“تعرفة كهرباء باهظة وخدمات غائبة: أين تذهب الأموال ومن يستفيد من الفيول الجزائري؟” بقلم  رئيس تحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز

 

في ظل أزمة الكهرباء المستمرة في لبنان، يشهد المواطنون ارتفاعاً غير مسبوق في تعرفة الكهرباء، حيث تحوّلت من شبه مجانية إلى باهظة الثمن، ما أثار تساؤلات حول وجهة هذه الأموال في وقت لا تزال فيه التغذية الكهربائية محدودة للغاية. يعاني اللبنانيون من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، حيث لا يحصلون إلا على ساعات قليلة من الكهرباء يوميًا، رغم الفواتير المرتفعة التي باتوا ملزمين بدفعها.

هذا الواقع دفع العديد من المواطنين والناشطين إلى رفع الصوت والتساؤل: “أين تذهب هذه الأموال؟” في ظل هذا التدهور المستمر في خدمات الكهرباء، وعدم وجود خطة واضحة لتحسين الوضع، يزداد الشكوك حول إدارة هذه الأموال وما إذا كانت تُستخدم فعلاً لتحسين البنية التحتية الكهربائية في البلاد، أم أنها تُهدر في الفساد وسوء الإدارة.

وفي سياق متصل، قدم عدد من المواطنين رسالة مفتوحة إلى مؤسسة كهرباء لبنان، يطالبون فيها بتوضيحات حول هذا التفاوت الكبير بين قيمة الفواتير وجودة الخدمات المقدمة. الرسالة شددت على أن المواطنين يدفعون مبالغ ضخمة مقابل خدمة بالكاد يتمتعون بها، وطالبت بتقديم تقارير مالية شفافة تظهر كيفية استخدام الإيرادات المحصلة من هذه التعرفات العالية.

وفي جانب آخر من أزمة الطاقة، تتواتر تقارير عن بيع كميات من الفيول الجزائري الذي كان من المفترض أن يتم استيراده للبنان إلى سوريا، مما يزيد من معاناة اللبنانيين. هذه التقارير تشير إلى أن جزءًا من الفيول المخصص لتوليد الكهرباء في لبنان يتم تهريبه وبيعه في السوق السوداء السورية، ما يفاقم أزمة الكهرباء ويزيد من معاناة المواطنين.

كل هذه العوامل تجعل من أزمة الكهرباء في لبنان مثالاً صارخًا على فشل إدارة الدولة في تأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، وتزيد من التوترات الاجتماعية في بلد يعاني من أزمات متعددة، ما يجعل السؤال “أين تذهب الأموال؟” مشروعًا وملحًا ويحتاج إلى إجابة عاجلة وشفافة.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version