البحر والصحراء بات عنواناً للموت المؤكد في عالم انعدمت فيه قيم العدالة و الإنسانية ، حيث باتت المتاجرة بالبشر وقتلهم وسيلة الكثيرين لكسب الربح.

ففي شمال أفريقيا (تونس، المغرب ومورتيانية ) حيث يفترس الفقر أجساد الصغار والكبار يندفع الكثيرون للجهرة بحثاً عن العيش الكريم ليقعوا فريسةً بأيادي تُجار الموت وعديمي الضمير والإنسانية.

فقط كشف تقريراً صحافياً أن تونس والمغرب ومورتيانية تتلقى أموالاً طائلة من الاتحاد الأوروبي الذي كان قد أبرم مع هذه الدول الثلاثة اتفاقاً لتعزيز قدراتها بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية بإتجاه أوروبا وخاصة أنها تعاني من تدفق متزايد للهجرة غير الشرعية منذ العام 2011 الأمر الذي يُشكل خطراً أمنياً على القارة، ولكن بدلاً من تحسين ظروفها و عمدت هذه الدول على نقل المهاجرين وتركهم في الصحراء فريسة للموت تحت غطاء من الاتحاد الأوروبي.

واقع غير إنساني قائم على العنصرية:

جاء في تقرير نشره التحالف الصحافي لايتهاوس ريبورتس Lighthouse Reports بالتعاون مع وسائل إعلام بما في ذلك لوموند وواشنطن بوست
أن أوروبا تقوم بدعم عمليات سرية تقوم بنظام تهجير جماعي ممنهج يُدار بفضل أموال ومعدات ومعلومات استخباراتية وقوات أمن يوفرها الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية كُبرى.

وتحدث التقرير كيف يتم القبض على اللاجئين والمهاجرين في المغرب وموريتانيا وتونس على أساس لون بشرتهم، يتم وضعهم في حافلات ونقلهم إلى أماكن نائية ، هي في أكثر الأحيان مناطق صحراوية قاحلة” من دون ماء أو طعام حتى يلقوا مصرعهم.

فيما يتم نقل  مهاجرين آخرين إلى المناطق الحدودية حيث يتم بيعهم من قبل السلطات للمتاجرين بالبشر والعصابات التي تعذبهم للحصول على فدية.

الاتحاد الأوروبي ينفي:

بعد عدة اتهامات وجهت للاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص استناداً على شهادة العديد من المهاجرين الموثقة بالصور والفيديوهات التي توضح هذا الواقع الصعب وتشرح الدوافع العنصرية وراء التهجير وكان قد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لخفر السواحل الإسباني وهو يدهس قارباً يضم عدداً من المْهاجرين المغاربة، ومع ذلك نفى عدد من المسؤولين داخل الاتحاد الأوروبي استخدام اموال الاتحاد في انتهاك حقوق المهاجرين، وحتى اللحظة لم ترد المفوضية الأوروبي بشكل صريح على هذه المزاعم، في وقت أقرا مصدرين في الاتحاد الأوروبي ًبأنه “من المستحيل” على بروكسل أن تقدم تفسيرا كاملاً حول كيف يتم استخدام الأموال الأوروبية.

البابا فرنسيس ما يحدث خطيئة كُبرى:

أمام هذا الواقع الصعب أعلن البابا فرنسيس إن هناك من يصدرون المهاجرين بشكل ممنهج وطرق مختلفة، معتبرا ذلك “خطيئة كبيرة”، وقال أن البحر الأبيض المتوسط كان سابقاً مكاناً للتواصل بين الحضارات بينما اليوم أصبح مقبرة.

ودعا البابا إلى ضرورة “توسيع طرق الوصول الآمنة والمنظمة للمهاجرين، وتسهيل اللجوء للفارين من الحروب والعنف والاضطهاد والكوارث المختلفة، وتوحيد الجهود لمكافحة الاتجار بالبشر والعنف”.

ووصف موت المهاجرين في الصحاري والبحار بأنه “قسوة الحضارة” في عصر الأقمار الصناعية والمسيَّرات.

Share.
Exit mobile version