يمكن أن تؤدي الزوائد الغريبة على الجلد إلى إصابتك بالقلق، ولكن فهم طبيعتها أمر مهم لإدارة صحة الجلد، بحسب تقرير نشره موقع Financial Express.
ويشير استشاريو الأمراض الجلدية إلى أن أكثر أنواع الزوائد الجلدية شيوعًا تُعرف باسم “التكيسات الجلدية” أو “الأكرودونات” في المصطلحات الطبية.
وعادةً ما تكون هذه الزوائد الحميدة ناعمة، ويكون لونها مشابها للجلد أو أغمق قليلاً، وتظهر كأكياس صغيرة متدلية متصلة بالجلد عبر ساق رفيعة. وتتكون التكيسات الجلدية من ألياف الكولاجين الرخوة والأوعية الدموية المحاطة بطبقة من الخلايا الظهارية.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للتكيسات الجلدية غير واضح، إلا أن عدة عوامل تسهم في تطورها، إذ يلعب الاحتكاك والتهيج دورًا كبيرًا، حيث تظهر التكيسات الجلدية غالبًا في المناطق التي يحتك فيها الجلد بالجلد أو الملابس، مثل الرقبة وتحت الإبطين والفخذ.
ويمكن أن تعزز التغيرات الهرمونية، خاصة في أثناء الحمل، أو في الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الغدد الصماء، نموها أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستعداد الوراثي والسمنة وبعض الحالات الطبية مثل مرض السكري من النوع 2 ترتبط بزيادة احتمالية تطور التكيسات الجلدية.
وعلى الرغم من طبيعتها الحميدة، من المهم التمييز بين التكيسات الجلدية وأنواع أخرى من الزوائد الجلدية، التي قد يُساء فهمها أحيانًا على أنها تكيسات جلدية. ففي حالات نادرة، قد يكون النمو الذي يبدو كتكيسة جلدية نوعًا مختلفًا من الآفات الجلدية، مثل الكيراتوزيس الدهني، أو الشامة، أو حتى نوع صغير من السرطان الجلدي.
لذلك، أكد التقرير أهمية أن يتم تقييم أي نمو جلدي جديد أو متغير من قبل طبيب الأمراض الجلدية، خاصة إذا كانت تظهر عليها خصائص غير عادية مثل النمو السريع، أو الحواف غير المنتظمة، أو الألوان المتنوعة، أو النزيف.
ويمكن إجراء خزعة لتأكيد التشخيص إذا كان هناك أي شك حول طبيعة النمو الجلدي. وتعتبر الفحوصات الجلدية المنتظمة والعلاج الطبي السريع للنموات المشتبه بها أساسية للحفاظ على صحة الجلد واكتشاف السرطانات الجلدية المحتملة في وقت مبكر.
كيف تقلل من فرصة تكونها؟
وقد لا يكون من الممكن منع التكيسات الجلدية تمامًا، خاصة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، ومع ذلك، يمكن اتخاذ عدة تدابير لتقليل احتمالية تكوينها أو تقليل حدوثها.
وتشمل هذه التدابير الحفاظ على وزن صحي، فالسمنة عامل خطر للتكيسات الجلدية، إذ يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى تكوين طيات جلدية أكثر وزيادة الاحتكاك، مما يعزز تطور التكيسات الجلدية.
ويمكن أن يساعد ارتداء ملابس فضفاضة، خاصة في المناطق المعرضة للاحتكاك، من تقليل تهيج الجلد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على نظافة الجلد وجفافه، خاصة في المناطق التي يحتك فيها الجلد بالجلد، يمكن أن يمنع التهيج والنمو البكتيري.
ويقترح بعض أطباء الأمراض الجلدية استخدام المساحيق أو مزيلات العرق في المناطق المعرضة للاحتكاك لتقليل الرطوبة والاحتكاك. وعلى الرغم من عدم إثبات ذلك علمياً، يجد بعض الأفراد أن تطبيق زيت فيتامين E أو جل الصبار على المناطق القابلة للإصابة قد يساعد في الحفاظ على مرونة الجلد وتقليل تعرضه للتهيج.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن زيت شجرة الشاي قد يساعد على جفاف وإزالة التكيسات الجلدية، لكن هناك دعمًا علميًا غير كافٍ لهذه الادعاءات. ويمتلك زيت شجرة الشاي خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات، والتي قد تساعد في تقليل التهيج حول التكيسات الجلدية، ولكن قدرته على إزالتها غير مثبتة.
أما العلاجات المنزلية الأخرى، مثل خل التفاح وقشر الموز والثوم، فتفتقر أيضًا إلى الدعم العلمي. كما أن محاولة إزالة التكيسات الجلدية في المنزل يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن تؤدي التقنيات غير الصحيحة إلى النزيف، أو العدوى، أو الندوب.