أدى نجاح حزب “البديل من أجل ألمانيا”، اليميني المتطرف، في الانتخابات الألمانية، إلى “زيادة الضغوط على الاتحاد الأوروبي المجزأ”، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن أحزاب الوسط في أوروبا ما زالت “صامدة نسبيًا”، فإن استمرار اليمين المتطرف في الفوز بالانتخابات يجعل “المشروع الأوروبي يواجه سنوات قادمة صعبة”.
ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس النجاح المذهل الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات الإقليمية بألمانيا بأنه “مرير ومثير للقلق”.
وأكدت الصحيفة أن الأمر مثير للقلق بالنسبة للاتحاد الأوروبي أيضا، “الذي يواجه مشكلات وجودية، من حرب روسيا الطاحنة على أوكرانيا إلى أزمة المناخ”.
“يوم مظلم”
وفي تعليق لها على نتائج الانتخابات الألمانية، قالت عضو البرلمان الأوروبي، زعيمة حزب الوسط الفرنسي، فاليري هاير: “يوم مظلم لألمانيا، وهو يوم مظلم لأوروبا”.
وأشارت الغارديان إلى أنه على الرغم من أن النتائج في ولايتي تورينجيا وساكسونيا الشرقيتين في ألمانيا “لم تكن مفاجئة” بعد الأداء القوي الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي، فإنها تؤكد الصعود المطرد للأحزاب التي كانت تعتبر ذات يوم “خارج نطاق المألوف”.
ولفت التقرير إلى وجود أحزاب متطرفة ويمينية متطرفة في الحكومة، أو تدعم الحكومة، في كل من كرواتيا وفنلندا والمجر وإيطاليا وهولندا وسلوفاكيا والسويد.
وبحسب الصحيفة، قد تنضم النمسا قريبًا إلى هذه القائمة، إذ تظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب الحرية اليميني المتطرف بشكل مريح قبل الانتخابات المقررة في 29 سبتمبر/أيلول الحالي.
في هذه الأثناء، لا تزال فرنسا عالقة في شلل سياسي، بعد ما يقرب من شهرين من دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة ردًا على فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات الأوروبية.
صورة قاتمة
وفي حين تظهر نتائج الانتخابات الأخيرة في بولندا وإسبانيا أن القوى القومية واليمينية المتطرفة يمكن هزيمتها، فإن الصورة الإجمالية تبدو قاتمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأكد التقرير أن ضعف فرنسا وألمانيا، المحرك الأسطوري الذي يدفع التكامل الأوروبي، في مواجهة القوة المتنامية للأحزاب المتطرفة واليمينية المتطرفة، يشكل مشكلات للمشروع الأوروبي، الذي يقوم على التسوية واحترام سيادة القانون والمؤسسات.
ونوه بأن الاتحاد الأوروبي المجزأ، مع صعود اليمين المتطرف، سوف يؤثر على القرارات الأكثر أهمية على المستوى السياسي، مثل الدعم المقدم لأوكرانيا، والأجندة الخضراء، علاوة على ملف الهجرة، القضية التي توحد الأحزاب المتطرفة.
وخلُص التقرير إلى أنه مع زيادة التوتر بشأن التوقعات الاقتصادية لأوروبا والطلبات المتزايدة على ميزانية الاتحاد الأوروبي، التي سيتعين إعادة التفاوض بشأنها قبل عام 2028، سيواجه المشروع الأوروبي بضع سنوات صعبة.