لحظة رد الحزب مضبوطة على توقيت ايران ولبنان الرسمي يتهيأ للحرب
اجتماعات في السراي ودعم نروجي في الخارجية ووضع المطار في عين التينو
”تجدد”: الحكومة ناطق رسمي باسم حزب الله…وجعجع يسأل عن قاتلي سليمان
– تسعة ايام بالتمام مرت على اغتيال اسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران والقيادي العسكري الرفيع في حزب الله فؤاد شكر في بيروت وبعدهما المسؤول في حماس محمد الضيف والرد المُدوي لم يأتِ بعد. الجميع في وضعية ترقب وانتظار ثقيلين لما ستؤول اليه تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة بعد الرد الذي برر امين عام حسن نصرالله تاخره بالعقاب لاسرائيل، كيف سيكون شكله وطبيعته وتوقيته ورد الفعل الاسرائيلي عليه وما اذا كان سيشعل المنطقة ام يأطي مؤطرا ضمن صفقة تسوية تفضي اليها المفاوضات الجارية في السر والعلن.
استعدادات: على اي حال، وفي الوقت المستقطع الذي سمح للبنانيين المغتربين بالمغادرة والمقيمين بالتحوط والتموين خشية اندلاع الحرب ، مزيد من الاستعدادات الرسمية للسيناريوهات المحتملة. وفي السياق، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاته في السراي، في اطار مراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية والمؤسسات المعنية في حال حصول اي طارئ. وفي هذا الاطار، استقبل وفدا من “نقابة مستوردي المواد الغذائية” في لبنان برئاسة هاني بحصلي الذي قال: “اجتمعنا مع دولة الرئيس ميقاتي كنقابة مستوردي المواد الغذائية لوضعه في صورة اوضاعنا، واكدنا له ان ليس هناك من تهافت على الاصناف ، والبضاعة متوافرة للجميع ، من ناحيته اكد لنا دولة رئيس الحكومة استمرار الجهود الديبلوماسية لعدم اتساع الحرب، وقلنا لدولته انه، لا سمح الله، في حصول حرب فان اهم شيء هو عدم اغلاق المرفأ او حصول حظر لكي لا يؤثر ذلك على الحركة اللوجستية لانها اهم شيء بالنسبة لنا. حاليا من ناحية التموين الغذائي لا مشكلة لدينا”. اضاف “تطرقنا الى موضوع ارتفاع الاسعار وعدم السماح لاحد برفع اسعاره ونحن نعمل كنقابة وتجار لتوزيع بضائعنا في كل المناطق اللبنانية كي تكون بضائعنا موزعة في حال حصول حرب لا سمح الله”. وردا على سؤال قال: “الوضع ليس مستقرا وهذا ما اثر على الاوضاع السياحية ، ولكن بالرغم من ذلك فان اللبنانيين ما زالوا متفائلين ولا يزال بعضهم يأتي وان كان بأعداد قليلة ونأمل ان نتابع الموسم هذا الصيف”.
الصمد: واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: “أطلعني ميقاتي على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة التحديات في المواجهة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي، ولديّ ملء الثقة بما يقوم به دولة الرئيس مع الحكومة مجتمعة لمواجهة هذه التحديات في الشق السياسي ، كما انه لدي ايضا الثقة الكاملة بما تقوم به المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي. لا شك ان الوضع حساس ودقيق والعدوان يجب أن يتوقف والطريقة الوحيدة لإيقاف الامر هو ان يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، اما خارج هذا الموضوع فالمواجهة مفتوحة مع العدو الصهيونى، وان شاء الله ان تكون الخواتيم في مصلحة لبنان والامة العربية ومحور المقاومة والممانعة”.
