السيناريو العسكري الأخطر لدخول لبنان… والمقاومة ستقتنص الفرصة!

“الكلمة للميدان” هو المصطلح الذي بات أقرب إلى مقاربة العدوان الإسرائيلي على لبنان، مع تراجع الرهان على التسويات السياسية لوقف إطلاق النار، لا سيما في ظل الشروط الإسرائيلية التي يرفضها لبنان، فما حال الميدان اليوم؟ وهل يمكن لإسرائيل أن تتعمق في الداخل اللبناني لفرض شروطها بوقف إطلاق النار؟

يلفت العميد الركن المتقاعد نضال زهوي، رئيس قسم الاستراتيجية في مركز الدراسات الانتروستراتيجية، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أنه “هناك فرقًا كبيرًا في المنطق العسكري ما بين التوغل والثبات، وما بين الدخول إلى مكان ما ومن ثم الخروج منه، فهذا في المنطق العسكري لا يعني توغلاً”.

ومن وجهة ناقد عسكري، يوضح أنه “إذا كان جيش متطور كجيش الاحتلال الإسرائيلي، فيجب وفق المعدلات الدولية أن تكون سرعة التقدم لديه حوالي 3 كلم، فإذا تقدم 2 كلم في الساعة، فهذا دليل تعثر وليس فشلًا، ولكن أن لا يتقدم أكثر من حوالي 3 كلم بعد شهر من القتال، فهذا فشل لا بل ذريع أيضًا”.

ويضيف أنه “في إطار التكتيكات قد تكون هناك تكتيكات للمدافع تسمح له بأن يستحدث تقنية للعدو، أي أنه يوحي إليه بإمكانية الدخول من هذا المسار، أي جر العدو حيث لن يتمكن إلا من القتال بضعف، فحين يتقدم المهاجم إلى مكان معين، يكون المكان قد حضّر بالألغام ومن ثم تتم مهاجمته من بعد ذلك، لضربه، وهذا ما حصل أكثر من مرة على الجبهة، وحينها تراجع العدو بسبب الخسائر، وتكرر الأمر بالأمس في منطقة على مقربة من بيت جبيل، وهي في إطار عملية تكتيكية للمدافع وليس للمهاجم، وهذا وفق المنطق العسكري”.

ويجزم العميد زهوي، بأن “ما يحصل ليس تقدمًا بل العدو حقق التماسًا بالعسكر، وهو حتى الساعة لا يمكنه شن حملة كبيرة باتجاه الأراضي اللبنانية، على اعتبار أن سرعة التقدم لا تعني أنها حملة، بل هي في إطار تحقيق التماس وإقامة مناوشات استطلاع بالقوة لمعرفة الأماكن التي يمكنه الدخول منها باتجاه الأراضي اللبنانية، ولغاية الساعة، لم يكتشف ثغرات دفاعية تمكنه من الدخول”.

وينبّه من هذا المنطلق أن “العدو يمكن أن يتوغل باتجاه الأراضي اللبنانية، وليس الجنوب، بل وفق سيناريو آخر، مثلًا، هناك تحركات على الحدود السورية-الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل باتجاه الجولان المحرر، ما يسمى منطقة “الاندوف” التي يسيطر عليها المسلحون الذين يتقاضون راتبًا من الجيش الإسرائيلي، وهذا الاحتمال هو الأكثر خطورة، حيث من الممكن الدخول من الجولان باتجاه البقاع الغربي، ومن هنا يصبح لدى العدو ورقة قوة كبيرة للتفاوض مع الجانب اللبناني والسوري أيضًا، فهو دائمًا يدخل في أدبياته الحالية أنه سيواصل قصف سوريا في مقابل دعمها لحزب الله”.

ووفق تقرير “الاندوف”، إن “الدبابات الإسرائيلية في منطقة عملها في الجولان، وهنا إذا حصل توسيع للمعركة، لا يمكن توسيعها في منطقة الجنوب اللبناني لأنه لم يكتشف أي ثغرة رغم التدمير الهائل، حيث لا تزال الصواريخ تطلق من أماكن كان مسيطرًا عليها في السابق، ومناطق ساقطة عسكريًا ومسيطر عليها بالنار، وهذه لا يمكننا القول بأنها محتلة، بل مناطق مقصوفة بالنار من قبل الطرفين، باستثناء بعض الأماكن التي قد تكون زوايا غير مرئية من قبل المقاومة، ومرئية من قبل العدو، هي تكون ساقطة لصالح العدو، كما أن هناك مناطق ساقطة عسكريًا لدى المقاومة، خاصة المنطقة التي تقع مقابل العديسة، وحتى داخل الأراضي المحتلة، تعتبر ساقطة عسكريًا، إلا في حال فكرت المقاومة بالدخول باتجاه فلسطين المحتلة”.

ويقول: “إذاً هناك مناطق مسيطر عليها بالنار من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن إذا حصلت المعركة باتجاه مختلف، فهذه العملية بحاجة إلى 3 فرق، وهي الدخول عبر منطقة الاندوف، واستنادًا إلى حركة الدبابات وما حصل من تفكيك للألغام في تلك المنطقة، فهذا يعني أنه سيدخل بأعداد كبيرة من الدبابات، وهذه العملية تحتاج إلى 3 فرق من أصل 5 فرق في جنوب لبنان”.

ويشرح أنه “إذا توجهت 3 فرق من الجولان باتجاه الأراضي السورية والبقاع الغربي، فستحتاج إلى فرقة رابعة، مما يعني أن الدفاعات ستضعف أمام المقاومة من اتجاه لبنان، وهذا احتمال آخر، وحتى يقتنص الحزب الفرصة، سيدخل إلى المناطق التي تقع شمال فلسطين، فهل هذا سيناريو قابل للتحقق حاليًا؟ لكنه هنا يعتقد أننا اليوم في مستويات الضغط السياسي وليس بالمنطق الجدي”.

ويكشف زهوي، أن “الروس أبلغوا السوريين أن هناك تهديدًا حقيقيًا من قبل الجيش الإسرائيلي باتجاه الجولان المحرر، ولكن في ظل القوة الموجودة عند الجيش الإسرائيلي، هل سيتمكن من القيام بما يعد به؟ لا سيما أن هذا سيخلق ثغرة عند الجبهة الجنوبية، وكل هذه السيناريوهات هدفها فرض أمر واقع لناحية التفاوض، بمعنى قبل الإقدام على هذه الخطوة، اقبلوا بتلبية رغباتي، وهذا لن يحدث، وإذا فكر الإسرائيلي بهذا الاتجاه، فإن الخطط موضوعة باتجاه شمال فلسطين حتمًا”.

“ليبانون ديبايت”

Share.
Exit mobile version