يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يتجاهل التحذيرات الروسية بشأن تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة قادرة على استهداف العمق الروسي في ظل التوترات المتصاعدة بين موسكو وواشنطن.
وفقًا لتقرير نشرته مجلة The Spectator البريطانية، هناك 4 أسباب رئيسة تدفع بايدن لاتخاذ هذا القرار الخطير، الذي قد يؤدي إلى تحول كبير في مسار الحرب الروسية الأوكرانية.
الرد على التصعيد الروسي
أصبح بايدن مقتنعًا بأن روسيا تستحق الاستهداف ردًا على الزيادة الهائلة في الهجمات الصاروخية المدمرة التي تشنها موسكو على المدن الأوكرانية.
أبرز هذه الهجمات هي تلك التي تُنفذ بالقنابل المنزلقة الثقيلة، والموجهة بدقة، والتي يصل وزن بعضها إلى 3 أطنان.
هذه الضربات الروسية أثارت غضب المجتمع الدولي، ويبدو أن الولايات المتحدة ترى في تزويد أوكرانيا بالصواريخ المتقدمة ردًا مناسبًا.
تطوير أوكرانيا لأسلحتها الخاصة
أوكرانيا بدأت بالفعل في تطوير صواريخها طويلة المدى، وقد حققت بعض النجاح في استهداف مواقع روسية باستخدام الطائرات بدون طيار.
وعلى الرغم من أن هذه الطائرات تحمل رؤوسًا حربية صغيرة، فإن ذلك يشير إلى أن كييف تمتلك قدرات متزايدة لاستهداف العمق الروسي.
دعم الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بصواريخ متقدمة، بحسب التقرير، سيكون تعزيزًا لتلك القدرات، وليس إنشاء واقع جديد بالكامل.
تقليل احتمالية استخدام بوتين للأسلحة النووية
هناك اعتقاد متزايد في واشنطن بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يلجأ لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا، على الرغم من تهديداته المتكررة بذلك.
فقد أرسلت الدول الغربية بالفعل دبابات قتالية وطائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى أوكرانيا، وهي خطوات كانت تعتبر في وقت سابق “خطوطا حمراء” في ذهن بوتين، ومع ذلك، لم تكن تحذيراته سوى مجرد تهديدات، ولم يتحقق أي تصعيد نووي حتى الآن.
دعم إيران لروسيا بأسلحة متطورة
بحسب الرواية الغربية أرسلت إيران مئات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى إلى روسيا، والتي تُستخدم في ضرب أهداف مدنية وعسكرية داخل أوكرانيا.
استمرار تدفق هذه الأنظمة بين طهران وموسكو يثير التساؤلات في الغرب، إذا كان بإمكان روسيا تلقي أسلحة من حلفائها الخارجيين لاستخدامها في الحرب، فلماذا لا يُسمح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا؟.
هذا التساؤل يدفع الولايات المتحدة للنظر في تجاوز “الخطوط الحمراء” الروسية وتقديم مزيد من الدعم العسكري لكييف.
ومع استمرار الضغوط العسكرية والاقتصادية على أوكرانيا، يبدو أن بايدن قد يتجاوز التحذيرات الروسية، ويرفع مستوى الدعم العسكري لكييف.
الخطوة المحتملة لتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى قد تشكل تحديًا كبيرًا لموسكو، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا.