قال تقرير لصحيفة “المونيتور” أن السياسة الخارجية الإيرانية تبدو مهيأة لتحولات محتملة مع تولي عباس عراقجي منصب وزير الخارجية الجديد للبلاد.

وعلى الرغم من أن سماح المرشد الأعلى بتعيين الدبلوماسي المعتدل عراقجي وزيراً للخارجية يُمكن أن يشير إلى استعداد إيران لتخفيف التوترات مع الغرب، من المتوقع أن يواجه الدبلوماسي المخضرم طريقاً وعراً  في المستقبل، مع برلمان يسيطر عليه المتشددون، وفق التقرير.

وبحسب “المونيتور”، اعتبر العديد من المراقبين تعيين عراقجي، المفاوض النووي السابق، بمثابة خطوة إستراتيجية من قبل المرشد الأعلى الإيراني، تهدف إلى تنشيط علاقات البلاد المتوترة مع الغرب، لا سيما بشأن الاتفاق النووي المتوقف منذ فترة طويلة.

نشاط دبلوماسي

وتميزت الأيام الأولى في منصب وزير الخارجية الجديد بموجة من النشاط الدبلوماسي، حيث أجرى مناقشات مع العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين، بمن في ذلك منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.

وأضاف التقرير أنه في حين يشير تواصل عراقجي مع الأوروبيين إلى ذوبان الجليد المحتمل في العلاقات، فإن التحديات التي يواجهها متعددة الأوجه.

ويتعين عليه أن يتنقل بين ديناميكيات السلطة المعقدة داخل إيران، وخاصة النفوذ العميق الذي تمارسه المؤسسات المتشددة، وعلى رأسها الحرس الثوري.

ووفق محللين، قد يُكسب الدور السابق الذي لعبه عراقجي في الحرس الثوري الإيراني مستوى من الثقة داخل المنظمة العسكرية، ومن الممكن أن يُساعد في جهوده الرامية إلى توجيه السياسة الخارجية الإيرانية في اتجاه أكثر تصالحية.

وتأمل الفصائل الإصلاحية، التي تنسب إلى نفسها الفضل في صعود الإدارة المعتدلة الجديدة، أن يستفيد عراقجي من مشاركته مع الحرس الثوري الإيراني للدعوة إلى سياسة خارجية أكثر توازناً وأقل تصادمية.

وأشار التقرير إلى أن مهمة إحياء الاتفاق النووي لا يزال أمراً محورياً في طريق عراقجي المحفوف بالتعقيدات، خصوصًا إذا فاز ترامب في انتخابات نوفمبر الرئاسية؛ ما يُنذر بتعقيد خطط وزير الخارجية الجديد وتبديد الآمال بين المعسكر الإصلاحي الإيراني الأوسع.

دعم خامنئي

وبعيداً عن السياسة الأمريكية، فإن موقف خامنئي سيشكل أهمية بالغة أيضاً؛ إذ إن دعم المرشد الأعلى لا غنى عنه لأي تعديلات رئيسة في السياسة الخارجية.

ورغم أن تعيين عراقجي قد يشير إلى الرغبة في التعامل مع الغرب، فإنه يظل من غير الواضح إلى أي مدى يرغب خامنئي في التحرك في هذا الاتجاه.

وتابع التقرير بأنه على النقيض من الرغبة في التعامل مع الغرب بشأن الاتفاق النووي، هناك علامات قليلة، إن وجدت، تُرى لتسليط الضوء على استعداد إيران للتحولات في نهجها الإقليمي.

وسيكون عراقجي وريثاً لإحدى أكثر الفترات صعوبة وحساسية في تاريخ التوترات بين إيران وإسرائيل، وفقا لـ “المونيتور”.

وخلُص التقرير إلى أن عراقجي يسير على خيط مشدود لتجنب أي مخاطر تزيد من التعقيدات مع إسرائيل، وتفتح الباب لتوسع الصراع في المنطقة.

وأضاف أنه “سواء كان قادراً على رسم مسار جديد لإيران من خلال التغلب على المقاومة الداخلية من الفصائل المتشددة التي هيمنت فترة طويلة على المشهد السياسي الإيراني، وحددت سياسة إيران الخارجية، أو ما إذا كان سيتم تقييده من قبل القوى نفسها، ستظل المرونة التي يقدمها مرتبطة تمامًا بالهامش الذي يسمح به خامنئي”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version