إعادة تشغيل مطار القليعات: محاولة جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية
عاد إلى الواجهة الحديث عن ضرورة إعادة تشغيل مطار القليعات، بعد توقيع عدد من النواب اقتراح قانون معجلا قدمه مجد بطرس حرب في تموز الفائت. فهل فعلاً سيعاد تشغيل المطار في الشمال، أم أن المحاولة ستنضم إلى سابقاتها؟
قبل أن تضع الحرب أوزارها، شهد مطار القليعات تنظيم رحلات جوية بين الشمال وبيروت بين 1988 و1990. ومذذاك لم يشهد أي نشاط مدني على الرغم من المطالبات المتكررة بإعادة تشغيله، ولا سيما عام 2017 بعد ما عرف بـ”أزمة الطيور” التي كانت تهدد الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي. تلك الرحلات كانت في العامين الأخيرين للحرب، ولرفع العناء عن المواطنين الذين كانوا يرغبون في التوجه إلى العاصمة من دون المرور بحواجز الأحزاب المتصارعة.
اليوم ارتفعت وتيرة المطالبة بإعادة تشغيل المطار، مع مطاري حامات ورياق العسكريين.
من الواضح أن وجهات النظر لا تزال متباعدة في شأن تشغيل مطار القليعات وغيره. وما إعادة عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ توجيه سؤال للحكومة عن أسباب عدم تشغيله إلا اختصار للسجال المستجد.
عطية: يحتاج إلى أيام
يصف رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب سجيع عطية ما يجري بـ”الحراك الجدي”، لكنه يعتقد أن التوقيت ليس صائباً.
ويشرح لـ”النهار”: “لا نحتاج إلى الكثير من الوقت لإعادة تشغيل مطار القليعات في حال حدوث أمر طارئ، ويمكن شركة طيران الشرق الأوسط أو مطار بيروت إعادة تشغيله كفرع للمطار الأساسي”.
أما عن اقتراح القانون فيلفت إلى أن “القرار لدى الحكومة التي طلبت إعداد الدراسات، وبالتالي وزارة الأشغال تقوم بتلك الدراسات وقد باتت متوافرة، وعندها يصبح القانون لزوم ما لا يلزم”.
لكن الأمر يحتاج إلى تمويل وأوضاع الخزينة معروفة؟ يوضح عطية أن “المطار قد تشغله شركة خاصة على طريقة B O T ، والأمر لا يحتاج إلى كثير من العناء بما أنه سيصبح بمثابة فرع لمطار رفيق الحريري الدولي”.
كرم: لمرافق بعيدة عن التهديدات
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يؤكد لـ”النهار” أن العمل جدي لتشغيل مطار القليعات لأسباب عدة.
ويوضح أن “التحرك هو لتشريع تشغيله والإفادة من القوانين النافذة بهدف إيجاد أكثر من مرفق حيوي، لما يحمله ذلك من تنشيط للسياحة والتجارة والصناعة في مناطق أخرى لا تكون محصورة ببيروت”.
في الفترة الأخيرة تصاعدت التهديدات الإسرائيلية للبنان وانعكس ذلك على مطار الشهيد الحريري، وألغت شركات جوية رحلاتها إلى لبنان. في ظل الأوضاع الاستثنائية والتهديد باستهداف المطار، لا بد من وجود مطارات أخرى بعيدة عن ساحة الحرب يستطيع اللبناني التنفس من خلالها ذهاباً وإياباً”.
الأسباب اليوم تبدو أكثر جدية بحسب داعمي تشغيل مطار القليعات ومرافق أخرى. ويشير كرم إلى أن “الظروف تقضي بإيجاد مرافق أخرى ليس فقط في جونية وإنما في طرابلس ومناطق مختلفة منها رياق، تكون بعيدة عن التهديدات، ونستطيع الإفادة من الاقتراح الذي قدمته كتلة “الجمهورية القوية” والبدء بالعمل من بوابة اللامركزية والخصخصة وتنشيط هذه المرافق”.
قرارات سابقة لم تبصر النور
على بعد سبعة كيلومترات من الحدود السورية، يقع مطار القليعات الذي يبعد 25 كيلومتراً عن طرابلس. ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1934 لاستخدامه في تنقل الطائرات الصغيرة التابعة لشركة IPC (شركة نفط العراق). وبعد 32 عاماً تسلمه الجيش اللبناني وحوله إلى قاعدة عسكرية.
بعد كل تلك العقود عاد الحديث عن مطار القليعات وضرورة تشغيله بالارتكاز على تجربة عامي 1988 و1990، وطفا على السطح اقتراح حرب الذي وقعه عدد من النواب.
ويعلل حرب اقتراحه بما “تشهده البلاد من أزمات وما يتعرض له مطار بيروت الدولي من تهديدات وخروقات أمنية، وعلى وقع تصاعد التهديدات الإسرائيلية للبنان، والتي ترافقت مع إرباك كبير شهده مطار رفيق الحريري الدولي، بفعل إلغاء عشرات رحلات الطيران من بيروت وإليها. لم يعد من مجال للشك، أن الحاجة باتت ملحة إلى مطار آخر يلبي الحاجات ويمنع عزل لبنان عن العالم في حال حدوث أي طارئ”.
لا يبدو أن هناك توافقاً على تشغيل مطار القليعات، فيما الترقب لا يزال سيد الموقف في شأن التهديدات الإسرائيلية، مع تصاعد وتيرة النار في المواجهات المستمرة منذ أكثر من 300 يوم.
المصدر – النهار