بوحبيب: ليس بعيدا وفي إطار المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها وزارة الخارجية والمغتربين لكبح جماح اسرائيل ووقف عدوانها على لبنان، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اتصالا هاتفيا اليوم من نظيره النروجي إسبن بارث إيدي تمت خلاله مناقشة آخر الجهود والمساعي القائمة لتجنيب المنطقة الدخول في حرب شاملة جراء تصعيد اسرائيل الخطير في لبنان وايران وعدوانها المستمر على لبنان وغزة. وأكد بوحبيب أن التصعيد الاسرائيلي هدفه تعطيل مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار في غزة، والتي تبناها مجلس الأمن في قراره رقم 2735. وندد بتعمّد اسرائيل استهداف المدنيين في اعتداءاتها على لبنان، في انتهاك سافر ومدان لمبادئ القوانين الدولية. من جهته، شدد وزير خارجية النروج على أن بلاده تسعى، مع كل الأطراف المعنية، لخفض التصعيد ومنع انفلات الأمور، واعتبر أن الحرص على مصلحة الفلسطينيين وعلى التوصل لوقف إطلاق نار في غزة يقتضي تجنب إشعال حرب في المنطقة. كما أكد أن النروج، التي تولي اهتماما كبيرا بلبنان، لا ترغب في أن يكون ضحية لموجة جديدة من التصعيد والحروب في المنطقة.
المطار والمرافئ: ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية حيث اطلع منه على الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الوزارة واجهزتها لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة لاسيما مطار الشهيد رفيق الحريري والمرافئ البحرية والبرية. بعد اللقاء قال الوزير حمية: “اليوم كان اللقاء مع دولة الرئيس بري حيث أطلعته على كافة الإجراءات والخطوات التي تقوم بها وزارة الأشغال بشكل ميداني للحفاظ على إستمرارية عمل مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكذلك المرافئء البحرية جميعها، وعلى الجهوزية بالنسبة للطرقات والبنى التحتية لأن موضوع تأمين الإستمرارية للعمل لتلك المرافئ تصب في تسهيل نقل وإخراج البضائع من المرافئ وموضوع المغاردين والوافدين عبر مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي”. كما تابع الرئيس بري المستجدات السياسية والميدانية وشؤوناً تشريعية خلال إستقباله عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور.
غارات: في الميدان، شنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة مستهدفة سيارة على الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي . واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة ان الغارة أدت في حصيلة أولية إلى جرح ثلاثة أشخاص. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي عند الأولى من بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية. كما أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط.
حزب الله: في المقابل، قال حزب الله “استهدف مجاهدونا اليوم تجمعًا لجنود العدو في موقع المرج بمسيرة انقضاضية وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة”.
نواب المعارضة: في ظل هذه الاجواء، زار وفد من نواب قوى المعارضة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، حيث اكد لها موقف نواب قوى المعارضة الرافض لادخال لبنان في الحرب الدائرة، مؤكدا على التمسك بتنفيذ القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته على جانبي الحدود، من خلال الضغط الدولي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان ومنع استخدام الاراضي اللبنانية في الجنوب عبر تفعيل التنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني. كما أطلعها الوفد على تفاصيل العريضة التي تقدم بها نواب قوى المعارضة الى رئيس المجلس لطلب عقد جلسة نيابية خاصة للطلب من الحكومة اللبنانية القيام بواجباتها حيال الوضع المتدهور لحماية المواطنين وإعلان حالة الطوارئ. وشدد الوفد الذي ضم النواب مارك ضو، غسان حاصباني، اشرف ريفي، جورج عقيص واديب عبد المسيح، على مطالبة المعارضة بلجنة تقصي حقائق من الامم المتحدة للتحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت، بعدما تمت عرقلة التحقيق المحلي طيلة ٤ سنوات. ووضعت بلاسخارت الوفد بأجواء الجهود الديبلوماسية القائمة لتخفيف التصعيد.
