوزيرية وما إلى ذلك. وبالتالي هو اليوم يقف حائراً أمام هذه المطالب خصوصاً أن التيارات السياسية تعلم أنه بعد سنة وشهرين هناك انتخابات نيابية، وهي تريد أن تحصل على الوزارات الوازنة والدسمة لكي ترمم شعبيتها من خلال العمل الحكومي.

وبالتالي يلفت ريفي الى أن سلام يجد نفسه اليوم أمام محاصصة واضحة واقتسام للكعكة الحكومية بما يخالف النظرة التي جاء بها وبما يخالف خطاب القسم، لذلك يجزم بأن نواف سلام أمامه عدة خيارات: إما أن يرضخ للمطالب وتكون حكومة نسخة طبق الأصل عن حكومات الوحدة الوطنية التي أثبتت فشلها في السابق، وإما أن يستمع لطرف دون طرف وبالتالي يضرب التوازنات في البلد وتتحول حكومته إلى حكومة أزمة، أو أن يقلب الطاولة على الجميع ويؤلف مع رئيس الجمهورية حكومة ويطلب من القوى التي جاءت بهما أو دعمت وصولهما إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة فرض الثقة على مجلس النواب، أو أن يصل إلى طريق مسدود ويختار ما اختاره الرئيس المكلف مصطفى أديب بأن يستقيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce