حملة إسرائيلية-إيرانية-روسية لتشويه صورة المعارضة السورية
حملة إسرائيلية-إيرانية-روسية لتشويه صورة المعارضة السورية
كشف تحليل رقمي، حملة منظمة واسعة النطاق استهدفت تشويه صورة المعارضة السورية، بدأت قبل الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، وامتدت لتطاول منصات ومواقع في دول متعددة، حيث يتركز الرأي العام المتابع للشأن السوري.
وأظهر التحليل الذي أجرته منصة “إيكاد” المتخصصة في تحقيقات المصادر المفتوحة، استخدام اتهامات وأكاذيب وسرديات متشابكة أطلقتها حسابات إسرائيلية وروسية وإيرانية، بهدف تحريف الحقائق وشن هجوم منسق على المعارضة السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
#تحليل_رقمي📊 | اتهامات، أكاذيب، وسرديات متشابكة، صاغتها حسابات إسرائيلية، روسية، وإيرانية لتحريف المشهد، وهجوم منسق على المعارضة السورية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
🔻إيكاد تفكك حملة رقمية هاجمت المعارضة السورية منذ بدء عملية ردع العدوان، وتكشف طبيعتها والرسائل التي تبثها… pic.twitter.com/Jegp0gTDJk
— EekadFacts | إيكاد (@EekadFacts) December 11, 2024
وأوضحت “إيكاد”، التي فككت الحملة الرقمية، طبيعة الرسائل المبثوثة لتحقيق أهدافها، فيما بلغ عدد تفاعلات الهجوم الإلكتروني خلال الفترة من بدء عملية “ردع العدوان” وحتى 5 كانون الأول/ديسمبر 2024، أكثر من 27 ألف تفاعل، بلغت ذروتها بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر، وشارك فيها أكثر من 16 ألف حساب. وبتحليل الحسابات المتفاعلة، تبين أنها تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية: إسرائيلية، روسية، وإيرانية.
وركزت الحسابات الإسرائيلية على اتهام المعارضة بأنها “داعش”، وربطها بتركيا والإرهاب. كما روجت لفيديو زُعم فيه تحطيم أحد عناصر المعارضة لشجرة عيد الميلاد في حلب، تبين أنه فيديو قديم، وأضافت الحسابات سرديات مثل تحذيرات من تحول سوريا إلى نظام خلافة، واعتبار المعارضة أخطر من الميليشيات الإيرانية، وتصوير قلعة حلب كقاعدة للمتطرفين.
وأبرز الحسابات الداعمة لهذا الاتجاه، تضمنت حساب حنانيا نفتالي، وهو مستشار وسائل التواصل الاجتماعي الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين لنتنياهو، وحساب “Osint613″ الإخباري الإسرائيلي.
أما السردية الروسية فتبنت روايات مشابهة، مثل اتهام المعارضة السورية بالإرهاب واتهام تركيا بدعمها. وركزت الحسابات على مقالات مثل ما كتبته الناشطة البريطانية التي تتلقى تمويلاً من الكرملين، فانيسا بايلي، والمشهورة بالترويج للدعاية الروسية في الغرب، زعمت فيها أن الولايات المتحدة وإسرائيل و”القاعدة” وتركيا يدعمون المعارضة.
وانضمت الحسابات الإيرانية إلى هذا النمط، مكررة وصف المعارضة بالإرهابية المدعومة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما زعمت أن قناة “الجزيرة” تعمل على تلميع صورة المعارضة السورية مع إخفاء ارتباطها بإسرائيل.
ومن بين الحسابات البارزة في الترويج للسردية الإيرانية، تم رصد حساب “Iran Observer”، وحساب الباحث الإيراني “AryJeay”. وبتحليل الأنشطة، تبين أن هذه الحسابات، رغم اختلاف جنسياتها، تلتقي في ترويج سرديات متشابهة مثل ربط المعارضة بالتطرف والإرهاب.
وخلص التقرير إلى أن الحملة المنسقة تسعى إلى تشويه صورة المعارضة السورية عبر بث روايات مختلفة، حيث تستغل الحسابات الإسرائيلية مخاوف التطرف، بينما تروج الحسابات الروسية لنظريات المؤامرة، وتعمل الإيرانية على تعزيز صورة المعارضة كأداة لقوى إقليمية معادية. وتوحدت هذه الأطراف في سرديات تهدف إلى إضعاف مصداقية المعارضة السورية وتعزيز أجندات سياسية لإسرائيل وروسيا وإيران.
“المدن”