قبلان: اللحظة الآن للوحدة الوطنية والجبهة الحدودية

 وجه المفتي الجعفري الممتازالشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة وجاء فيها: “المحسوم بمنطق الله ومنطق الفطرة والتاريخ والطبيعة أن الخير والشر والحق والباطل لا يجتمعان، ومعه فإن واقع الأرض منذ اليوم الأول انكشف عن ميادين قتال وخصومة وصراع دائم بين معسكري الظالم والمظلوم مع ما يلزم من تأمين شروط الحق وجبهة أهله بكافة الميادين والساحات، وهذا يمر بالإعداد والصبر والوعي والتضحية والثبات المبني على التعارض الجذري بين الحق والباطل، وفيه قال الله تعالى: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ، وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا، وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)، وقد أكّد ذلك وفقاً لمضبط الله المحسوم بالإنسان ومشروع وجوده فرداً وجماعة واجتماعاً عاماً وما يلزم له من قيم وحقوق وبيئة وصيغة نظام عادل وخيارات تتناسب مع واقع الحق والعدل والوعي والمدارس المعرفية والغايات الوجودية والأخلاقية، وهذا كله يمر بفريضة الصبر والبذل والثبات الشامل لواقع الحياة ومعاني الإجتماع العام وقطاعاته المختلفة.

واللحظة الآن للعائلة اللبنانية بكل طوائفها التي أكدت الحيثية الوطنية للشراكة الإسلامية المسيحية بطريقة مدهشة، ولأن هذه الحرب ستحدد طابع البلد وهويته السياسية لفترة طويلة فهذا يفترض التعامل معها بخلفية تأمين لبنان السياسي كأساس للبنان السيادي، واللحظة الآن للوحدة الوطنية والجبهة الحدودية والقتال السيادي الهائل الذي كشف المقاومة عن قوة لا سابق لها، وما يجري على أرض الجبهات من ثبات وقتال وعزيمة وانتصار يؤكد القيمة المطلقة للمقاومة، والبلد شراكة وطنية وناتج القتال أيضا شراكة وطنية، ولا قيمة للبنان بلا المسيحيين، كما لا قيمة له بلا المسلمين، وبصراحة أكثر: لا قيمة للبنان بلا الأخوة الدروز الموحدين، والسياسة يجب أن تبدأ من هذه الحيثية التاريخية، والتحالف السياسي والإنتخابي وصيغة العيش المشترك وتبادل المصالح الوطنية يبدأ من هذه الحقيقة التاريخية وواقع شراكتها الفعلية، واللافت بهذه الحرب أن العالم تغير جدا، وأن زمن القطب الواحد انتهى، وأن التغيير عبر الدمار والنار لا قيمة له، وأن القوة والعزيمة والثبات والسيادة شعب ووحدة وطنية ومقاومة، ومعها ثبت أن الوحدة الوطنية والمقاومة درع وطني كبير، لذلك وبخلفية تأكيد الروح الوطنية لهذا البلد أقول: لا نريد تيارات تقسيمية، ولا أماني تاريخية، ولا خصومات تتعارض مع الشراكة الوطنية، ولا صوت فوق صوت الشراكة الوثيقة بين الكنيسة والمسجد، ولسنا بموقف ضعيف، وحماية لبنان والعائلة اللبنانية أكبر أولويات القتال السيادي، ولن نقبل بأي مكاسب على ظهر الحرب، ولا بأي رئاسة على ظهر الفتنة، وقيمة رئاسة الجمهورية من ضمانتها الوطنية الجامعة، والأولوية للجبهة والقتال والكيان السيادي، ولبنان أكبر من أي فتنة، وواقع لبنان أكبر من أي مشروع تدويلي، ولا يمكن بهذه الحرب ولا بغيرها تغيير البنية السياسية للبنان”.

أضاف: “واللافت جدا أن فساد السلطة رغم إدانته أسهل ألف مرة من نفاق الجمعيات الملونة، والغريب جدا أن الجمعيات ذات المعنونات الدولية تبخرت بخلفية لعبة أمم وجداول خنق وطني، والأفظع أن بعض الوزارات تبدو وكأنها خارج السمع، والمطلوب لبننة الإغاثة، والحكومة اللبنانية بهذا المجال أشبه بمقبرة تبتلع كل شيء، مع الشكر للرئيس ميقاتي”.

وللبعض أقول:”التعامل مع النزوح ضرورة وطنية بعيدا عن الأجندات الخارجية، ومن يقاتل على الحدود أبناء هذا البلد وليس الحكومات الخارجية المتآمرة، والحكومة مقصرة جدا ويجب أن تخرج من عار تقصيرها، والمستقبل للبنان وشراكته الوطنية ومقاومته الضامنة وطائفته اللبنانية، والرئيس نبيه بري جبل وطني وسند ميثاقي عابر للطوائف”.

وتابع: “وكل الشكر للطريق الجديدة وصيدا وطرابلس وعكار وبيروت وجبل الأخوة الدروز والأخوة المسيحيين، ولن ننسى ولسنا مما ينكر هذه اللحظة التاريخية، ولأننا في حرب صهيونية بلا قواعد فإننا ندين بشدة نزق الوحشية الصهيونية التي طالت أهم حصون الصحافة الحرة التي تقاتل من قلب الحدث بالكاميرا والميكرفون لنقل الحقيقة وكشف جرائم الحرب والإبادة المجنونة التي تقودها تل أبيب، ونعزي قناة الميادين وقناة المنار وكل الصحافة التي تخوض ميادين القتال الإعلامي من أجل الحقيقة المخضبة التي تعكس قضايا الإنسان والأوطان”.

وختم قبلان: “نؤكد أن كتائب الدبابات الإنسانية تبدأ من دبابات الإعلام الحر الذي يكافح من أجل الإنسان وقضاياه العادلة بعيدا عن قنابل المال وامبراطوريات الشر ونزق الجرائم المحمية من أكبر قوة بالعالم ترفع على أبواب نيويورك تمثال الحرية”.

Share.
Exit mobile version