نتنياهو يصعّد من على منبر الأمم المتحدة ويتوعّد بشلال دم
تدرك إيران أن ما يحصل في المنطقة قد يتغير بين يوم وآخر، نتيجة عوامل متعددة تتأثر بتغيّر المزاج الشعبي العالمي، وهو ما ظهر ولا يزال ظاهراً بوضوح من خلال التظاهرات على كل المستويات الرافضة للعدوان الإسرائيلي على فلسطين ثم لبنان، لكن في المقابل، صعد رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منبر الأمم المتحدة وتجرّأ على المجتمع الدولي، مؤكداً استمرار عملياته الإرهابية واغتيالاته على كل المستويات، وأبرزها جريمة “الجمعة الأسود” التي ارتقى فيها “سيد المقاومة” سماحة أمين عام حزب الله الشهيد حسن نصرالله ورفاقه الأبرار، ونتنياهو يرتدي وجه الحمل كأنّه لا علم له بالعملية الإجرامية فيما هو “أعلى سلطة في الكيان الصهيوني”.
من هذا المنطلق تكشف مصادر مطلعة لـ”مركز بيروت للأخبار” أنَّ ما طرح قبل ذهاب نتنياهو إلى الأمم المتحدة كان التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان وعودة المستوطنين إلى ديارهم، بالتزامن مع عودة النازحون إلى أراضيهم الجنوبية والبقاعية، والبدء بتنفيذ القرار الدولي 1701، بعد إدخال بعض التعديلات عليه، منها إلغاء بند سحب سلاح المقاومة، ونسيان كلياً الفقرة التي تتحدث عن منطقة منزوعة السلاح بين لبنان والأراضي المحتلة والفرنسي ومعه الإسرائيلي يعلمان بهذا الأمر.
ولفت المصدر إلى أن التسوية المطروحة شملت إدخال فقرة تتعلق بمناصرة غزة، وضرورة الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار دون شرط، بعدما طرحت فرنسا فكرة الهدنة الإنسانية التي لا يمكن تنفيذها إلا بوقف إطلاق النار لإدخال المساعدات الإنسانية، وخلال هذه الفترة تنطلق حولة جديدة من المفاوضات تحت مراقبة ومظلة دولية وبإشراف وضمانة دولية
لكن على ما يبدو أن الإدارة الأميركية “مرتاحة على وضعها” وتعمد إلى تقطيع الوقت بانتظار وصول موعد الانتخابات الرئاسية، بما ستحمله من مفاجئات ستتحكم بمصير العالم ومجريات الأمور، ومنها حدوث انفلات على كل المستويات، في ظل عمليات اغتيال في الضفة الغربية، تقابلها عمليات استشهادية لاذعة لمطارات ومحطات قطار صهيونية وغيرها من الأمور المفتوحة على كل الاحتمالات طالما أن إسرائيل تذهب إلى المدى البعيد، وتفتك بالمدنيين، واغتالت أهم شخصيات “محور الممانعة”.
أمام هذا الجنون الصهيوني، ماذا يفعل الفرنسي اليوم؟، هل وصل إلى بيروت من أجل “الكزدرة”؟، أم هناك ترتيبات واتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل تفاصيلها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد وصوله إلى لبنان آتياُ من نيويورك، ومنها ترتيبات جديدة تتماشي مع مشهد ما قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 دون الذهاب إلى سحب سلاح المقاومة، مقابل هدنة في غزة وبعدها المساعدات الإنسانية تتحرك.
أمام هذا المشهد، وبعد كمية الإجرام الصهيونية التي مورست منذ أكثر من أسبوعين، وانعدام التوازن في المعركة، إلا أنّ حزب الله دخل مرحلة الهدوء والتروي بعد كل ما نزل به، وشرع في رحلة إعادة نظر بآليات استكمال الحرب، التي لو استمرت دون الدخول بتسويات، فإنّ محور الممانعة سيتخذ تدابير جديدة بقيادة إيران أعلن “مجلس الأمن القومي” لديها أنه لن يترك حزب الله وستكون طهران في المعركة ولن تبخل لا بالسلاح ولا بالمساعدات.. فهل الغد لناظره قريب؟!