في ذكرى ميلادكِ يا فيروز: صوت الوطن والحلم بقلم رئيس التحرير وفاء فواز
في مثل هذا اليوم، ولد صوتٌ أصبح رمزًا للهوية العربية ولأحلام الشعوب. فيروز، صاحبة الحنجرة التي لم تعرف الزمان ولا المكان، تتردد ألحانها وكلماتها في كل زاوية من هذا الوطن العربي الكبير. إنها ليست مجرد فنانة؛ إنها حالة، بل وطنٌ آخر نتشارك فيه الأمل والصمود والفرح.
عندما تغنّين يا فيروز عن الوطن، يتذكّر كل منّا أرضه وترابه. صوتكِ الذي صدح بـ”بحبك يا لبنان”، أعاد تعريف الوطن كقيمة لا تُقدّر بثمن. كنتِ وما زلتِ الملاذ لمن يشتاق للحرية، للشمس التي لا تغيب، وللأرض التي لا تُباع.
غنّيتِ الثورة والصمود، فكنتِ الصوت الذي يقاوم الظلم بصمتٍ جليل. صوتكِ كان ولا يزال نداءً للشعوب لتقف شامخةً في وجه الرياح العاتية. كنتِ البوصلة في زمن التيه، والأمل في لحظات الانكسار.
السلام كان عنوانًا آخر لأغنياتكِ. كنتِ صوت الهدوء في عالمٍ مليء بالصخب، وحملت كلماتكِ رسالةً أزلية: أن السلام ممكن، وأن الإنسانية تجمعنا أكثر مما تفرقنا.
أما الحب، فقد أعدتِ تعريفه بمعانيه النقية، فجعلتِ منه قصيدةً تتجاوز الحدود والمسافات. الحب في أغانيكِ لا يشبه شيئًا؛ هو دفء، حنين، ولهفة، وربما هو نحن عندما نحلم.
غنّيتِ للطفولة وللفرح، فكنا جميعًا نعود إلى طفولتنا مع كل أغنية. كنتِ تأخذين بأيدينا إلى عوالم خيالية، حيث البساطة هي عنوان الحياة، وحيث الأمل لا يعرف الانطفاء.
اليوم، ونحن نحتفي بذكراكِ، نُدرك كم نحن بحاجة إلى كل ما غنّيتِه. بحاجة إلى وطنٍ يحضننا كما احتضنتِه في أغانيكِ. بحاجة إلى ثورة تنقذنا من قيودنا. بحاجة إلى سلامٍ داخلي وخارجي، إلى حبٍ ينقذ أرواحنا، وإلى فرح يعيد إلينا إنسانيتنا.
فيروز، كل عام وأنتِ رمزُ الحلم الذي لا يموت.