تجدد: في المواقف، أعلنت كتلة “تجدد”، في بيان أصدرته اثر اجتماعها، ان “على وقع المخاطر الجمة، التي تنبئ بتعرض لبنان لخطر توسع الحرب والقتل والدمار، والتي طالما حذرنا منها، باسم أغلبية وازنة من اللبنانيين، ترفض إقحام لبنان دون سواه في حرب الآخرين على أرضه”. وأكدت الكتلة ان “لبنان ليس بحاجة إلى شهادة حسن سلوك في دعمه المستمر لقضية الشعب الفلسطيني، فهو طالما كان ولا يزال يدعم قضية هذا الشعب، الذي تربطنا به أواصر الاخوة والصداقة، وتالياً لبنان جزء من الإجماع العربي الداعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، انطلاقاً من قمة بيروت التي أقرت حل الدولتين والأثمان التي دفعها من أجل هذه القضية هي الجواب الدائم، على المتاجرين بها، الذين ينفذون أجندة إقليمية مكشوفة، على حساب الشعبين اللبناني والفلسطيني وأمنهما وكرامتهما”. واشارت الى ان “الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قال أن إيران وسوريا غير ملزمتين بالمشاركة في الحرب، أتى ليكشف بوضوح أن لبنان يستعمل وحيداً بدم أبنائه وأرزاقهم ولقمة عيشهم، كورقة تفاوضية، في حين يقع عليه وحيداً أيضاً، عبء دفع الضريبة الأغلى، ونسأل: كيف يقبل أصحاب معادلة وحدة الساحات، أن يكون لبنان وحده ساحة للصراع، في حين يستعمله الآخرون كورقة لتعزيز نفوذهم الإقليمي. أليس ذلك نسفاً للمصلحة الوطنية اللبنانية، وتبعية عمياء لمشروع الممانعة الذي لا يمت بصلة إلى لبنان الوطن والدولة السيدة المستقلة”. اضاف البيان: “تبعا لذلك، نستغرب وندين المواقف المخجلة التي تصدر عن الحكومة، ان كان على لسان رئيسها أو وزير خارجيتها أو غيرهما من الوزراء الذين باتوا للأسف يلعبون دور الناطق الرسمي لـ”حزب الله” بدل ان يمثلوا مصالح لبنان العليا وشعبه. ونحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن الاستقالة الطوعية من الدور والمسؤولية والواجب الوطني. وللرئيس ميقاتي نقول: ليس دور رئيس الحكومة أن يكون ساعي بريد، فالحكومة في غياب رئيس الجمهورية هي السلطة التنفيذية، وهي المسؤولة عن حماية لبنان، وفي الأوقات الصعبة يختبر معدن الذين يتولون المسؤولية”.
ابواب المجلس: من جهته، كتب النائب وضاح الصادق على منصة “أكس”: “إذا لم يفتح مجلس النواب أبوابه اليوم فمتى يفتحها؟ لبنان يمر بواحدة من أسوأ أزماته، على شفير حرب وفي ظل انهيار اقتصادي كامل، وفراغ شبه تام في مؤسسات الدولة، وممثّلي الشعب ممنوعون من مناقشة أزماته. برلمانات العالم تجتمع مئة مرة في العام الواحد في أقل تقدير، فيما المعدل السنوي لاجتماع مجلسنا يقل عن العشر مرات، وذلك في الأحوال العادية وبوجود رئيس للجمهورية والمؤسسات مكتملة”.
جعجع يسأل: على صعيد آخر، صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بيان قال فيه “أربعة أشهر مرّت على اغتيال منسّق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، والحقيقة لم تظهر كاملة بعد. صحيح أنّ هناك خمسة موقوفين في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، ولكن يبقى أنّ رئيس العصابة زكريا ظافر قاسم، وأحد العناصر الأساسيين فراس رياض ميمو ما زالا في قبضة السلطات السورية وترفض تسليمهما للسلطات اللبنانية. السؤال لوزيري العدل والخارجية: لماذا ترفض السلطات السورية تسليم زكريا وميمو المطلوبين في جريمة اغتيال المواطن اللبناني باسكال سليمان، وهما موقوفان في السجون السورية من جهة، ومطلوبان من قبل السلطات القضائية اللبنانية من جهة ثانية، ويشكل توقيفهما المدخل لكشف خلفيات الاغتيال والجهات التي تقف خلف هذا الاغتيال من جهة ثالثة؟ أضعف الإيمان أن يبادر وزيرا العدل والخارجية مع الإدارات القضائيّة والأمنيّة المعنيّة الى اتخاذ إجراءات سريعة مع الحكومة السورية لاسترداد هذين المطلوبين، ونحن في الانتظار.