السفيرة الأميركية: استعدوا لمرحلة ما بعد حزب الله
بدأت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون سلسلة لقاءات مع قوى سياسية ونواب مستقلين ناقشت خلالها التطورات الأخيرة. وطلبت جونسون من هؤلاء، وفقَ ما تقول مصادرهم «الإستعداد لمرحلة ما بعد حزب الله، حيث لم يعد مسموحاً استمرار سطوته على الدولة ومؤسساتها ولا على معابر الدولة الحدودية». وكررت أن «حزب الله باتَ ضعيفاً جداً بعد الضربات التي وجهت اليه، واستهدفت قادته وقتلت أمينه العام، وبالتالي لم يعُد بإمكانه فرض ما يريد، وهناك مرحلة سياسية جديدة سيشهدها البلد قريباً ليس للحزب مكان فيها». كلام جونسون يؤكد أن أميركا لا تريد وقفاً لإطلاق النار في لبنان، بل هي مستمرة في دعم العدوان الإسرائيلي حتى تحقيق مشروعها في الداخل، وهذا ما يُفسّر عدم وجود أي مبادرات دبلوماسية تجاه لبنان بعكس ما أشار إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في بيان على منصة «إكس» أمس عن «الاتصالات الدبلوماسية التي تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن بهدف السعي مجدداً إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان».
وأضاف «هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية». لكن اللافت في كلام السفيرة الأميركية بحسب المصادر «تحذيرها من استفزاز الشيعة والتأكيد على احتضانهم في هذه الفترة»، ملمحة إلى ضرورة أن تكون هناك جهة يجري التفاوض معها، في إشارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكان الأخير، قد اعتبر أن «المعارك التي تحصل تدفع المجتمع الدولي نحو الحل»، مؤكداً «العمل ليلاً نهاراً مع ميقاتي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأكد أن «المطلوب هو تنفيذ القرار ١٧٠١، بينما القرار ١٥٥٩ أصبحَ وراءنا».
وفي السياق، يستمر التحضير لمؤتمر باريس الذي سيعقد في ٢٤ الجاري. وعلمت «الأخبار» أن الولايات المتحدة أكدت مشاركتها في المؤتمر، وسيتمّ التركيز على «ضرورة وقف النار، وتوفير حل سياسي مستدام وفق القرار ١٧٠١ ودعم وحماية المدنيين والنازحين ودخول المساعدات للبنان وزيادتها، وكذلك دعم سيادة لبنان عبر دعم الجيش وتقديمات مالية لدعم رواتب ضباط وجنود الجيش اللبناني». وقالت مصادر مطلعة أن «باريس تسعى لوقف النار في غزة ولبنان، ولكن المشكلة تتعلق بموقف الولايات المتحدة التي تراهن على انتصار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو». ولفتت المصادر إلى «غياب الثقة بين باريس وتل أبيب، ففيما تقول الأخيرة إنها ستقوم بتوغل محدود لمدة أسابيع، إلا أن الفرنسيين يعتقدون بأن الإسرائيلي يكذب ويريد حرباً غير محددة بزمان ولا بأهداف».