أظهرت دراسة حديثة نُشرت على موقع PsyPost أن التحفيز المغناطيسي الموجه إلى منطقة معينة من الدماغ يمكن أن يعطل تثبيت الذكريات الصادمة، ما قد يمهّد الطريق لعلاجات جديدة للقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

وركز الباحثون على مرونة الذاكرة البشرية، خاصةً الذكريات المرتبطة بالتهديدات، إذ يمكن لهذه المرونة أن تتيح تعديل الذكريات أو تعطيلها، ما يوفر فرصًا علاجية.

وعلى حين أظهرت طرق التحفيز الدماغي غير الجراحية إمكانيات واعدة في تعديل هذه الذكريات، إلا أن تفاصيل الآليات المثلى لم تكن واضحة.

في هذه الدراسة بقيادة سيموني باتاجليا من جامعة بولونيا، رُكِّز على منطقة القشرة الأمامية الجانبية للدماغ (dlPFC) التي يُعتقد أنها تلعب دورًا رئيسًا في تثبيت الذكريات المتعلقة بالتهديدات.

وافترض الباحثون أن تعطيل نشاط هذه المنطقة قد يمنع تثبيت الذكريات الصادمة، ويقلل تأثيرها العاطفي

ولاختبار هذه الفرضية، أجرى الباحثون تجارب على 72 متطوعًا، قُسّموا إلى 4 مجموعات، وخضعوا لنموذج محاكاة للتهديد باستخدام تحفيز مغناطيسي متكرر منخفض التردد (LF-rTMS).

أظهر المشاركون الذين تلقوا التحفيز انخفاضًا ملحوظًا في ردود الفعل الدفاعية تجاه المنبه المهدد بعد التحفيز، واستمر هذا الانخفاض مدة تصل إلى 24 ساعة.

وتشير النتائج إلى أن تعطيل نشاط القشرة الأمامية الجانبية خلال المراحل المبكرة من ترسيخ الذاكرة قد يمنع عودة الاستجابات المهددة المشروطة، ما يعزز فرص تطوير علاجات جديدة للاضطرابات النفسية المرتبطة بالذكريات الصادمة.

ومع ذلك، أقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، مثل الاعتماد على قياسات محدودة لاستجابات الخوف وتحفيز جانب واحد فقط من الدماغ، ما يفتح الباب لمزيد من البحث.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version