منذ سنوات قليلة، بدأ خبراء في عالم الصحة والتغذية يشجعون الأفراد على استبدال الحليب البقري بأنواع الحليب النباتية، أبرزها حليب الصويا واللوز والشوفان وجوز الهند، تجنبا للمشاكل الصحية.

ومؤخرا، برزت عدة دراسات وأراء طبية، أكدت أن حليب الصويا بالذات، قد يلعب دورا بارزا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، لكن ماذا يقول الخبراء؟

حليب الصويا هو مشروب كريمي نباتي مشتق من فول الصويا. وفي سياق نظام غذائي متوازن، يمكن أن يكون حليب الصويا مصدرًا ممتازًا للفيتامينات والمعادن. ومن بين جميع أنواع الحليب النباتي، يحتل حليب الصويا المدعم المرتبة الأكثر تشابهًا مع القيمة الغذائية للحليب الحيواني.

وعن ظهور مخاوف بشأن سلامة حليب الصويا، كشفت أخصائية تغذية لموقع “يو إس توداي” عن بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة المحيطة بهذا المشروب الشهير.

هل حليب الصويا مفيد لك؟

قالت أميليا شيري، أخصائية التغذية في مستشفى ماونت سيناي “يعتمد ذلك على صحتك وأهدافك. إذا كنت لا تستطيع أو لا ترغب في تناول حليب البقر، فإن حليب الصويا يمكن أن يكون بديلاً جيدًا”.

وأضافت “يحتوي حليب الصويا على جميع الأحماض الأمينية الضرورية، وهو غني بالبروتين، ومنخفض الدهون المشبعة، وغني بالبوتاسيوم والمركبات النباتية التي تسمى الأيزوفلافون، والتي يمكن أن تكون مفيدة لصحة القلب”.

ووفقا لموقع “هيلث لاين” الصحي، فإن القيمة الغذائية لحليب الصويا تعتمد على ما إذا كان المشروب مدعمًا بالعناصر الغذائية الأساسية، وما إذا كان محلى أم غير محلى، وفقًا لموقع Healthline.

هل من الآمن شرب حليب الصويا؟

من بين أكثر المفاهيم الخاطئة انتشارًا حول حليب الصويا هو أنه قد يؤثر على مستويات هرمون الإستروجين والتستوستيرون لدى الرجال. وهنا قالت شيري “ليس لدينا أي دليل موثوق على أن الفيتويستروجينات، المعروفة أيضًا باسم الأيزوفلافون، الموجودة في حليب الصويا تؤثر على مستويات هرمون الإستروجين في الجسم”.

وأضافت “لا يوجد دليل قوي على أن فول الصويا يخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال”.

“سرطان الثدي”

وهناك اعتقاد خاطئ آخر وهو أن تناول منتجات الصويا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن حتى الآن، لا تشير الأبحاث إلى أي مخاطر من تناول الصويا لدى البشر، ويبدو أن الفوائد الصحية تفوق أي مخاطر محتملة، وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان.

وتشير الأدلة الحديثة إلى أن الأيزوفلافون (مركبات الصويا) قد تقلل بالفعل من خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي أو الوفاة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2024.

هل “الكاراجينان” الموجود في حليب الصويا آمن؟

في السنوات الأخيرة، أثيرت مخاوف بشأن استخدام الكاراجينان كمكون في حليب الصويا، وهو مادة مضافة تستخدم “لتكثيف السائل وتثبيته”؛ ما يخفف انفصال المواد الصلبة في فول الصويا والماء، كما يؤكد الأطباء.

وأوضحوا أن السبب وراء “دعوة بعض المنظمات إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول سلامة الكاراجينان هو احتمالية زيادة مقاومة الأنسولين أو التسبب في مشاكل للأشخاص الذين يعانون أمراض المناعة الذاتية مثل مرض القولون العصبي”.

وحاليًا، تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الكاراجينان مادة مضافة آمنة على البشر، كما أن الكميات الصغيرة من الكاراجينان الموجودة في حليب الصويا من المرجح أن تكون آمنة لغالبية البالغين”.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version