استبعد مختصون في الشأن الإيراني اتخاذ الولايات المتحدة والغرب إجراءات جديدة تجاه طهران، بشأن ما يُتردد عن رفع مستوى اليورانيوم المخصب في منشآت إيران، واقترابها من إنتاج قنبلة نووية.

وأوردت، أخيرا، تقارير إخبارية دولية أنباءً عن رفع مستوى اليورانيوم المخصب لدى إيران واقتراب طهران من امتلاك القنبلة النووية.

ويأتي ذلك بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 3 أشهر، أفاد بأن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب في الأشهر الأخيرة 30 مرة عن الحد المسموح به، ليبلغ 6201.3 كجم في 11 أيار/مايو الماضي، مقارنة بـ5525.5 كجم في شباط/ فبراير 2024، أي أكثر بـ30 ضعفا من الحد المسموح به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015.

ومن لندن، يرى الخبير في الشأن الإيراني محمد المذحجي، أن طهران تحاول من خلال رفع السقف في الملف النووي انتزاع امتيازات على طاولة المفاوضات الخلفية التي تجريها بشكل غير معلن مع الولايات المتحدة، في ظل الأجواء الانتخابية في أمريكا، لاسيما أن إدارة “بايدن–هاريس” تحتاج هذا الإنجاز في ملف السياسة الخارجية الأمريكية، حتى تستفيد منه في حملة “هاريس” الانتخابية، والدعاية بأن هذه الإدارة استطاعت إنجاز اتفاق مع إيران حتى لو كان “مؤقتًا” وغير كامل، لكنه يضع حدا لطموحات إيران النووية.

اتفاق صيني أمريكي

ويُبين المذحجي لـ”إرم نيوز”، أن هذا النوع من الاتفاق إن حدث، سيساعد الصين التي تُعد أحد داعمي إدارة “بايدن–هاريس”، لاسيما أنه أخيرا عُقد اتفاق صيني أمريكي حول الوصول إلى توافق يؤدي إلى استقرار في الأسواق المالية، ما يُخفف الضغط على بكين، مقابل أن تساعد الأخيرة الإدارة الأمريكية ومرشحتها الديمقراطية في الانتخابات المنتظرة أمام المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، في ظل العلاقات القوية بين إيران والصين.

ولفت المذحجي إلى أن أي توافق أمريكي إيراني إن حدث، سيزيد من التقارب بين بكين وطهران، ما يُقلص العقوبات على الأخيرة، وأيضًا يفتح المجال لإيران والصين على الصعيدين الاقتصادي والطاقة، لا سيما تصدير النفط الإيراني إلى بكين، ما يُعد امتيازات تمنحها إدارة “واشنطن” الحالية لطهران عبر قناة خلفية.

ومن العاصمة الألمانية برلين، قال أستاذ العلاقات الدولية د. عبد المسيح الشامي، إن “النووي” الإيراني ملف سياسي يهدف إلى تحقيق أهداف أخرى غير منع “طهران” من الوصول إلى القنبلة النووية، وسط ما يتردد بأنها باتت بالفعل في يد الإيرانيين، ولكنه في النهاية سلاح للتهديد والمقايضة وليس للاستخدام.

التسوية النووية

وأوضح الشامي لـ”إرم نيوز” أن قضية “الملف النووي” استثمار سياسي في المنطقة تحت هذا العنوان الكبير، جاءت وراءها تدخلات إيرانية واحتيالها في الكثير من ملفات المنطقة ورهانها على توسيع مصالحها، وما يدور من “بيع” لكثير من القضايا، أبرزها “الفلسطينية” تحت مسمى “التسوية النووية”.

وتابع أن الغرب هو من سمح لإيران بالسكوت عن هذا المشروع، وبعد 20 سنة ظهر الملف على السطح ليكون مجال استثمار من الطرفين، ومع ذلك لم يمنعها من امتلاك هذا السلاح، وحتى لو لم تصل إيران إلى إنتاج القنبلة النووية حتى الآن، فإنها ستصل، والغرب لن يهتم إلا بما يتعلق بمصالحه.

ومن جانبه، أكد الباحث في الشأن الأمريكي أحمد ياسين، أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة لا يستخدم الملف النووي وما يدور مع إيران كـ”تهديد”.

وأشار إلى أن إيران لا تقايض الغرب في هذا الملف “النووي”، لكنها تقايض من خلال الغرب للحصول على مكاسب ومصالح لها.

وأضاف ياسين أن أمر العقوبات المستخدم من واشنطن لا يتجاوز كونه ترويضا لـ”الوحش” الذي يضعه الغرب في قفصه، حتى يؤهله للسير في خطط جديدة لا تتعلق بالشرق الأوسط فقط، ولكن بالجنوب الآسيوي في مرحلة متقدمة.

Share.
Exit mobile version