يرى خبراء عسكريون، أن إسرائيل نجحت بتحديد موعد هجوم ميليشيا حزب الله على أراضيها من خلال عوامل أهمها: المتابعة الاستخباراتية الحثيثة لتحركات عناصر الحزب، بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وحسب الخبراء، فإن ذلك لا يمنع نجاح إسرائيل في تجنيد عناصر بشرية داخل الميليشيا اللبنانية؛ ما مكَّنها من الوصول إلى معلومات حساسة ودقيقة للغاية، حددت موعد الهجوم.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شن ضربات استباقية في لبنان بعد أن رصد استعدادات لتنفيذ هجمات واسعة النطاق ضد إسرائيل من قبل ميليشيا حزب الله، فيما أكد الحزب أنه انتهى من المرحلة الأولى من رده على اغتيال القيادي فؤاد شكر.

وسبق ذلك تقديرات عدة تشير إلى اقتراب موعد شن ميليشيا حزب الله، هجومًا واسعًا على إسرائيل ردًّا على اغتيال فؤاد شكر.

 تعاون إسرائيلي دولي

وقال الخبير في الشؤون العسكرية، أحمد عبد الرحمن، إنه “ومنذ اغتيال القيادي بميليشيا حزب الله شكر، زادت وتيرة الاستعدادات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية للمواجهة مع الحزب، والتي جاءت بالشراكة مع أجهزة استخبارات دولية”.

وأوضح عبد الرحمن، لـ”إرم نيوز”، أن “إسرائيل استعانت بتقنيات حديثة ومتطورة للغاية بالاشتراك مع حلفائها في الولايات المتحدة والدول الغربية من أجل تحديد الموعد الدقيق لهجوم ميليشيا الحزب”.

وبين أن “إسرائيل كانت تخشى هجومَ الحزب بسبب قربه من أراضيها، وهو ما دفعها لأن تكون في حالة استنفار أمنية وعسكرية شديدة”، لافتًا إلى أنها كانت تراوغ الحزب بدعوى انشغالها بالحرب في غزة على حساب الجبهة الشمالية.

وأشار إلى أن “القدرات الاستخباراتية الاستثنائية والمعلومات الحساسة التي حصلت عليها إسرائيل مكنتها من صد الهجوم بضربة استباقية”، مبينًا أن الحزب اضطر لتوجيه ضربات عسكرية محدودة تحفظ له صورة النصر التي يحاول الترويج لها.

ووفق الخبير العسكري، فإن “إسرائيل اعتمدت بشكل أساسي أيضًا على العنصر البشري، والذي يتمثل في متعاونين من داخل الحزب مع أجهزتها الاستخباراتية”، قائلًا: “على ما يبدو أن إسرائيل لديها مصدر معلومات قوي بميليشيا الحزب يمدها بالمعلومات الحساسة؛ ما مكنها من تفادي الهجوم المحتمل.”

عامل رئيس

ويرى الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، أن “القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية هي العامل الرئيس في نجاح إسرائيل بتحديد موعد هجوم ميليشيا الحزب، علاوة على قلة الخبرة العسكرية لدى عناصره”.

وقال عريقات، لـ”إرم نيوز”، إن “هناك فرقًا كبيرًا بين القدرات الاستخباراتية لدى الجانبين؛ ففي الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل تقنيات استثنائية، وتستعين بمعلومات تحصل عليها من أجهزة المخابرات العالمية؛ فإن الحزب يعتمد بشكل أساس على طرق بدائية في مهامه الاستخباراتية والعسكرية”.

وأشار إلى أن “التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي يمنح تل أبيب القدرة على تفادي أي ضربات استباقية من قبل ميليشيا الحزب، والرد عليها وإحباطها”، مؤكدًا أن إسرائيل تعمل على منع أي هجمات يمكن أن تؤدي لتصعيد كبير.

وقدّر عريقات أن الحزب لا يمكنه كسر التفوق الاستخباراتي لإسرائيل وبالتالي لن يتمكن من تنفيذ هجمات دقيقة في العمق الإسرائيلي، “وستبقى ضرباته محدودة للغاية؛ إلا أنها تثير القلق الأمني والعسكري لدى تل أبيب”.

وختم بالقول: “لبنان أرض مكشوفة استخباراتيًّا بالنسبة لإسرائيل وحلفائها وهو ما يمكنهم من الحصول على معلومات غاية في الدقة، وتوجيه ضربات مركزة تمنع أي هجوم استباقي بالأراضي الإسرائيلي”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version