إذا كنتِ حاملًا، وتفتقدين لما يسمّى “الوحام” أو الغثيان الصباحي.. فتكتّمي على الأمر؛ لأنك على الأرجح ستكونين مثار حسد الأخريات، ممن ينغّص “الغثيان الصباحي” عليهنَّ سعادة الحمل، بوصفه نذيرًا لحمل “متعب”.
فما هو “الوحام” أو غثيان الصباح؟
هو الشعور بالغثيان الذي تعاني منه العديد من النساء الحوامل خلال النصف الأول من الحمل، وغالبًا ما تبدأ أعراض الحمل هذه في حوالي 6 أسابيع، وتبلغ ذروتها عادةً بحلول نهاية الثلث الأول من الحمل قبل أن تتلاشى.
وتعاني معظم الحوامل من أعراض غثيان الصباح الخفيفة إلى المتوسطة، والتي قد تشمل أيضًا القيء، بينما تعاني أخريات من تجربة “أكثر شدة” قد تستمر حتى الثلث الثاني من الحمل أو بعده، وهو ما يدعى “فرط القيء الحملي”.
ورغم صعوبته، إلا أنه لا يسبب الجفاف أو فقدان الوزن، ولا يضر عادة بالحامل أو جنينها.
ما الذي يسبب الغثيان الصباحي؟
لم يتوصل الباحثون إلى تحديد السبب بدقّة، أو لماذا تصاب به بعض الحوامل، بينما لا تصاب به أخريات. ومع ذلك، يُعتقد أن هرمونات الحمل وطريقة تفاعل جسم الحامل معها، والذي يعتمد على “علم الوراثة” هي المسؤولة.
وترتفع مستويات الهرمونات بسرعة أثناء الحمل، وتتضاعف مستويات هرمون الحمل البشري وحده عادةً كل 48 ساعة في الأسابيع الأولى من الحمل، هذا الارتفاع السريع يمكن أن يجعل معدتك تتقلب، وبمجرد وصولك إلى الثلث الثاني من الحمل، تنخفض مستويات الهرمونات إلى مستوى يمكن التحكم فيه بشكل أكبر.
وبالإضافة إلى المتهم الأول وهو هرمون الحمل موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، الذي يُلام منذ فترة طويلة على الغثيان الصباحي، حدد باحثون من جامعة كامبريدج وكلية الطب في جامعة جنوب كاليفورنيا متهمًا محتملًا آخر وهو هرمون يؤدي دورًا في الغثيان والقيء، ويدعى “GDF15”.
ويضاف إلى الأسباب تعديلات في عادات الأكل والتغيرات في الهضم المرتبطة بالحمل، والتغيرات الهرمونية التي تأتي مع الحمل، وتؤدي إلى زيادة حاسة الشم.
لماذا يختار “الوحام” نساء ويتجاوز أخريات؟
تقول الدكتورة مارا فرانسيس، أخصائية أمراض النساء والتوليد في هيلوتس، تكساس، ومؤلفة مساهمة في دليل Mommy MD، إن بعض النساء يعانين من غثيان الصباح في حمل واحد، ولا يعانين منه في الحمل التالي، كما لا تصاب جميعهن بدوار الحركة”.
وإذا لم تعاني من غثيان الصباح، فقد يكون جسمك أكثر قدرة على التعامل مع الارتفاع السريع في مستويات موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، والإستروجين، والهرمونات الأخرى التي تأتي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
هل عليك القلق بشأن “عدم” الإصابة بغثيان الصباح؟
لحسن الحظ، لا داعي للقلق إذا لم تعاني من الغثيان الصباحي في الأسبوع السادس أو حتى طوال الثلث الأول من الحمل. في حين ربما يرتبط الغثيان ومشاكل البطن بالحمل المبكر، ووفقًا للدكتورة ميشيل هاكاخا، طبيبة أمراض النساء والتوليد في بيفرلي هيلز ومؤلفة كتاب Expecting 411، “لا تعاني حوالي 30% من النساء الحوامل من غثيان الصباح على الإطلاق، وهذا بالتأكيد شيء يدعو للسعادة”.
إلا أن دراسات أكدت أنه أحيانًا يرجع عدم الإصابة بغثيان الصباح إلى مستويات هرمونية أقل بكثير من المعدل الطبيعي. الأمر الذي ينذر بزيادة خطر “الإجهاض”. خصوصًا بالنسبة لمن تعرضن لفقدان الحمل في السابق. لكن ذلك لا يعني وجود سبب حقيقي للقلق إذا لم تعاني من علامات أخرى للإجهاض أو مضاعفات الحمل الأخرى كتسرّب السائل الأمنيوسي أو النزيف.
وبحسب الدكتورة فرانسيس. “إذا لم تعاني من غثيان الصباح، فهذا لا يعني أن مستويات الهرمونات لديك غير طبيعية؛ بل يعني فقط أنك تتحملين “الحمل” بشكل أفضل”.