“أشد قسوة من شقيقه”.. من هو السنوار الأصغر الذي قد يخلف أخاه؟
تشير تقارير إلى احتمالية أن يخلف محمد السنوار شقيقه يحيى السنوار في زعامة حركة حماس، على الرغم من تداول أسماء قيادات أخرى في الحركة، من أبرزهم خالد مشعل وخليل الحية.
وقتل السنوار، الأربعاء، الماضي في اشتباك مع القوات الإسرائيلية جنوبي قطاع غزة وذلك بعد نحو شهرين من اختياره زعيما لحماس خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في عملية نسبت لإسرائيل.
وبحسب شبكة “سي إن إن” فلا يزال من غير الواضح ما إذا كان السنوار قد ترك أي تعليمات بشأن من يجب أن يحل محله، لكن ينظر لشقيقه الأصغر محمد بأنه الأقرب لخلافته، وأنه أصبح مؤخرا قائدا عسكريا في حماس.
وتشير الشبكة إلى أن مصير محمد السنوار لا يزال غير معروف حاليا. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير القول إن الشقيقين قضيا معظم أوقات العام الماضي سوية.
مثل شقيقه يعد محمد السنوار، أحد أهم العناصر على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، وذكرت مصادر من حماس إنه نجا من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله من بينها غارات جوية وهجمات بعبوات مفخخة على جانب الطريق.
وقالت المصادر ذاتها، إن آخر محاولة لاغتياله، قبل اندلاع الحرب في غزة، كانت في عام 2021.
“أكثر قسوة من شقيقه”
يعد محمد السنوار، المولود في 15 سبتمبر 1975، أحد أبرز وأقدم قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وعلى الرغم من ذلك فإنه نادرا ما ظهر في مناسبات عامة أو تحدث للإعلام.
يقول عنه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب في حديث للحرة أن من المرجح أن يدفع رحيل يحيى السنوار بشقيقه محمد إلى موقع قيادي أكبر يمكّنه من إدارة معركة التفاوض مع إسرائيل.
ويضيف الرقب أن محمد سبق وأن لعب دورا كبيرا في إبرام صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011 مقابل قرابة 1027 سجينا فلسطينيا على رأسهم شقيقه السنوار الأكبر.
ويشير الرقب إلى أن محمد هدد في حينها بإفساد الصفقة بأسرها لو لم يتم الإفراج عن أخيه فكان له ما أراد، وبالتالي فإن قيادته أي مفاوضات جديدة -حال وراثته منصب أخيه- قد تشهد رؤية أكثر تشددا.
ويؤكد الرقب أن من المتوقع ألا تثير مسألة خلافة السنوار على المستوى السياسي مشكلة كبيرة لحماس فالخيارات باتت محصورة بين القادة القليلين المتبقين على قيد الحياة، وهم: خليل الحية وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل ومحمد إسماعيل درويش.
ويرجح الرقب أن “يجري اختيار واحد منهم لقيادة الحركة سياسيًا، لكن الأصعب هو أن يكون له نفوذ عسكري على الأرض قادر على فرض كلمته على المجموعات التي تحتجز الرهائن”.
وبحسب ما تنقل صحيفة “جيروزليم بوست” الإسرائيلية عن مصادر عسكرية، يعتبر محمد السنوار أكثر قسوة من شقيقه يحيى.
وُلِد السنوار الأصغر في خان يونس وكان من بين أوائل المجندين في حماس، حيث شارك في عمليات استهدفت الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى.
جرى سجنه في إسرائيل لمدة تسعة أشهر، ثم قضى ثلاث سنوات في سجون السلطة الفلسطينية، قبل أن يهرب في عام 2000.
وأشار مصدر في غزة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن محمد السنوار نشأ تحت التأثير الفكري لعبد العزيز الرنتيسي أحد كبار قادة حماس.
وتنقل الصحيفة عن مصادر من داخل غزة القول إن “الناس كانوا ينظرون إلى الأرض عندما يمر محمد السنوار خوفا منه”.
يُتهم محمد السنوار أيضا بالإشراف على عمليات التعذيب في سجون حماس، جنبا إلى جنب مع شقيقه يحيى، وفقا للصحيفة.
وتلفت المصادر في غزة إلى أنه كان “يُخشى منه كرجل قادر على القتل دون تردد، ومحمد معروف بشكل خاص بشخصيته المخيفة”.
هجوم 7 أكتوبر
تعتقد إسرائيل أن محمد السنوار لعب دورا رئيسيا في تنظيم الهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما جعله واحدا من أكثر الشخصيات المطلوبة في غزة.
في ديسمبر الماضي نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو نادر يُظهر محمد السنوار وهو جالس في سيارة جيب مع حراس شخصيين داخل شبكة أنفاق ضخمة في غزة.
وتحدثت تقارير أن محمد كان يتلقى حينها إحاطة من فريق من المهندسين وعمال حفر الأنفاق الذين جُلبوا من خان يونس لبناء المشروع.
رصدت إسرائيل مكافأة مالية قدرها 300 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وتعد عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط واحدة من أبرز العمليات التي يعتقد أن محمد السنوار يقف خلفها، عندما كان يشغل منصب قائد لواء خان يونس التابع لحماس.
ومنذ مقتل قادة عسكريين بارزين في حماس، بما في ذلك محمد الضيف ومروان عيسى، برز محمد السنوار باعتبار المسؤول الثاني الفعلي عن قيادة حماس في غزة، بدعم مباشر من أخيه يحيى السنوار.