تقترب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس من دخول عامها الثاني خلال الأسابيع المقبلة، وهي الحرب الأطول في تاريخ الإسرائيليين، ولم ينجح الوسطاء الدوليون والإقليميون في التوصل لاتفاق تهدئة بين طرفي القتال.

وإثر تعثر الجهود المبذولة للتهدئة بين حماس وإسرائيل، بات من الواضح صعوبة التوصل إلى اتفاق، ولو مرحليًّا بينهما في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إشارة واضحة إلى أن مصير الحرب سيحسم بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد.

ويعزز هذا السيناريو ارتفاع فرص التصعيد بين إسرائيل ولبنان، ويقلل من اهتمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التوصل لاتفاق تهدئة بغزة.

تقديرات ومقترحات

ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن “المسؤولين في واشنطن يعتقدون أنه من غير المتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة قبل نهاية ولاية بايدن بداية العام المقبل”.

 ويأتي ذلك بالرغم من التوصل إلى 90% من بنود الاتفاق بين طرفي القتال، على حين لا تزال هناك فجوات تتعلق بالوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر، وتفاصيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”، عن مقترح جديد للتهدئة قدمه نتنياهو للولايات المتحدة، يتضمن وقف إطلاق نار، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين جميعهم لدى حماس بغزة، مقابل تأمين الخروج الآمن لرئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ونزع سلاح القطاع، وتطبيق آلية إدارة للقطاع وإنهاء الحرب.

 ونقلت القناة العبرية، عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إن “صفقة الخروج الآمن من شأنها اختصار المراحل، والسماح بصفقة أسرع إذا رحل السنوار”، الأمر الذي رفضته حماس واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضع العراقيل أمام أي اتفاق للتهدئة.

خطة ائتلاف نتنياهو

ويرى المحلل السياسي، علي الجرباوي، أن “نتنياهو وائتلافه الحكومي معنيان بعدم التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس إلا بعد انقضاء الانتخابات الأمريكية وتنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة”، لافتًا إلى أن ذلك في إطار آمال إسرائيل لعودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقال الجرباوي، لـ”إرم نيوز”، إن “عودة ترامب ستمكن اليمين الإسرائيلي ونتنياهو من تنفيذ مخططات استيطانية بغزة وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، خاصة أنه سيعيد الترويج لصفقة القرن التي أعدتها إدارته السابقة”.

وأشار إلى أن “إسرائيل معنية بإطالة أمد الحرب، وأن التوتر على الجبهة الشمالية مع لبنان يدفع نتنياهو للتفكير جديًّا بالانخراط في حرب طويلة ومتعدد الجبهات، تكون فيها الولايات المتحدة مجبرة على أن تكون طرفًا فيها”.

 وبيّن أن “فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة سيمكن اليمين الإسرائيلي من البدء في تنفيذ مخططاته الاستيطانية بمختلف الأراضي الفلسطينية”، مرجحًا أن تستمر الحرب للأشهر الأولى من ولاية ترامب، ثم يجري التوصل لاتفاق تهدئة.

 وأضاف: “بتقديري سيعمل نتنياهو على تقديم تنازلات للتوصل لاتفاق تهدئة على مختلف الجبهات، ما يمثل الهدية الأكبر لترامب، ويرفع أسهمه في الولايات المتحدة والعالم بأسره”، مؤكدًا أن ائتلاف نتنياهو معني بإضعاف الديمقراطيين.

عوامل إقليمية ودولية

ويرى المحلل السياسي، طلال عوكل، أن “الحرب في غزة، ومع دخولها العام الثاني، من المتوقع أن تستمر للأشهر الأولى من العام المقبل”، مؤكدًا أن وقف الحرب والتوصل لاتفاق تهدئة مرتبطة بكثير من العوامل الإقليمية والدولية.

وقال عوكل، لـ”إرم نيوز”، إن “التوصل لتهدئة حاليًّا سيرفع أسهم المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كاملا هاريس، وهو الأمر الذي يرفضه نتنياهو وائتلافه الحكومي، ما يدفعه لعدم التجاوب مع أي جهود للتوصل لاتفاق”.

وأوضح أن “التوترات على الجبهة الشمالية مع لبنان تدفع نتنياهو لتجاهل الهدوء على جبهة غزة، وهو الأمر الذي يجبر الولايات المتحدة على أن تكون شريكًا بالحرب الإقليمية المقبلة، بعدِّ إسرائيل تواجه حربًا متعددة الجبهات”.

ووفق المحلل السياسي، فإن “أي اتفاق للتهدئة لن يبصر النور قبل ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، وأن إسرائيل غير معنية بالتوصل لاتفاق مع حماس بالوقت الراهن، خاصة أن مثل هذا الاتفاق يهدد بانهيار ائتلاف نتنياهو الحكومي”.

وختم: “الحرب في غزة ستستمر لأشهر، وسيعمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز مراكز تواجه بشمال القطاع ووسطه وجنوبه، ما يحقق له السيطرة الأمنية على مختلف المناطق”، مبينًا أن التوصل لاتفاق بالوقت الحالي بعيد المنال.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version