أثار رد حزب الله على إسرائيل، الذي سبقه هجوم استباقي من تل أبيب، التساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة لما بعده، وإمكانية دخول الطرفين في مسار مرعب عبر مواجهة عسكرية شاملة، وهو الأمر الذي تحاول الولايات المتحدة والمجتمع الدولي منعه.

وحسب التقديرات، فإن 3 سيناريوهات رئيسة ومتوقعة إثر رد “حزب الله” الذي سبقه الهجوم الاستباقي للجيش الإسرائيلي، أولها اندلاع مواجهة شاملة بين الطرفين، والثاني تكرار ذات السيناريو خلال الأيام المقبلة، والأخير التوصل لاتفاق تهدئة.

 مواجهة شاملة

بالرغم من أن الهجوم الاستباقي حرم ميليشيا حزب الله من تحقيق أي صورة للنصر على إسرائيل؛ فإنه قد يكون مقدمة للمواجهة الشاملة بين الجانبين، خاصة أن الحزب يرغب في الرد على عمليات الاغتيال الأخيرة لتحسين صورته أمام اللبنانيين وحلفائه.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد الخالدي، أن “المواجهة الشاملة هي خيار يتجنبه الطرفان، خاصة أنهما يدركان أن ذلك سيكون له تأثير سلبي على المنطقة، وهو ما يدفعهما لتوجيه ضربات محدودة تتسبب بأضرار مادية أكثر من البشرية”.

وأوضح الخالدي، لـ”إرم نيوز”، أن “الحزب يدرك خطورة الدخول في هذه الحرب على لبنان التي تعاني أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، وأن ذلك سيفقد قيادتها عنصر التفوق السياسي في الساحة اللبنانية”، مبينًا أن إسرائيل تبتعد عن المواجهة الشاملة بسبب الضغط الأمريكي.

وبين أن “هذا الخيار سيجبر أطرافًا إقليمية ودولية على الدخول في المواجهة العسكرية، وسيضع المنطقة لسنوات، وربما لعقود في دائرة التوتر الإقليمي”، مؤكدًا أن هذا السيناريو لا يرغب فيه أي من الأطراف المتصارعة بالشرق الأوسط.

مواجهة محدودة

ومن السيناريوهات المرجحة أن يدخل الطرفان في مواجهة محدودة على غرار المواجهة التي وقعت اليوم الأحد، وهو السيناريو المرجح، خاصة أن الحزب أعلن في بيانه الثاني أنه أنهى الرد الأولي على عملية اغتيال فؤاد شكر.

ومن المرجح أن يقدم الحزب على تنفيذ هجوم محدود، خاصة أن الهجوم الاستباقي للجيش الإسرائيلي أفشل محاولاته تحقيق النصر، وكسب عنصر المفاجأة للميليشيا، الأمر الذي يجعلها بحاجة إلى تنفيذ هجوم جديد.

ووفق الخالدي، فإن “هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، والتوتر الأمني والعسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل”، لافتًا إلى أن التهدئة الشاملة هي التي يمكن أن تحول دون مواجهة جديدة.

وأشار إلى أن “أي تقدم فعلي في مفاوضات التهدئة التي يديرها الوسطاء بين حماس وإسرائيل ستكون سببًا رئيسًا في تراجع حزب الله عن تنفيذ أي هجوم عسكري، وسيدفع إيران لتجنب الرد على اغتيال إسماعيل هنية”.

التهدئة الشاملة

السيناريو الثالث المرجح بشأن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، هو التوصل لتهدئة شاملة في المنطقة بضغط من الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي ترغب فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة أنه يصب في المصلحة الأمريكية.

ويرى الخبير في الشأن الإقليمي، رفيق أبو هاني، أن “هذا السيناريو هو الأقوى في الوقت الراهن، خاصة أن الولايات المتحدة تضغط بقوة من أجل التوصل لتهدئة بين إسرائيل من جهة وحماس وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى”.

 وقال أبو هاني، لـ”إرم نيوز”، إن “وقف الحرب على غزة يعدُّ العامل الأبرز والأقوى للتهدئة الإقليمية، وهو الأمر الذي سيمكن الأطراف جميعها من الترويج بأنهم حققوا مكاسب سياسية وعسكرية من المواجهة الممتدة منذ أشهر”.

 وأضاف: “بتقديري ستؤدي الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة والأطراف الإقليمية للتوصل لتهدئة مرحلية تحول من دون الدخول في مواجهة شاملة بالمنطقة، التي سيكون لها تأثيرات سلبية خطرة على العالم بأسره”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version