تلوح في الأفق، تقنية جديدة ومبتكرة، لنقل البيانات من خلال الضوء، تعرف باسم “Li-Fi”، وتعدُّ أسرع من “الـ”واي فاي” بـ 100 مرة، التي تعتمد على الموجات الراديوية.
وتقنية الـ”Li-Fi”، هي اختصار لـعبارة “Light Fidelity”، وتوفر مزايا مميزة مقارنة بتقنية “واي فاي التقليدية”.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من المبكر جدًّا تحديد تأثيرها الكامل على “الإنترنت” عريض النطاق في منازلنا، ولكنها تبدو تقنية واعدة.
وتقنية “Li-Fi”، بدأ البحث فيها، منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ كان الفيزيائي الألماني هارالد هاس، وفريقه رائدين في هذه التقنية، من خلال اكتشاف قدرة الضوء على نقل البيانات في اتجاهين.
طريقة العمل
تعمل تقنية “Li-Fi”، بوصفه نظام اتصالات ضوئي مرئي، ينقل البيانات من مصابيح “LED” تصدر نبضات ضوئية تحمل معلومات، تمامًا مثل شفرة مورس.
وعلى الرغم من أن هذه العملية غير مرئية للعين المجردة، فإن الأجهزة المتوافقة يمكنها “فك تشفير”، المعلومات بسرعة.
والأهم من كل ذلك، يعدُّ الأمان هو ميزة رئيسة أخرى لتقنية Li-Fi؛ لأن الإشارات تقتصر على المنطقة المضاءة بمصدر الضوء، ولا يمكنها اختراق الجدران، ما يقلل خطر الوصول غير المصرح به إلى حد كبير.
وكذلك، تتجنب تقنية “Li-Fi”، التداخل الكهرومغناطيسي الشائع مع “واي فاي”، وتنتج إشعاعات أقل، ما يجعلها خيارًا أكثر أمانًا للاستخدام المنزلي.
ومع ذلك، نظرًا لأن التكنولوجيا لا تزال في مراحلها المبكرة، فلن يُرى تأثيرها الكامل حتى تُنَفَّذ على نطاق أوسع.
وقد يستغرق الأمر بضع سنوات أخرى قبل أن تصبح سائدة، إذ يتوقع طرحها بين عامي 2024 و2029.
ميزات وعيوب
إن الطلب المتزايد على حلول الاتصال المبتكرة، خاصة في البيئات التي تواجه فيها التقنيات اللاسلكية التقليدية قيودًا، من المرجح أن يدفع مزيدًا من الشركات إلى استكشاف تقنية “Li-Fi”، والاستثمار فيها في المستقبل القريب.
وتوفر “Li-Fi”، ترددا يبلغ 200000 جيجاهرتز، مقابل 5 جيجاهرتز أقصى حد لشبكة واي فاي، الأمر الذي يمكنها من نقل مزيد من المعلومات في الثانية.
وفي السياق عينه، توصلت دراسة أجرتها جامعة “أيندهوفن”، إلى معدل تنزيل يبلغ 42.8 جيجابت في الثانية باستخدام Li-Fi، على حين أن أفضل شبكة واي فاي بالكاد تصل إلى 300 ميغابت في الثانية.
وعلى الرغم من كل ذلك، ما زالت تقنية “Li-Fi”، تواجه بعض العيوب مثل المدى القصير وعدم القدرة على اختراق الجدران، ما يحد من منطقة تغطيتها.
وتعتمد هذه التقنية على الموجات الضوئية لنقل البيانات، التي يمكن حجبها بسهولة بوساطة العوائق المادية أو مصادر الضوء المحيطة، ما يؤدي إلى مشاكل التداخل.
وعلى صعيد التكلفة، يمكن أن تكون تكاليف النشر المرتبطة بتقنية “Li-Fi”، أعلى بكثير من تكلفة “واي فاي”، بسبب الحاجة إلى أجهزة متخصصة، مثل مصابيح LED الخاصة وأجهزة الكشف الضوئية، التي يمكن أن تكون باهظة الثمن.