توقع مسؤولون أمريكيون أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا كبيرًا في القتال بين إسرائيل وحزب الله، مما قد يؤدي إلى اندلاع “حرب شاملة بين الجانبين”، وهي الحرب التي طالما سعت الولايات المتحدة لتجنبها.
وفقًا لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أشار المسؤولون إلى أن الجانبين – إسرائيل و حزب الله – يسعيان لتجنب الحرب الشاملة، إلا أن التوترات بينهما وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الحزب .
وأفاد مسؤولان أمريكيان بارزان بأن “آخر التحليلات داخل الإدارة الأمريكية تشير إلى أنه سيكون من الصعب على الطرفين تهدئة التوترات”، مما يعزز المخاوف من تصعيد الموقف إلى مستوى الحرب الشاملة.
جبهة مشتعلة
يأتي ذلك في ظل اشتعال جبهة جنوب لبنان، وسط اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر اليوم أكثر من 100 غارة جوية على مناطق واسعة في الجنوب اللبناني وصولاً إلى البقاع الغربي، مستهدفاً بلدات مثل لبايا، سحمر، جزين، الزرارية، النميرية، زوطر، ديرسريان، ومناطق أخرى، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة وتصاعد أعمدة الدخان في منطقتي النبطية وإقليم التفاح.
تزامناً مع الغارات، أطلق حزب الله رشقة صاروخية كثيفة باتجاه مستوطنات الشمال الإسرائيلي، حيث سقطت الصواريخ في الجليل الأعلى وسببت حرائق في عدة مواقع.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط نحو 45 صاروخًا، ما أدى إلى إغلاق العديد من الطرقات والمحاور في المنطقة.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإطلاق “حزب الله” صواريخ كاتيوشا على مواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك قاعدة الدفاع الجوي الصاروخي في ثكنة بيريا، وكتيبة استطلاع 631 في ثكنة راموت نفتالي، وغيرها.
ودوّت صفارات الإنذار في مواقع متعددة بالجليل الأعلى نتيجة هذا التصعيد.
ضربات موجعة
وتصاعدت المخاوف بعد انفجارات أجهزة النداء (البيجر) المنتشرة بين عناصر حزب الله في لبنان، التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة نحو 3 آلاف شخص. ورغم اتهام “حزب الله” والدولة اللبنانية إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، فإن الأخيرة لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن.
وشنت إسرائيل غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، مما أدى إلى مقتل قيادات من وحدة الرضوان التابعة لـ حزب الله، من بينهم إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.
وأفادت وكالة فرانس برس، نقلاً عن مصدر مقرب من حزب الله، أن الغارة “استهدفت اجتماعًا لوحدة الرضوان، وقتلت 16 من عناصرها”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الغارة الجوية نُفذت بتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية، واستهدفت رئيس منظومة العمليات في “حزب الله” إبراهيم عقيل، وهو القائد الفعلي لوحدة الرضوان. كما أكد الجيش مقتل حوالي 10 مسؤولين آخرين من الوحدة نفسها.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن “أعداء” بلاده لن يجدوا “ملاذًا حتى في الضاحية ببيروت”.
وتُعد هذه الهجمات الأخيرة جزءًا من تصعيد أوسع بين إسرائيل و حزب الله، منذ أن فتحت الأخيرة جبهة في جنوب لبنان “إسنادًا” لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل بقطاع غزة منذ أكتوبر 2023.